الشعب مُهيأ لانتفاضة إذا لم يحصل على مكتسبات «25يناير» و«30 يوينو» تغيير قانون التظاهر ضرورة حفاظًا على شباب مصر الشرفاء السيسى فارس أحلام المصريين وأخشى عليه من الضعف الاقتراب من دستور 2014 يمثل اعتداءً على الإرادة الشعبية ثورة ثقافية مقبلة لا محالة.. والدراما التليفزيونية فى حالة ارتباك رفضت الاستعانة بتتر «ليالى الحلمية » فى الجزء السادس توقع الشاعر الكبير سيد حجاب، إقبال مصر على ثورة ثقافية قريبًا، غير أنه حذر من عودة من سماهم برجال النظام القديم الذين يلعبون لاستعادة السلطة بحسب تقديره، ووصف شاعر العامية الكبير فى حواره ل«الصباح» الرئيس عبدالفتاح السيسى بفارس أحلام المصريين إلا أنه أبدى إشفاقه على الرئيس، معربًا عن اعتقاده بأن أصوات المحيطين به يغلب عليها رجال الأعمال ورجال النظام القديم.. بين الثقافة والسياسة والشعر تنوعت محطات الحديث من العم حجاب الذى كشف أنه يعكف على كتابه «قصيدة عمره».. وإلى نص الحوار: كيف ترى المشهد الآن فى مصر؟ - نحن نعيش معركة قائمة منذ انتخابات الرئاسة توافق فيها الشعب المصرى بكل أطيافه وشرائحه الاجتماعية على ضرورة استعادة الهوية، ولكن دخلت إلى هذا التوافق قوى قديمة محافظة ورجعية موجودة فى الدولة والمجتمع، وهذه القوى تلعب حتى اللحظة لعبة استعادة الدولة والسلطة معًا، وتريد أن تعود الدولة للنظام القديم الذى يخدم مصالحها مصحوبة ربما ببعض التحسينات، وهذا يربك المشهد بشدة الآن. وفى رأيك ما أبرز علامات نفوذ هذه «القوى القديمة» كما وصفتها؟ - إصدارها لقانون التظاهر الموجه أساسًا ضد الشرائح الشابة فى المجتمع المصرى، والذى تعرض بناءً عليه أو بسببه كثيرون من شباب هذه الأمة المخلصين الشرفاء الثوار إلى أحكام قاسية، لذلك ينبغى أن يتغير هذا القانون، وهذه القوى القديمة تسعى بشدة لاستعادة الدولة التى تحكم الشعب لا الدولة التى تخدم الشعب، وهذا يفسر لنا كل القرارات الرديئة التى تصدر منذ ذلك الحين، بما فيها رفع الدعم دون التجهيز الكافى لإجراءات تحقق عدالة اجتماعية ترفع العبء عن الشعب المصرى المكافح، فموجة الغلاء ستلتهم أية زيادات فى الشرائح الأشد فقرًا واحتياجًا، لأن محاولات ضبط الأسعار التى تنفذها الحكومة لن تكون مجدية بشكل كافٍ، وسوف يزداد الفقراء فقرًا والأغنياء غنى، ما لم يُعاد النظر فى استعادة الدولة، ولمن تكون للشعب أم للقوى الخفية. هل لديك تحفظات أخرى على قانون التظاهر؟ - يجب أن نعيد النظر فى المنظومة القانونية، وأن نحيل هذا القانون الأعوج المعاكس للدستور إلى حتفه، ونؤسس لقانون تظاهر يتسق مع الدستور، وفى تقديرى ما يحدث ينبع من أن منظومة الشرطة لم يُعاد النظر فيها، ولا يزال تحكمها عقلية قديمة، ولم يُعاد تأهيل الشرطة بمنطق ومفهوم وتسليح جديد، ولا تزال فكرة التدخل لتطبيق القانون دون الاعتداء على الحريات أو الحقوق المقرة دستوريًا بعيدة عن فكر الشرطة، لذلك ينبغى النظر لجهاز الشرطة باعتباره مدنيًا يملكه الشعب المصرى. هل تعتقد أن قرار رفع الدعم وراء موجة الغلاء؟ - رفع الدعم كان ضروريًا جدًا، وفى اعتقادى أنه كان خطوة مبكرة فى وقت غير مناسب، وكان ينبغى أن تكون فى إطار مختلف، وعلى سبيل المثال فعندما تم رفع الدعم فى البرازيل، تمت زيادة الدعم المالى للأكثر احتياجًا وفقرًا، وكان يجب ألا يتم رفع الدعم قبل تحديد وتفعيل الحد الأقصى للأجور بشكل صارم، وترشيد الطاقة للمصانع كثيفة الاستخدام، وكذلك إدخال الصناديق الخاصة للميزانية الموحدة، وكل تلك الخطوات كانت لابد أن تسبق رفع الدعم، وهذا ما يجعلنى أكرر أنها خطوة ضرورية لكنها مبكرة، وعبئها على الشعب سيئ، خاصة دون الشعور بأن الأغنياء تحملوا نصيبهم. إذًا ما الحل ؟ - يجب اتخاذ إجراءات تحقق قدرًا من العدالة الاجتماعية الآن، وببساطة شديدة يسعى رجال المال والأعمال القدامى، كما تسعى بعض قوى مستقرة فى داخل الدولة بفكر قديم، لاستعادة النظام القديم، وهم يحاولون فى لعبة تطويع الرئاسة، وحدث ذلك أثناء الانتخابات بعد صدور قانون الأرباح الرأسمالية، وحاولوا تطويع الرئاسة عبر التلاعب بالبورصة، وتمكنوا من تمرير فكرة طاقة الفحم المؤذية للمجتمع كله لحساب بعض احتكارات استيراد الفحم من قوى رجال المال والأعمال، وحتى الآن تحاول تلك القوى أن تجتذب الرئاسة فى اتجاهها لا فى اتجاه الشعب، وتحاول أن تطوعه من خلال التشدق ببعض أموالهم المنهوبة، وبشكل عام ينبغى إعادة النظر فى منظومة الاقتصاد لتتغير من نظام ريعى يعتمد على إيرادات قناة السويس وبيع الغاز وتحويلات المصريين من الخارج والسياحة إلى اقتصاد منتج مثلما كان فى زمن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إذ كان لدينا اقتصاد زراعى منتج واقتصاد صناعى منتج، والآن ينبغى أن يكون لدينا اقتصاد معلوماتى منتج، وبغير هذا لن تتغير الأوضاع ونعود إلى الماضى. هناك من يتنبأ بثورة ثالثة.. فما رأيك؟ - نحن مقبلون على معارك صعبة جدًا، وفى وضع حرج للغاية اقتصاديًا واجتماعيًا، وإذا لم يحصل الشعب المصرى على مكتسبات ما قام من أجله فى موجتين ثوريتين 25 يناير و30 يونيو، فهو مُهيأ لانتفاضة لتعديل الأوضاع. مارأيك فى تكوين مجلس النواب الحالى؟ - المجلس عرضة للانهيار لأنه لا يُعبر عن إرادة الأمة، بعد انصراف الناخب عنه بسبب تقسيم التورتة بين المال السياسى والأمن، وهذا البرلمان يعبر عن 24 فى المائة فقط ممن يحق لهم التصويت من الشعب المصرى، وبالتالى هو برلمان «أقلوى» أى يمثل الأقلية فقط، ولا يعبر عن الأمة، وأرى أن انصراف الشعب عنه له دلالة واضحة تتمثل فى رؤيته كبرلمان للقوى القديمة والدولة الأمنية، بالإضافة للمال السياسى، وقد اتضحت طبيعة هذا البرلمان منذ الجلسة الافتتاحية، التى تعامل خلالها بعض أعضائه مع الدستور بالقطعة وليس جملة واحدة، وإذا لم يخضع البرلمان للإرادة الشعبية ولأحلام الشعب المصرى فسوف «يكنسه» هذا الشعب ويرسله إلى مزبلة التاريخ، فالشعب وحده هو ضمانة المستقبل، وأرى أن الغالبية العظمى داخل البرلمان توضح أن النية مبيتة للانقلاب على الدستور، وعلى أحلام الشعب المصرى. كيف تابعت الجدل الحادث فى أولى جلسات البرلمان بشأن ديباجة الدستور؟ - دستور 2014 هو أول دستور توافقى، والشعب المصرى وافق عليه بأغلبية ساحقة، وأى اعتداء على الدستور يشكل اعتداءً على الإدارة الشعبية التى اختارته، والديباجة محاولة لقراءة الواقع المصرى وإقرار الهوية المصرية التى باتت مطروحة للتساؤل من جانب ذلك الفصيل الرعوى البدوى غليظ الحس قليل المعرفة، الذى غشى عقله وقلبه الظلام، وتصور أن مصر تنتظره أن يقرر لها هوية، بينما هذه الهوية مستقرة ومُقرة منذ آلاف السنين، وكان ينبغى التأكيد على هذه الهوية المصرية والتاريخ المصرى والموقع المصرى الذى يكفل لمصر دورًا مهمًا فى حياة العالم، والديباجة فيها قراءة لمحاولات المصريين الدخول إلى عالم الحداثة منذ حكم محمد على، وجيش إبراهيم، وصولًا إلى دولة 25 يناير و30 يونيو، وبها اعتراف بكل الزعامات التاريخية التى أسست للتقدم للمجتمع المصرى نحو المجتمع الحديث من سعد زغلول لمصطفى كامل لطلعت حرب إلى آخره، وأيضًا بها قراءة لدور الجيش المصرى الذى أسسه إبراهيم باشا وعاد به المصريون إلى الجندية بعد أن حُرِمَ منها، ودور هذا الجيش فى صياغة الدولة الحديثة فى مصر، وكونه النواة الصلبة للوحدة الوطنية المصرية، وأيضًا بها قراءة لما تقدمه 25 يناير و30 يونيو لا لمصر والمنطقة فقط، وإنما للإنسانية كلها لإدراك أن البشرية تخرج الآن من عصر الرشد إلى عصر الحكمة، وأن البشارة بعصر الحكمة هذا القائم على الحقيقة والعدل وحقوق الإنسان كان ثورة 25 يناير و30 يونيو، وأظن بهذا الإطار استطعت أن أقرأ الوجدان المصرى بشكل صحيح، وبالتالى تواصل هذا الوجدان مع الجميع، ربما كانت هناك بعض الأصوات النشاز التى تهاجم هذه الديباجة أنها أطول مما ينبغى أو أنها إنشائية، وأظن أن هؤلاء من «الحافظين ومش فاهمين»، ولم يدركوا أن ما حدث شىء جديد فى تاريخ الإنسانية. هل تعتقد أن التيار السلفى يعيد إنتاج فكرة الإخوان والسلطة بمفهوم وشكل جديدين؟ - أظن أن السلفيين بتلوناتهم المختلفة أصبحت فرصتهم فى أن يكونوا بديلًا للإخوان المسلمين مستحيلة فهم يحاولون بشدة وبمناورة، وللأسف الشديد لم أكن من الذين وافقوا على حضور ممثلى حزب النور فى مشهد 3 يوليو، لأن هذا المشهد يخص من قاموا بثورة 30 يونيو، ولم يكن من بينهم حزب النور، وإدخالهم للصورة مع عناصر لا ضرورة لها فى الصورة هو السبب فى ارتباك المشهد حتى الآن، وحرص مؤسسات الدولة على إشراكهم فى الحوار المجتمعى الذين أقصوا أنفسهم عنه منذ فترة الإخوان المسلمين، وقالوا إنهم يقفون على الحياد، ومحاولات الدولة لاجتذابهم محاولات عبثية وخائبة ولم تسفر عن شىء، فلا هم شاركوا بكثافة فى إقرار الدستور برغم المؤتمرات التى عقدتها قيادتهم ولم يشاركوا بكثافة فى انتخابات الرئاسة، وبالعكس هم يناورون للحصول على جانب من السلطة أو قطعة منه، ولكن أعتقد أنهم مكشوفون جدًا عند الشعب المصرى وقيادتهم مفصولة عن قواعدهم وتناور وعند حلمها القديم بالخلافة، ولن تتغير هى فقط تنحنى للموجة العارمة الشعبية لكن لتتمكن من جديد. ناديت بحمدين صباحى رئيسًا ولكنك باركت فوز الرئيس السيسى.. كيف ترى أداء الرئيس؟ - الرئيس السيسى هو فارس أحلام المصريين، وهم الذين أعطوه صوتهم وأيدوه بأغلبية ساحقة، وأنا أشفق عليه تمامًا، ومدرك أنه يملك ظهيرًا شعبيًا، ولكن للأسف الشديد أصوات رجال الأعمال ورجال النظام القديم لا تزال هى الأكثر ارتفاعًا، وهى التى تحيط به، وتحاول أن تجتذبه إلى صفها، وأخشى عليه أن يضعف ويستميله رجال الأعمال لفكرهم الذى لا يؤدى إلى تغيير بل يمكن أن يُعيد النظام القديم، ولكن أقول من لا يتعلم من هذا الشعب المصرى سوف يعلمه الشعب. كمثقف وشاعر.. كيف ترى حال شعراء العامية فى مصر والشعر عمومًا؟ - بأمانة شديدة أعتقد أننا مقبلون على ثورة ثقافية ضرورية لتغير العقل، وهذه الثورة الثقافية أرست دعائمها ثورة 25 يناير التى أسقط فيها الشعب المصرى ثقافه القهر واستمرار الاستقرار على حساب الحقوق والحريات، وكانت ثقافة تعتمد على أن «اللى مالوش ظهر يضرب على بطنه»، وأن الوطنية وجهة نظر والخيانة وجهة نظر، وغيرها من المصطلحات، وقد شاهدنا فى العصر البائد جاسوسًا يكتب طلبًا عبر الإنترنت أنه يريد أن يجند لصالح دولة أخرى ويصبح عميل وهذا شىء لم يحدث فى تاريخ مصر من قبل أبدًا، ويدل على أن الانحطاط الأخلاقى وصل إلى أقصى مدى، والشعب المصرى أسقط هذه المنظومة المبنية على ثقافة الخنوع والخضوع والعبودية، وأرسى دعائم ثقافة الحرية والوحدة الوطنية، وطرد رموز الثقافة القديمة من الميدان، والآن نرى بعضًا من هؤلاء الرموز يحاولون تسلق سفينة المستقبل دون تغير فى الفكر، وأظن هذه المحاولات مقضى عليها بالفشل . كيف تجلى لك ذلك ؟ - ثورة 25 يناير فجرت الطاقة الإبداعية لدى الشباب والشعب المصرى ورسمت خيوط التغير فى العقل وفى المزاج المصرى نحو المستقبل بأساس مبنى على احترام العقل والفكر والمعرفة، وعبرت عن نفسها من خلال الشعر الذى ذُكر فى الميدان والأغانى والمشاهد المسرحية التى نظمت فى الميدان مثل المحاكمة الشعبية وغيرها الكثير، وأسفرت بعد ذلك عن نشاط كبير فى السينما التسجيلية والوثائقية التى حدث بها تقدم شديد فى خلال هذه الثورة، والتى أسفرت عن حركة مسرح حر موجودة، وفرق جديدة غنائية تخلق من جديد أظن أن كل هذا بشائر ثورة ثقافية قادمة سوف تمتد إلى كل مجالات الثقافة بعد ذلك . أين دور الشعراء والأدباء والمثقفين على أرض الواقع؟ - دور المثقفين منذ عهود التردى الذى بدأت مع السادات هو الذى مهد إلى حد كبير إلى ثورة 25 يناير، ودور المثقفين فى اعتصامهم فى مواجهة الوزير الإخوانى المعادى للثقافة لعبت دورًا مهمًا جدًا فى 30 يونيو، ومحاولة ترويج فكرة أن الأحزاب ليست مهمة والتقليل من دور المثقفين الجادين محاولة تصب فى خانة أعداء الشعب، وسيظل المثقف والمبدع المصرى الثورى المنحاز لشعبه يقوم بدوره سواء كانت الدولة تعادى الثقافة أو تؤيدها، وهذا دور تحمله المثقفون دون تكليف من أحد، وهم يمارسونه ويتناقضون مع أنفسهم لممارسته ولا غنى لأى مجتمع يود أن يبنى مستقبلًا مُشرقًا عن دور يقوم به المثقفون ورجال الفكر والعقل والعلم . وكيف ترى الدراما التليفزيونية هذا العام ؟ - نحن نشاهد الدراما التليفزيونية فى حالة ارتباك إنتاجى، وإنتاج عشوائى فى كل الاتجاهات «الخائبة» فى حالة تلمس المزاج الذى اختلف وأعتقد أنها محاولات خائبة، ولكن أظن أن هذه الثورة الثقافية المقبلة لا محالة ضرورية جدًا، لبناء مجتمع المستقبل. بم تُعلّق على حالة الإسفاف اللفظى والمشاهد الساخنة التى تجتاح شاشاتنا؟ - أعتقد أنها من مرحلة الهبوط الاضطرارى الذى نمر به، ولابد أن ندرك أن الثورة ليست مفتاح إضاءة نضغط عليه يضئ لنا الدنيا الثورة فعل متواصل ومستمر ودءوب وقد ينجرف فى لحظة، ولكنه يسترد مسارها، وهذا ما نشاهده ونشعر به الآن، ولا أنكر أن الجنس والبطل العشوائى طغيا على أعمالنا، ولابد أن ندرك أننا خارجون من مجتمع فى غاية الانحطاط والدنو الأخلاقى والفكرى والاجتماعى والسياسى وهذا يترجم لما نراه الآن ونشعر به. ولِمَ انفجر هذا الهوس الجنسى فى المجتمع وكيف لم نشعر به من قبل؟ - حادثة الاغتصاب الجماعى لفتاة العتبة حدثت فى عصر حسنى مبارك أمام الجميع، وهذه الظاهرة ليست جديدة، وربما حين استخدمت بشكل سياسى لمواجهة الناشطات والسياسيات بواسطة من كانوا يطلقون على أنفسهم إسلاميين أصبحت ظاهرة للعيان أكثر من السابق، فضلًا عن أن تجنيد البلطجية لتنفيذ جرائم التحرش الجنسى بهؤلاء الناشطات فى الميادين جعلت ما كان محدودًا فى محطة أتوبيس العتبة شائعًا على كل الشاشات، وأظن أن هذا كله فى طريقه إلى الزوال مع التغير الذى يحدث بشكل يومى فى المجتمع المصرى وظهور العديد من منظمات المجتمع المدنى المناهضة لتلك الجرائم. كيف تابعت استعانة الجزء السادس من ليالى الحلمية بالتتر الخاص بك؟ - السيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة رفض كتابة الجزء السادس فى حياته، وكنت رافضًا للاستعانة بتتر المسلسل الذى كتبته ولحنه الموسيقار ميشيل المصرى وغناه المطرب محمد الحلو ليكون تتر الجزء السادس لكون هذا التتر خاصًا برؤية جيل كامل، ولكن مع كثير من الضغوط العاطفية من الأصدقاء والقائمين على التليفزيون المصرى ارتضينا حتى لا يخرج التليفزيون المصرى خالى اليدين لكونه مشاركًا فى إنتاج الجزء السادس بالتترات. كيف ترصد كشاعر تغير إحساس بفرحة رمضان؟ - نحن نخرج من مجتمع قديم ونتوجه لآخر جديد، وبالتالى فى هذه المراحل القيم والمنظومات الأخلاقية والفكرية والعقائدية كلها تكون فى حالة سيولة، وفى حالة تكشف طريق وخاصة أننا نخرج من نوع من التعصب الدينى الذى فرض نفسه لسنوات طويلة على المجتمع المصرى، ونغادر مرحلة الفهم الدينى القائم على التصدق لا على الحق من خلال موائد الرحمن، وما إلى هذا من الأشياء الشائعة، ونحن ذاهبون إلى مجتمع جديد لم تتأسس بعد دعائمه الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وأنا واثق أنها حين تتأسس سوف تحوى كل ما اكتسبه الشعب المصرى من تراثه العظيم عبر مختلف العصور، ولكن بطريقة تتسق مع تطور وحداثة العصر . ماذا يشغل شاعرنا الكبير الآن من أعمال وإبداعات ؟ - أعكف على استكمال قصيدة عمرى «تاتا خطى السبعين»، وقد سبق لى قبل «ثورة 25 يناير»، أن كتبت فى سنة 2009 ديوانًا اسمه «قبل الطوفان الجاى»، وكان يحوى قراءة للقرن الواحد والعشرين بشكل مستقبلى يؤسس لإنسانية جديدة فى عصر المعلوماتية والحكمة الهيمنة على العقل والعدل وحقوق الإنسان، وهذه الخطوة الإنسانية العظمى سوف تبدأ عندنا فى الشرق الأوسط بإسقاط المشروع الأمريكى للتقسيم، وهذه الثورة سوف يقوم بها الشباب، وتمتد إلى المنطقة والعالم وبدايتها من عندنا وبشبابنا، بعد أن بدأت تباشير تحقق هذا الحلم شعرت أنى أحتاج أن أرصد هذا الحلم فى داخلى برحلة حياتى أنا شخصيًا، وكيف نما الوعى بداخلى بأفكار ثلاثة كبرى فى تاريخ الإنسانية، وهى: (الحق، والخير، والجمال) حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من تكوين رؤية إنسانية شاملة، وقد انتهيت من كتابة باب الحق، وما زلت أكتب فى باب الخير، وأتمنى أن أنتهى من أبوابها الثلاثة.