منطقة «الكوميسا» للتجارة الحرة تضم 26 دولة سكانها 625 مليون نسمة.. وبناتج محلى 1.2 تريليون دولار بعدما نجحت الكوميسا فى تنظيم مؤتمرها الاقتصادى بمدينه شرم الشيخ فبراير الماضى، لفتت الأنظار لها وأعطت أمل للكثير من الدول فى السماح لها بالمساعدة فى البحث عن مستثمرين وفرص استثمار جاده وبدعم من البنوك الأفريقية المنتشرة فى القارة السمراء تحت مظلة الكوميسا. وكان من أبرز نتائج هذا المؤتمر، تأسيس منطقة التجارة الحرة، التى تضم فى عضويتها 26 دولة ويبلغ عدد سكانها نحو 625 مليون نسمة، بناتج محلى يصل إلى 1.2 تريليون دولار أمريكى وهى خطوة عامة نحو إنشاء الاتحاد الاقتصادى لأفريقيا. واستكمالًا لمسيرة نجاح الكوميسا ومحاولة النهوض بأفريقيا، أعلنت العاصمة الرواندية كيجالى أنها ستستضيف القمة العالمية الأولى للاستثمار فى أفريقيا فى 5 سبتمبر المقبل، وتستمر لمدة يومين. وتناقش القمة المرتقبة، دور الكوميسا فى تحويل القارة السمراء إلى منطقة تجارة حرة مشتركة، أكثر تنمية وازدهارًا، حيث من المتوقع أن تشارك أكثر من 900 شخصية عالمية رفيعة المستوى، ومستثمرون بصناديق استثمار تصل قيمتها إلى أكثر من 200 مليار دولار أمريكى. وتحاول الكوميسا عبر علاقاتها وقوتها فى المنطقة تنشيط حركه التجارة الداخلية بين دول القارة الواحدة، عبر إنشاء أكبر تكتل تجارى بين 26 دولة، بإجمالى ناتج محلى يصل إلى 1.2 تريليون دولار وسوق موحد يصل عدد مستهلكيه نحو 620 مليون نسمة. وتعد رواندا البلد المستضيف للقمة القادمة، من الاقتصاديات الأسرع نموًا داخل أفريقيا، فكثيرًا ما تعتلى مراتب متقدمة فى مجال الاستثمار بالقارة، حيث من المتوقع أن ينمو الناتج المحلى لها بنسبه 7.5 فى المائة بحلول عام 2020م. وتعمل الكوميسا على تنمية الطبقة المتوسطة فى أفريقيا ورفع معدل الاستهلاك، ووصول الناتج المحلى للقارة إلى 3.9 تريليون دولار، حيث إن أفريقيا هى السوق المستقبلى القادم. وهناك قطاعات استثمارية تدعمها البنوك الأفريقية، مثل صناعة الأسمدة ومزارع الرياح، بالإضافة الى محطات الطاقة الكهربائية والشمسية. وهناك العديد من مجالات التعاون الاقتصادى بين مصر والقارة السمراء، وهى فى تزايد مستمر، بعدما وصل حجم الاستثمار المشترك خلال 2003 حتى عام 2015م، إلى 7.9 مليار دولار موزعه على أكثر من 62 مشروعًا، بحجم عمالة يزيد عن 21 ألف عامل. ومضى أكثر من 18عامًا على توقيع مصر لاتفاقية السوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقى «الكوميسا» التى شهدت فيما بعد تطورًا ملحوظًا بإنشاء منطقه التجارة الحرة بين 8 دول، بينها مصر. ويرجع تاريخ الكوميسا إلى سنة 1994 لتحل محل منطقة التجارة التفضيلية التى كانت عام 1981 وتأسست الكوميسا فى البدايه بين 9 دول، هى «مصر - جيبوتى- كينيا- مدغشقر - مالاوى -موريشيوس - السودان - زامبيا – زيمبابوى». كما انضمت لها رواندا وبوروندى عام 2004، ثم ليبيا وجزر القمر عام 2006، وتضم حاليًا 20 دولة من الدول المعنية بتطوير قطاعات اقتصادها والتبادل التجارى مع دول القارة السمراء. وتتعدد مجالات الكوميسا لتشمل تحرير التجارة والتعاون الجمركى والنقل والمواصلات والصناعى والطاقة، وكذلك التمويل وتسهيل تحويل العملات، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. أما عن مزايا انضمام الدول لاتفاقية الكوميسا، فهى إتاحة تخفيض الرسوم الجمركية تدريجيًا إلى أن يتم إلغاؤها بالكامل بين الدول الأعضاء، وكذلك عدم فرض رسوم وضرائب جديدة على السلع التى يتم تداولها داخل السوق المشتركة، مع إلغاء جميع العوائق، والاتفاق على تعريفة جمركية موحدة.