بمناسبة مرور 113 عاما على إنشائه، نظم متحف الفن الإسلامي ودار الكتب المصرية احتفالية كبرى اليوم. وتضمنت الاحتفالية، في المبنى الذي افتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني في الثامن والعشرين من ديسمبر 1903، معرضا للصور الفوتوغرافية التي ترصد الأضرار التي لحقت بمبنى المتحف ودار الكتب في يناير 2014، إثر الحادث الإرهابي الذي استهدف مديرية أمن القاهرة، بجانب رصد لمراحل ترميم القطع الأثرية بالمتحف ودار الكتب على حد سواء. وقال الدكتور أحمد الشوكي، المشرف العام على متحف الفن الإسلامي، إن المتحف الإسلامي يضم أكثر من 100 ألف تحفة وأثر لا يقدر بثمن، غير أن كل المتاحف المصرية كونت مجموعاتها الإسلامية من مقتنيات المتحف الإسلامي. وأكد «الشوكي»، على أن المتحف بعد تطويره أصبح يضم 4400 قطعة، كما أضيفت 3 قاعات عرض و16 فاترينة جديدة.، لافتًا إلى أن المتحف كان يعرض به 1475 قطعة أثرية، إلا أنه نتيجة للحادث الإرهابي تضررت 179 قطعة من أندر وأجمل القطع الأصلية الأثرية، ليست في مصر فقط بل في العالم بأكمله، تم ترميم 160 منها حتى الآن خلال عامين. وأوضح «الشوكي» أن مرممو المتحف من المصريين بذلوا جهد جبار لإعادة ترميمه، مؤكدا أن جميع أعمال التطوير والترميم تمت بأيدي مصرية خالصة دون أي تدخل أجنبي، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات العربية ساهمت بمبلغ 50 مليون جنيه، فيما ساهمت منظمة اليونسكو بمليون جنيه في مشروع إعادة ترميم وتأهيل المتحف وآثاره مرة أخرى. وقال «الشوكي»، أنه في الفترة ما بين 2003-2010 شهد المتحف مشروع تطوير تكلف 140 مليون جنيه، وشهد عمليات تدعيم قوية للمتحف ومبناه، وهذا ساهم في تخفيف الأضرار التي تعرض لها نتيجة انفجار مديرية أمن القاهرة، حيث يعد من أهم المتاحف على مستوي العالم، حيث يضم آثارا وكنوزا تاريخية وأثرية متنوعة، منها عملات منذ عهد النبوة حتى الآن، فضلا عن مجموعة من أكبر المشكاوات على مستوى العالم. وعرض الشوكي وثيقة تمثلت في عقد نزع ملكية مبني المتحف من صاحبته «حميدة هانم»، كريمة المرحوم ثاقب باشا وحرمه، وتم تعويضها بمبلغ مالي قدره 5460 جنيه، والعقد صادر من إدارة عموم المدن والمباني في نظارة الأشغال العمومية. وألقى «الشوكي» محاضرة رصد فيها تاريخ متحف الفن الإسلامي ومراحل تطوره انتهاء بمشروع الترميم وإعادة التأهيل الأخير، وما تم فيه من إنجازات. كما ألقت عايدة عبدالغني، المشرف العام على دار الكتب بباب الخلق، محاضرة كشفت فيها تاريخ الدار والأضرار التي لحقت بها وأعمال الترميم وكيفية إعادة تأهيل الدار، أوضحت إن دار الكتب أنشئت باسم «الكتبخانة الخديوية» في مارس 1870، وفي يناير 2000 بدأ مشروع تطوير وإعادة تأهيل الدار بعد إهمالها لفترة طويلة، وكان المشروع بمبادرة من سوزان مبارك، وحينها تم تكليف وزير الثقافة الأسبق، فاروق حسني بذلك، ومن ثم أعيد افتتاحها عام 2007، وذلك بعد أن تم إدخال التكنولوجيا الحديثة في إدارة وعمل الدار وما بها من مخطوطات. ولفتت إلى أن الدار تضم زخائر المخطوطات والوثائق والكتب، وبها 63 ألف مخطوطة، ويتم التعامل معها بحرص شديد ونظام دقيق يحافظ عليها ويحميها من أي أضرار، فضلا عن استقبال باحثين كثيرين نقدم لهم خدمات كثيرة ونسهل لهم ما يبحثون عنه.
