الكتمان هو سمة مجتمعاتنا، نملك داخلنا ما لا نجرؤ على البوح به، نرسم على وجوهناابتسامات زائفة لنتفادى السؤال الصعب، «مالك؟ »، أحيانًا لا نستطيع أن نشرح للآخرين«مالنا »، وما بداخلنا من هموم وأخطاء وأفكار، فنلجأ للصمت والكتمان والابتسامة الباهتة،ونمضى فى الطريق والألم يعتصر ما تبقى داخلنا من حياة، لذا نفرد هذه المساحة لأعزائنا القراء ليصرخوا ويحكوا ويخرجوا ما تعتق داخلهم، ليتجاوزوا معنا الخطوط الحمراء التى رسمها المجتمع والعيشة واللى عايشنها. نعدكم أن ننشر ما يرسل إلينا تباعًا، دون أن نتدخل بحذف أو إضافة، ونعدكم بالوصول معكم ل «حل »، قولوا ما بداخلكم، فا يوجد هنا خطوط حمراء. بدأت قصتى بزواجى قبل 15 سنة، تعرفت عليه فى أحد الأفراح، وأعرب عن رغبته فى الارتباط بى فوافقت، وبعد 6 شهور من الزواج انتقلنا إلى القاهرة، حيث يعيش ويعمل مهندسًا مدنيًا، ثم أنجبنا 3 أولاد، محمود فى الصف الثالث الإعدادى، يليه معتز فى الصف السادس الابتدائى، ثم مصطفى بالصف الثانى الابتدائى. أما المأساة كانت عندما علمت صدفة أن زوجى يتناول الحبوب المنشطة جنسيًا، ويخفيها وسط الدولاب، وعندما واجهته قال إنها مجرد أمور مساعدة ولا تؤثر على صحته، لكن لفت نظرى تزايد الكميات فى الدولاب، وكثرة تناوله لها، صباحًا ومساءً، حتى فقد الكثير من وزنه بشكل مفاجئ، وأصبح ينام كثيرًا ولا يستطيع أن يصمد فى عمله، فاستغنوا عن خدماته، وتحول إلى مدمن، يداه ترتعشان طوال الوقت، واللون الأبيض يغطى وجهه وشفتيه، مع صداع مستمر. كان طبيعيًا أن تنشب مشاجرة كبيرة بيننا، قرر حسام بعدها الذهاب لأحد الأطباء لتلقى العلاج، لكن الطبيب صمم على دخوله مصحة علاج للإدمان، وأخبرنى أن حالة زوجى يصعب السيطرة عليها فى المنزل. الكوارث لم تقف عند هذا الحد، فالابن الأكبر أدمن نفس المواد التى يتناولها والده، ولاحظت تغير سلوكياته، ورفضه الذهاب للمدرسة، ونزوله مع الأب فترات طويلة، فتتبعتهما لأرى الأب يقف بعيدًا على ناصية أحد الشوارع، بينما يدخل الابن إلى صيدلية، ويخرج بالعبوات سابقة الذكر، وبتفتيش ملابس الابن ومتابعته تبين أنه يتعاطى نفس المنشطات، وبمواجهته اعترف بأنه يتناولها لأنه تساعده على المذاكرة، إلا أنها جاءت بنتائج عكسية. لم أفق من خبطتى الزوج والابن البكر، حتى صدمت فى «الأوسط» الذى أدمن الألعاب الإلكترونية، وعندما وجدت أنه يقضى يومه كله أمام الكمبيوتر من أجل اللعب، دمرت الجهاز، لكن الابن لم ييأس فسرق أموالًا من الدولاب وتغيب عن المدرسة عدة أيام قضى معظمها فى مركز كمبيوتر قريب من المنزل، ولما راقبته وتأكدت من ذلك، حاولت منعه من النزول فتعدى علىَّ بالضرب. لا أدرى ماذا أفعل، البقاء فى القاهرة يعنى أن أعيش وسط 3 مدمنين، والرجوع للشرقية، يعنى دمار الأسرة والحرمان من أبنائى، خاصة بعد رفض أهلى وجود الأبناء معى، بعد علمهم بما وصلوا له من انحراف. أخصائية: الأسرة بأكملها تحتاج إعادة تأهيل نفسى ترد الدكتورة ماجدة فهمى، أستاذ الإرشاد النفسى بجامعة القاهرة على تساؤلات «أحلام»: «الكارثة بدأت من دقة الزوجة فى اختيار زوج صالح يصلح أب لأولادها، ولابد من الاستجابة لاختصاصى الإدمان، بمكوث الزوج فى المصحة لحين شفائه، وخروج مادة الإدمان من جسده، وفحص الابن الأكبر لمعرفة مدى تركيز المنشط فى جسده، ثم عرض الأسرة بالكامل على وحدة العلاج الأسرى، لتأهيلهم نفسيًا وأسريًا». عزيزى القارئ، يمكنك إرسال مشكلتك أيًا كان نوعها وحجمها على بريد الصباح، ونعدك بتوصيلها للمختصين وإيجاد حلول سريعة لها فى سرية تامة، مع العلم أن جميع الأسماء السابق ذكرها أسماء مستعارة وليست حقيقية. للتواصل على البريد الإلكترونى التالى: [email protected]