الزهار والضيف يعارضان استمرار ه بسبب مساندته للسعودية باليمن «جمعة»: القطاع الخارجى المؤيد لمشعل يتراجع.. و«طنطاوى»: استمراره يجهض مشروع التوافق الوطنى الفلسطينى
تحركات غريبة تفضح تناقض حركة «حماس»، التى يسعى بعض قادتها بدعم خارجى لاستمرار خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى، على رأس الحركة، للمرة السادسة على التوالى، رغم أن اللائحة تقضى بألا تتعدى فترة رئاسة المكتب السياسى ولايتين، الأمر الذى ضرب به «مشعل» عرض الحائط، بدعم من قطروتركيا، اللتين تسعيان للحفاظ على مصالحهما فى المنطقة. وبحسب مصدر فلسطينى مقرب من «حماس»، فإن التحركات الحالية لمشعل تمثلت فى عدد من الاجتماعات فى الدوحة مع عدد من قيادات جماعة الإخوان، الذين وفدوا من تركيا، وبعض رجال الأجهزة السيادية هناك، بتأييد من قيادات حماس، ومنهم إسماعيل هنية، وأحمد يوسف عضو مجلس الشورى، عماد العلمى، وخليل الحية. التحركات التى يقوم بها مشعل خلال هذه الفترة شملت محاولة دخول الأردن، وعقد لقاءات مع القيادات الإخوانية هناك، وبعض مناصرى الحركة بجهود قطرية، وهو ما يتم حتى الآن بحسب المعلومات المتوافرة، ولم تكن تحركات مشعل عفوية، بل جاءت بإيعاز من بعض الدول التى تابعت تحركات القيادات الأخرى داخل الحركة، وتنوى الإطاحة بمشعل لصالح قوى دولية. الجناح الآخر داخل الحركة هو تيار محمود الزهار، القيادى فى المكتب السياسى للحركة، ويسانده عدد من القيادات للفوز برئاسة المكتب، منهم خليل الحية، ويحيى السنوار، فضلًا عن عدد آخر من قيادات كتائب القسام الجناح العسكرى، الذى يساهم بشكل كبير فى حسم عملية الانتخابات. هذه المرة قد تحمل ملامح تغيرات جديدة بالنسبة لموقف القسام المساند لمشعل، خاصة أن محمد الضيف، القائد العام، يرى أنه لابد من تقوية الحركة عسكريًا، وأن الابتعاد عن إيران وحزب الله ستكون له عواقب وخيمة، وأن موقف مشعل المساند لموقف السعودية فى اليمن سيأتى على حساب الحركة. المصادر أكدت أن الزهار عقد عدة لقاءات مع ممثلى الحركة بلبنان، وبعض قيادات حزب الله برعاية على بركة، مسئول حركة حماس بلبنان، خلال الأيام الماضية، واتفقا على الدعم المالى بشكل كبير، مقابل موقف مناهض للتوجهات السعودية فى اليمن والعراق وسوريا، وتصدير رؤى بأن هذا التدخل سيأتى على حساب المنطقة وتؤجج الطائفية، وهو ما أيده الزهار وعلى بركة، وعدد من قيادات الحركة التى ترى أن إيران هى أكبر داعم لهم، وأن حزب الله حليف لا يمكن خسارته خلال الفترة الحالية لصالح السعودية التى يرون أنها باتت مشغولة بأمنها القومى وبحروبها فى سوريا واليمن أكثر من انشغالها بالقضية الفلسطينية. وما بين حرص قطر على الإبقاء على مشعل، للحفاظ على التوجهات الخليجية فى غزة، وإيران التى تحاول الإبقاء على مشهد دعمها للقضية الفلسطينية، لتحسين صورتها بين العرب، واجتماعات فى الدوحة، تقابلها اجتماعات فى لبنان، وانقسام داخل كتائب القسام، يصر قيادات الإخوان على الإبقاء على خالد مشعل، كى تصبح الحركة مركزًا مهمًا للجماعة بعدما فقدت موطنها الأصلى فى مصر. من جانبه، قال محمد جمعة، الباحث بمركز الدراسات السياسية، إن اختصاصات «مشعل» تراجعت بشكل كبير خلال الدورة الأخيرة، وأصبح منسقًا بين أقاليم حماس الثلاثة: إقليم الخارج وإقليم غزة وإقليم الضفة الغربية، بعد قبول قيادات الحركة الضغوط التى مورست أثناء صعود جماعة الإخوان بمصر للإبقاء على خالد مشعل خاصة أن الانتخابات أجريت بمصر تحت إشراف المرشد العام محمد بديع عام 2013. وأشار «جمعة» إلى تراجع تأييد القطاع الخارجى المؤيد لمشعل، باستثناء القيادى محمد نصر، وهو ما يؤكد أنه حال انتخاب مشعل لولاية سادسة ستقتصر مهامه على التنسيق فقط، وأنه لن يستطيع تمرير أى قرارات رغمًا عن إرادة القيادات الداخلية، ومن الممكن حدوث ذلك فى ظل رغبة القيادات فى تصدير الخلافات الداخلية للرأى العام. وشدد «جمعة» على أن الجناح الآخر الممثل فى الزهار ومروان عيسى، قائد استخبارات القسام السابق، ومحمد الضيف، قائد الكتائب الحالى، يفضلون عدم خسارة الجانب الإيرانى، والإبقاء على دعم طهران العسكرى والمالى للحركة. فى ذات الإطار، قال الدكتور ياسر طنطاوى، الخبير بمركز الأهرام، أن الأوضاع الحالية فى حركة حماس تمثل ذات الأوضاع فى الدول العربية من خلال الأجندات الدولية التى تفرض نفسها على المنطقة، وأكد أن قطروتركيا تمارسان نفس الدور الذى تمارسانه فى الدول الأخرى، مؤكدًا أن ترشح مشعل لدورة أخرى سيفجر الأزمة، ولن يكون فى صالح المصالحة التى تسعى لها مصر من أجل توافق وطنى فلسطينى.