بينما تعتبر " الممرضة " أحد أهم أفراد الفريق الطبي في جميع دول العالم المتقدم، حيث تشارك في رسم السياسات و تنظيم العمل داخل الفريق و تدير المرور الطبي بجانب الأطباء، فضلا عن دورها في علاج و تاهيل مرضاها، تبقي الممرضة المصرية أسيرة الصورة الذهنية التي طالما وصمتها في عيون افراد المجتمع، فهي فتاة ليل تخفي خلف رداءها الطبي ناصع البياض رداء أخر تجذب به الرجال - هكذا حملتها السينما المصرية للمجتمع - دون أن يدري أحد هل حقا جاء وقت اختلطت فيه - علي ملائكة الرحمة - المشاعر الإنسانية، و استبدل فيه هبة العطاء و التفاني لتخفيف الآلام بتجارة الجسد . لعله تساؤل، يصعب الاجابة عنه، ولكن ما يمكن رصده حقا، هو الجهود التي تبذلها كليات التمريض و وزارة الصحة، لاجل تحسين صورة الممرضة المصرية محليا و دوليا، بعد أن كان التمريض في مصر يقتصر علي أصحاب الخبرة أو خريجي معاهد التمريض، دخلت المهنة مرحلة جديدة بتشييد كليات للتمريض بجامعات مصر، تستمر بها الدراسة 5 أعوام منها عام للتدريب و الممارسة العملية، و تتخرج منها الممرضة تحمل شهادة بكالوريوس التمريض . فعن التغير الذي طرأ علي مهنة التمريض عقب ظهور كليات التمريض، أخلاقيا و نفسيا، قال طاهر مختار، معيد بكلية التمريض جامعة القاهرة، أن الكلية تحرص علي اعداد الممرضة المصرية علي عدة مستويات قاعدتها المستوي الأخلاقي، والتي تعتمد علي الاختيار الدقيق في اختبارات القبول بكليات التمريض، و هي اختبارات تهتم بالجانب الاخلاقي للطالب المتقدم للكلية بعد الثانوية العامة، و تكشف مدي استعداده لتقديم خدمة انسانية للمريض و السهر علي راحة أصحاب الآلام ، مؤكدا ان الاختيار يلعب عامل هام جدا، لان الاخلاقيات لابد ان تكون موجوده من البداية فالكلية مهما احتوت علي برامج تاهيل و تربية لا يمكن ان تغير طبائع البشر. و أضاف مختار، ان الكلية تتيح للطالب الاحتكاك و التعامل مع المريض بطريقه اخترافية و مهنية، و تعلمه السلوكيات و مهارات التواصل مع المريض و عائلته بشكل يضمن حدود التفاعل الآمنة بين الجانبين و يخدم صالح المريض، لان الكلية تراعي في برامجها الاعدادية ان كلا من المريض و مقدم الخدمه بشر لديهم فعل ورد فعل، ولكن يبقي التزام الممرضة بعلاقة انسانية مهنية مقيدة بابعاد نفسية و اخلاقية، تدرسها الممرضة داخل الكلية طوال 4 سنوات وتطبقها في السنة الخامسة بجانب مواد طبية شديدة التخصص. و أكد مختار انه بجانب تعليم الممرضة، ما يصلح من سلوك مع المريض ومالا يصلح منه، هناك المعلومات و المهارات وهما ضلعي مثلث اعداد الممرضة داخل كليات التمريض، مثلث قاعدته اختيار الممرضه ذات اخلاقيات و صفات تساهم في تحسين صورة التمريض، و اخضاعها لندوات اخلاقيه و دينية ، مشيرا الي دور السينما والتليفزيون عند التعرض للامرأه سيئة السمعه و وضعها في هيئة ممرضه، أ و اظهار الممرضه بشكل وملابس و حركات خاصه تسئء لها . وفيمات يتعلق بالمهارات و المعلمومات، اكد طاهر ان الطلبة يخضعون لاختبارات قبول في اللغه الانجليزيه، و تقييم للهيئة و الشكل من قبل عميد الكليه و اساتذه الكليات، مشيرا الي ان الكلية تدرب الطالب علي مواد طبيه اساسيه في البدايه مثل التشريح و الفسيولوجي و علم الادويه و بعدها مواد مكمله اثناء دراسه الطالب في الكليه ومنها علم دراسة الانسان و علم النفس و علم نفس النمو، بجانب مادة التثقيف الصحي الاجتماعي لان التمريض ليس خاص فقط علي الدور الذي يؤديه في المستشفيات ولك له دور في التثقيف الصحي و منع الامراض، لان الممرض و خريج كليه التمريض يعمل علي تلت مستويات للرعايه الصحيه، اول مستوي منها هو منع الاصابة و الوقاية من خلال تثقيف المجتمع صحيا، فضلا عن مواد دراسية للحالات الحرجه و التمريض الجراحي و تمريض النسا وتوليد و تمريض اطفال، وجميعها مواد شديدة التخصص. و أكد مختار ان كليات التمريض، تخضع لتطبيق لمعايير الجدوي، من قبل الهيئة المحلية لمعايير الجوده، و بالفعل نالت كلا من كليه التمريض بجامعة عين شمس و كليه التمريض في جامعة الاسكندريه الجودة بينما تنتظر كلية التمريض بجامعة القاهره الموافقة لحصولها علي الجودة .