المشروع تحول من مدفن صحى إلى «مقلب قمامة» بسبب الإهمال.. والصحة ترفض الإخلاء طلبت وزارة الصحة من وزارة الاسكان، استمرار تشغيل محارق النفايات الطبية التابع لمحافظة الغربية، بالمخالفة للقانون، رغم وجود أضرار بيئية وصحية جسيمة على الأهالى، ما أثار مؤسسات المجتمع المدنى، التى طالبت بإيقاف التشغيل. وتم إنشاء مدفن النفايات، الذى يتبع محافظة الغربية، فى مدينة السادات بمحافظة المنوفية بتخصيص قطعة أرض، وعمل للمرة الأولى فى 2005، وكان من المقرر أن تكون مدة تشغيله 10 سنوات فقط، بتكلفة 6 ملايين جنيه، أنفقتها وزارة الصحة، وتأزم الموقف بمطالبة وزارة الاسكان ووزارة البيئة بهدم المدفن بسبب الأضرار الناتجة عنه. وكشفت مستندات حصلت عليها «الصباح»، صادرة من مكتب وزير الإسكان، الدكتور مصطفى مدبولى، إلى مكتب وزير الصحة والسكان، الدكتور أحمد عماد الدين راضى، تفيد أن وزير الصحة استمر فى تشغيل مدفن النفايات الخطرة منذ 2010 بالمخالفة للقانون. وتبلغ مساحة مجمع النفايات الخطرة مائة فدان بمدينة السادات، وتم تخصيصها بالقرار الوزارى رقم «1200»، فى 7 مارس 2005، بنشاط يقتصر على دفن مخلفات القمامة المنزلية الصلبة العادية فقط، وللحاجة الملحة، دون استقبال أى نفايات خطرة سواء طبية أو صناعية أو مشعة طبقا لما ورد بالقرار الوزارى، وموافقة جهاز شئون البيئة رقم «197» بتاريخ 15 يناير 2006، على أن يتم غلق مجمع محارق النفايات الطبية والمدفن وإعادة تأهيله بعد انتهاء العمل به فى الفترة الزمنية المحددة لتشغيله. وتكررت شكاوى وبلاغات الأهالى من وجود المدفن، ونظمت مؤسسات المجتمع المدنى العديد من الاحتجاجات ضد استمراره، ممثلة فى مجلس أمناء المدينة، وتمت مخاطبة جهاز شئون البيئة بعدم الموافقة على إقامة مجمع المحارقة للنفايات الطبية بالمدينة وقام جهاز مدينة السادات بتحرير مخالفة بيئية لإنشاء المحارق بالمدفن بتاريخ 20 فبراير 2013. ومنحت وزارة الاسكان محافظة الغربية مهلة، تنتهى فى 25 يونيو القادم، لإخلاء أرض المدفن نهائيًا وإعادة تسليمه، وطبقًا للمستندات التى حصلت عليها «الصباح»، فقد رفضت وزارة الإسكان طلب وزير الصحة، الدكتور أحمد عماد، باستمرار تشغيل أرض المدفن، تفاديا للمشاكل المستمرة مع المجتمع المدنى ومجلس الأمناء والأضرار الناتجة عنه. ويتسبب المدفن الصحى بالغربية فى إهدار 90 مليون جنيه سنويًا بإجمالى 810 ملايين جنيه منذ 2007، وحتى الآن، بسبب تكلفة نقل القمامة من الغربية إلى المدفن، وتحوله من مدفن صحى إلى مجرد مقلب للقمامة .