وزير الصحة: الطب ليس مهنة الثراء السريع وهذا سبب نقص عدد الأطباء في مصر    عمرو درويش: موازنة 2025 الأضخم في تاريخ الدولة المصرية    في قضية تزوير توكيلات الانتخابات الرئاسية.. تأييد حبس مدير حملة أحمد طنطاوي    صور.. وكيل "أوقاف الفيوم" يستقبل وفد الكنيسة الأرثوذكسية للتهنئة بعيد الأضحى    وزير التعليم العالي: الجامعات الأهلية تمتلك زخمًا من الخبرات الأكاديمية    رئيس جامعة طنطا يتفقد الامتحانات بمركز الاختبارات الإلكترونية بالمجمع الطبي    مركز طبي ومزرعة بحثية.. رئيس جامعة الإسكندرية يتفقد المنشآت الجديدة بفرع تشاد (صور)    سعر جرام الذهب اليوم الإثنين 3 يونيو 2024 (آخر تحديث)    المعايير المؤهلة لإدخال غاز طبيعي لعقار سكني بالجيزة    "المصرية للاتصالات" تنفي تلقيها أي عرض لشراء الأبراج التابعة لها    "الجزار" يتابع موقف تنفيذ عمارات "سكن لكل المصريين" والإسكان المتوسط بمدينة 15 مايو    البورصة تربح 5 مليارات جنيه في منتصف تعاملات اليوم الإثنين    محافظ القاهرة: تكلفة الخطة الاستثمارية تجاوز مليارا و575 مليون جنيه    مصدر: إدخال أكثر من 950 شاحنة مساعدات إنسانية من مصر إلى غزة خلال الأسبوع الماضي    وزير الخارجية: مصر تسعى لتطوير العلاقات مع إسبانيا ورفع مستوى التبادل التجاري    الطيران الإسرائيلي يغير على أطراف بلدة حانين ومرتفع كسارة العروش في جبل الريحان    ألمانيا تستضيف تدريبات جوية لقوات الناتو    فرق الإنقاذ الألمانية تواصل البحث عن رجل إطفاء في عداد المفقودين في الفيضانات    كوريا الجنوبية تعلق اتفاقية خفض التوتر مع نظيرتها الشمالية    الرئيس الأوكراني يوجه الشكر للفلبين لدعم قمة سلام مقبلة في سويسرا    صحيفة إسبانية تكشف موعد قرعة دوري أبطال أوروبا 2024-2025    ليكيب تكشف مدة عقد مبابي مع ريال مدريد    شوبير: محمد عبد المنعم رفض مد تعاقده مع الأهلي    مواعيد مباريات الإثنين 3 يونيو.. ألمانيا وإنجلترا وكرواتيا للاستعداد ل يورو 2024    "ما حدث مصيبة".. تعليق ناري من ميدو على استدعائه للتحقيق لهذا السبب    التشكيل المتوقع لودية ألمانيا وأوكرانيا ضمن استعدادات يورو 2024    ظهرت الآن، نتيجة الشهادة الإعدادية في بني سويف    شروط التعاقد على وظائف المعلمين وإجراءات التقدم بالمدارس المصرية اليابانية    رئيس بعثة الحج الرسمية: لم تظهر أية أمراض وبائية لجميع الحجاج المصريين    تحرير 111 محضرا خلال حملات تموينية وتفتيشية بمراكز المنيا    خلال 24 ساعة . . تحرير 555 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    الحماية المدنية تنقذ مركز شباب المنيب من حريق ضخم    تخرج دفعة جديدة من ورشة الدراسات الحرة بقصر السينما (صور)    شقيق الفنانة سمية الألفي يكشف تطورات حالتها الصحية بعد حريق منزلها    لماذا رفض الروائى العالمى ماركيز تقديم انتوني كوين لشخصية الكولونيل أورليانو في رواية "100 عام من العزلة"؟ اعرف القصة    صديق سمير صبري: سميرة أحمد كانت تزوره يوميا والراحل كان كريماً للغاية ويفعل الخير بشكل مستمر    هل يجوز للمُضحي حلاقة الشعر وتقليم الأظافر قبل العيد؟.. معلومات مهمة قبل عيد الأضحى    ما عدد تكبيرات عيد الأضحى؟.. 3 أقوال عند الفقهاء اعرفها    "صيادلة الإسكندرية": توزيع 4 آلاف و853 علبة دواء في 5 قوافل طبية    نقابة الصيادلة بالإسكندرية: توزيع 4 آلاف و853 عبوة دواء خلال 5 قوافل طبية بأحياء المحافظة    وزير الصحة: منصة إلكترونية للدول الإفريقية لتحديد احتياجاتها من الأدوية    علقت نفسها في المروحة.. سيدة تتخلص من حياتها بسوهاج    المكتب الإعلامى الحكومى بغزة: أكثر من 3500 طفل معرضون للموت بسبب سياسات التجويع    هل يجوز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد؟.. «الإفتاء» توضح المواقيت الصحيحة    النقل تناشد المواطنين المشاركة في التوعية من مخاطر ظاهرة رشق الأطفال للقطارات بالحجارة    وزير الصحة: نفذنا 1214 مشروعا قوميا بتكلفة تقترب من 145 مليار جنيه    تحرك من الزمالك للمطالبة بحق رعاية إمام عاشور من الأهلي    أول تعليق من التعليم على زيادة مصروفات المدارس الخاصة بنسبة 100 ٪    شرف عظيم إني شاركت في مسلسل رأفت الهجان..أبرز تصريحات أحمد ماهر في برنامج "واحد من الناس"    35 جنيها للمادة.. ما رسوم التظلم على نتيجة الشهادة الإعدادية بالجيزة؟    أسعار اللحوم البلدي والضاني اليوم الاثنين 3-6-2024 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    محمد الباز ل«بين السطور»: «المتحدة» لديها مهمة في عمق الأمن القومي المصري    أسامة القوصي ل«الشاهد»: الإخوان فشلوا وصدروا لنا مشروعا إسلاميا غير واقعي    أفشة: كولر خالف وعده لي.. وفايلر أفضل مدرب رأيته في الأهلي    مقتل شخص وإصابة 24 فى إطلاق نار بولاية أوهايو الأمريكية    دعاء في جوف الليل: اللهم افتح علينا من خزائن فضلك ورحمتك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا    مصرع 5 أشخاص وإصابة 14 آخرين في حادث تصادم سيارتين بقنا    الإفتاء تكشف عن تحذير النبي من استباحة أعراض الناس: من أشنع الذنوب إثمًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خلافات حماس بين قطر وإيران ... ارتدادات ستهز الحركة
نشر في البديل يوم 16 - 06 - 2013

بدأت الأوضاع في المنطقة تلقي بظلالها على حركة حماس التي تشهد اضطرابات في الفترة الأخيرة بعد توتر علاقتها مع حزب الله وايران وسوريا، زاد من صعوبتها أزمة مالية حادة ألمّت بالحركة الفلسطينية المسيطرة على قطاع غزة نتيجة تراجع الدعم المالي الإيراني.
وكشفت وثيقة، وصفتها صحيفة فلسطينية بالخطيرة، أن حماس الآن ما يشبه «إغلاق الحنفية الإيرانية» على صعيد الدعم المالي. وقدّر العجز المالي في موازنة حكومة حماس في مطلع العالم الجاري ب654 مليون دولار، وبلغت قمية الموازنة المالية المخصصة 897 مليون دولار.
الوضع الذي تمر به حركة حماس، في هذه الفترة، يرى مراقبون أنه نتيجة طبيعية للحركة التي كانت تستمد قوتها من سوريا وإيران وحزب الله؛ حيث تعيش حماس نهاية معادلة سياسية بنتها منذ سنوات مع سوريا وايران وحزب الله من مفهوم «المقاومة» وهي تبحث الآن عن مخرج من وصمة «أن تكون من أدوات الديكور الخاصة بصالون الربيع العربي في قطر عبر اتجاهين: الأول وساطة تقوم بها حركة الجهاد الإسلامي مع طهران والضاحية الجنوبية، والثاني عبر الطلب من الأردن أو حتى الخرطوم فتح مقر للمكتب السياسي وخالد مشعل على أراضيها»، وفق ما جاء في تقرير صحيفة «الحياة الجديد».
ويقول التقرير إنه وبعد فشل اجتماع المكتب السياسي والتنفيذي لحركة حماس في الدوحة أدرك القطريون أن الموضوع في حماس لن يحسم بعد، فالجناح المعارض للسياسة الرسمية لحركة حماس الذي يمثله خالد مشعل، هو الأكثر قوة، خاصة أن الموازين في المكتب السياسي والقيادة التنفيذية لحركة حماس تميل لصالح التيار الآخر، بلا مضمون وغير مؤثر وأن خالد مشعل أصبح فاقدا صلاحياته ولا يمكن الرهان عليه للآخر، خصوصا أن خالد مشعل يعيش في الدوحة منكفئا ومن دون حيوية ويكاد يكون معزولا وليس من المستبعد أن يغادر الدوحة إن توفر له البديل الآمن، بالإضافة إلى التذمر الواسع من قبل الكادر الحمساوي الموجود في الدوحة إلى درجة أنهم يشعرون أنهم يعيشون داخل سجن وكل شيء تحت الرقابة وكل كلمة محسوبة عليهم وأن الوجود الحمساوي في الدوحة أصبح غير مؤثر في معادلة حماس ككل وحماس في الدوحة أصبحت مجرد يافطة فقط تستخدم من قطر ضمن الديكور القطري المتمثل في: الجزيرة – عزمي بشارة – الشيخ القرضاوي – حركة حماس.
أزمة القرضاوي
ويحلل التقرير أن القيادة القطرية، ومن خلال محللها الإستراتيجي عزمي بشارة، تدرك تماما معادلة الصراع في حماس، مثلما هي متأكّدة من أن التيار الأقوى في حماس هو معارض للسياسة القطرية، ولكن قطر تريد التيار الرسمي، أي تيار مشعل، وكل سياستها تهدف إلى توريط مشعل أكثر وأكثر. وقد كان للخطبة النارية التي ألقاها يوسف القرضاوي في مسجد الدوحة، يوم الجمعة 3-05-2013، وقع كبير في نفوس خالد مشعل ورفاقه، خاصة حين هاجم القرضاوي، لأول مرة بعنف حزب الله وسماه حزب الشيطان، وهاجم شخصيا الشيخ حسن نصرالله وسماه بالطاغية الأكبر، بالإضافة إلى مهاجمة إيران والتي اعتبرها حليفة للصهيونية، عدا دعوته القوات الغربية والأميركية لغزو سوريا لإنقاذ الشعب.
بعد هذه الخطبة سارعت قيادات حماس في قطاع غزة إلى الاستفسار من خالد مشعل عن فحوى كلام القرضاوي، حيث أرسل عماد العلمي ومحمود الزهار برسالة عاجلة إلى خالد مشعل يطلبان منه توضيح ما حصل والخروج على الرأي العام بإعلان واضح وصريح يعلن تنصله وعدم تأييده لموقف القرضاوي، وترافق ذلك برسالة حادة من قيادة كتائب عز الدين القسام سلمت لهنية في غزة تطالب حركة حماس بموقف حاد مما أعلنه القرضاوي في الدوحة.
ويذكر التقرير أن مشعل أبلغ عددا واسعا من أعضاء القيادة التنفيذية لحماس بأنه لم يكن على علم بما سيقوله القرضاوي وأنه شعر خلال الصلاة أن ما قاله القرضاوي هو توريط قطري جديد لحماس، مطالبا قيادة الحركة بالروية والهدوء وعدم التسرع للخروج من هذا المأزق، وأنه سيدعو إلى جلسة طارئة للقيادة التنفيذية ولكن خارج قطر، وأنه كلف صالح العاروري الموجود في اسطنبول بإجراء ترتيبات مع الأتراك لاستضافة اجتماع طارئ للقيادة التنفيذية لحماس في تركيا، وأن إقامته ممكن أن تطول في تركيا، في إشارة واضحة منه الى أن الدوحة ممكن ألا تكون مقر إقامته في الفترة القادمة انسجاما مع ما يطلبه التيار المعارض له، موقف مشعل هذا لم يعجب الأطراف الأخرى في حماس معتبرا أن الصمت عما يقال هو موافقة عليه وأن حماس ستدفع مقابل ذلك ثمنا كبيرا.
حل احتجاجي
يشير التقرير إلى أن التيار المعارض في حماس طلب، وكإعلان أولي، وقبل اجتماع القيادة التنفيذية للحركة أن تعلن موقفا أوليا بتأجيل زيارة القرضاوي إلى غزة كخطوة احتجاجية على ما جاء في خطبته، هذا الموقف دعمه بطريقة غير مباشرة خالد مشعل. ويبدو أن قيادات حماس لم يتفقوا على هذا الموقف حيث أبلغ هنية، في اليوم الأول عماد العلمي، بأنه مقتنع بضرورة تأجيل زيارة القرضاوي إلى غزة، ولكن تراجع في اليوم الثاني وقال إن الزيارة إذا ألغيت ستكون خسائرها أكثر من إيجابياتها، حيث أن القرضاوي سيترأس وفد علماء كبيرا من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وأن زيارة هذا الوفد سيكون له تأثير كبير في العالم الإسلامي. لكن، تبرير هنية لم يقنع بعض الجهات التي قالت إن موقف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" ورئيس حكومتها المقالة في غزة، اسماعيل هنية، بتأثير من فتحي حماد وزير الداخلية وإسماعيل رضوان وزير الأوقاف.
جبر الضرر مع إيران حسن نصراالله
قبل وصول القرضاوي بيومين، يشر التقرير إلى أن وفدا من كتائب القسام، بقيادة مروان عيسى، غادر إلى طهران كموقف احتجاجي على زيارة القرضاوي، وترافق مع ذلك أيضا رسالة أرسلها الزهار إلى الأمين العام لحزب الله مخاطبا إياه: «أنت شيخ الإسلام والقرضاوي لا يمثل الاسلام».
ويوضح التقرير أن عوامل الضغط والانقسام في حركة حماس لم تتوقف عما تشهده من صراع داخلي فقط فلأول مرة منذ الأزمة السورية استدعى وفيق صفا، مسؤول الأمن والارتباط في حزب الله، قيادة حركة حماس في الساحة اللبنانية وأبلغهم موقف قيادة الحزب بوقف التعاون والتنسيق مع حركة حماس.
والمطلوب من حركة حماس أن تغادر المربع الأمني لحزب الله في الضاحية الجنوبية، حيث يوجد 7 مكاتب لحركة حماس، «فلا مكان لكم عند حزب الشيطان كما قال منظركم وسيدكم «المقصود القرضاوي». وترافق ذلك أيضا مع ابلاغ إيران لممثل حركة حماس في طهران بوقف كل أشكال الدعم والتعاون مع حركة حماس. ويقول التقرير إن الحاج وفيق صفا أبلغ وفد حركة حماس أن دولة قطر أصبحت الآن ضمن المنظومة الأمنية الإسرائيلية، «لا يمكن لنا في حزب الله إلا أن نحسم هذا الموضوع... أنتم في حماس اخترتم أن تكونوا في جبهة قطر وبالتالي في جبهة اسرائيل... نحن لم نضيق عليكم وتركنا لكم مساحة كبيرة من الحرية والحركة ولكن لا يمكن أن نسمح باختراقنا أمنيا».
وبين التقرير أن موقف حزب الله كان بمثابة الصاعقة التي ضربت حركة حماس. ويقال إن حماس تراهن على وساطة ممكن أن تقوم بها حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني مع حزب الله، خصوصا أن المطلوب مغادرتهم لحماس معظمهم مطلوبون لعدة أجهزة أمنية وبالذات الأجهزة الأمنية اللبنانية.
وبدت حركة الجهاد الإسلامي حسب التقرير غير متحمسة للقيام بدور الوسيط ما بين حزب الله وحركة حماس لقناعة حركة الجهاد الإسلامي إن مثل هذه الوساطة لن تقدم ولن تؤخر في تغيير موقف حزب الله المبدئي من هذه القضية، وخصوصا أن حزب الله قد صبغ الأمر بالطابع الأمني مما لا يدع مجالا لتساهل حزب الله في هذا الموضوع. ومن الأسباب الأخرى لعدم تحمس حركة الجهاد الإسلامي للقيام بهذا الدور أن حركة حماس كانت قد أبلغت حركة الجهاد منذ فترة طويلة أنها بصدد دراسة تقييمية لمسيرتها في الفترة الأخيرة وسيكون هناك موقف جديد للحركة على ضوء المعطيات الجديدة في المنطقة.
البحث عن الحل في اسطنبول
يتحدث التقرير عن الدعوة إلى اجتماع القيادة التنفيذية الجديدة لحركة حماس في اسطنبول والتي جاءت على خلفية هذا المأزق مع تلميح مشعل أنه سيبقى مطولا في تركيا أي أنه يفكر جديا في مغادرة قطر بعد عدم تمكنه من الحصول على إقامة مؤقتة في مصر بسبب الرفض الصارم من جهاز المخابرات المصرية، ومع هذا فإن اجتماع القيادة التنفيذية في اسطنبول الذي حضرته القلة لم يكتمل لغياب أكثر من نصف أعضاء القيادة التنفيذية، خصوصا أن معظم أعضاء القيادة التنفيذية في غزة لم يسمح لهم بالمغادرة من قبل الأمن المصري بسبب إغلاق معبر رفح وبسبب قضية خطف الجنود المصريين في سيناء، والتحركات الأمنية هناك والحملة الإعلامية التي رافقت ذلك ضد حركة حماس.
ويتعرض التقرير إلى محاولة أخرى من «حماس» ولكن هذه المرة عبر وساطة تركية وليس قطرية لأن ينتقل مؤقتا خالد مشعل للاقامة في الاردن، وعلم أن جهودا تركية كبيرة تبذل من أجل السماح لخالد مشعل للإقامة في الأردن لفترة محدودة، وان اوغلو وزير الخارجية التركي قد تحدث بذلك شخصيا مع الملك عبدالله الثاني إلا أنه لم يحصل حتى هذه اللحظة على إجابة نهائية. ويذكر التقرير أن كوادر واسعة من حركة حماس في لبنان وسوريا وبطريقة فردية تقدموا بطلب من الجبهة الشعبية القيادة العامة للانتقال للعمل والحماية في معسكرات الجبهة الشعبية في لبنان رافضين فكرة مغادرة لبنان بالمطلق وبأنهم مع المقاومة وليس مع قطر واسرائيل. وبدأت الأوضاع في حماس تتفاقم بسرعة وهذه المرة هي أكثر انكشافا لوضع حماس الداخلي الذي يهدد وحدتها.
الزهار يهاجم بشدة
هاجم القيادي في حركة حماس، محمود الزهار، بشدّة هذا الموقف، وقال خلال توصله مع عدد من قيادات حماس في لبنان «هذا الثمن الذي سوف تدفعونه هو ثمن الطائرات والفنادق الذي يعيشه إخوانكم في الدوحة، فالصحيح- والحديث للزهار – ليس ممكنا أن نكون مع قطر وفي نفس الوقت نكون مع المقاومة مع حزب الله وايران. وقد قلتها علنا عندما ذهب وزير خارجية قطر على رأس وفد الجامعة العربية إلى واشنطن فقد طالبت بالسر وبالعلن قيادة الحركة بالخروج من الدوحة وبعثت برسالة حادة إلى مرشد الاخوان المسلمين في مصر محمد بديع قلت له فيها إن وزير خارجية مصر الربيع العربي كان منساقا للتنازل عن أراضي فلسطين فعن أي ربيع نتحدث، كنا نتوقع منكم إن لم تجابهوا ذلك ألا تشاركوا به، ولكن ذهب وزير خارجيتكم ضمن الوفد العربي المستسلم». وأضاف الزهار: فإذا لم تتمكن قيادة حماس من الخروج من هذه الأزمة من المتوقع أن يتقدم عدد كبير من أعضاء المكتب السياسي والقيادة التنفيذية بتقديم استقالاتهم وتجميد أعمالهم إلى مجلس الشورى.
ورطة مسلحين
ويقول التقرير إن خطبة الشيخ القرضاوي في الدوحة لم تكن السبب الرئيسي لوقف التعامل بين حزب الله وإيران مع حركة حماس، وإن كان هذا هو السبب الظاهر وإنما السبب الحقيقي هو ما تم رصده في معركة القصير، حيث تم القبض على عدد من الفلسطينيين كانوا يحاربون في صفوف المعارضة السورية المسلحة في القصير وتبين أن معظمهم كانوا من المحسوبين على حماس في المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان.ويتابع التقرير مصير من ألقي القبض عليهم في القصير وكيف تم تسليمهم إلى حزب الله الذي أوكل بملف المقاتلين الفلسطينيين مع قوى المعارضة المسلحة. ويذكر أن خمسة فلسطينيين من الذين ألقي القبض عليهم هم من عائلة فلسطينية مقيمة في دوما، وخلال التحقيق اعترفوا أن أحد كوادر حركة حماس ويدعى (محمد فتحي) ويسكن منطقة جوبر هو الذي قام بإرسالهم إلى طرابلس للتدريب ومن ثم زج بهم إلى القصير بعد أن دفع لكل منهم خمسة آلاف دولار، وتبين فيما بعد أن (محمد فتحي) هو فلسطيني قدم إلى سوريا بمرافقة خالد مشعل عندما طرد من الأردن فيما سبق، وهو من الكادر الأمني الذي كان على تنسيق دائم ما بين حركة حماس والمخابرات السورية. ويقال إن (محمد فتحي) الآن معتقل لدى المخابرات الجوية السورية، وكشف بشكل واضح وقاطع عن تورط حركة حماس في تجنيد الفلسطينيين وإرسالهم إلى المعارضة السورية بطلب من قطر.
ويعدد التقرير التطورات الدراماتيكية بعد ذلك فالموقف من حركة حماس أبلغ من قبل الأجهزة الأمنية السورية لقادة فصائل التحالف الفلسطيني في سوريا وطالبوهم بعدم إيواء وحماية أي عنصر أو أي كادر مطلوب للأمن السوري في سوريا والواجب عليهم العمل على اعتقاله وتسليمه. إضافة إلى أن كل مكاتب وجمعيات ومعسكرات حركة حماس في سوريا تحت سيطرة الأمن السوري. كما نقل التقرير أن مستشار الرئيس السوداني محمد عثمان، المتعاطف بشكل كبير مع سوريا، أبلغ القيادة السورية أنه لا أمل في حركة حماس، وأنه بذل جهودا كبيرة مع قيادة الحركة وخصوصا مع مشعل بأن تبعد حركة حماس نفسها عن التدخل فيما يحدث في سوريا ولكن كما قال يبدو أن التأثير القطري والتركي كان أكبر وأكثر.
نهاية معادلة كبيرة في حماس
يخلص التقرير إلى القول إن كل معادلة تعاون حماس وسوريا وحزب الله وإيران قد انتهت وبلا رجعة، وهذا ما سيعبر عنه في الأيام القادمة ومدى الارتدادات التي سوف تضرب حركة حماس بعد هذا الموقف. قيادة حزب الله وإيران تراهن على أن الجزء الأكبر من أبناء الحركة سينحازون إلى محور المقاومة، أما باقي القيادة الأخرى سوف تنهي أيامها في الفنادق والفلل الفخمة في الدوحة، وإن كان هناك بعض المعلومات ان هناك محاولات كبيرة تبذل من قيادة حماس بأن يوفر لهم تيار المستقبل الحماية في لبنان بدل حماية حزب الله، إلا ان هذا ليس من السهل، وبالرغم من التحالف الشكلي ما بين قطر والسعودية في الموضوع السوري الا ان هناك صراعا وخلافا حادا بينهما، فلا يمكن للسعودية ان توافق تيار المستقبل على احتضان حركة حماس في لبنان ما داموا اداة في يد النظام القطري، والسعودية لا تريد لسواها ان يكون صاحب قرار في لبنان.
ويختم التقرير بالقول إن الجيش اللبناني لن يسمح لفتح إسلام جديدة في لبنان، وهذه المرة بصيغة حماس، فقيادة الجيش اللبناني حسمت أمرها بالتعاون مع حزب الله والجيش السوري وأحكمت السيطرة بالكامل على الحدود السورية اللبنانية.
الأوضاع داخل حركة حماس تنبئ بتغييرات عاصفة قد تشهدها الحركة، ما يهدد وحدتها الداخلية بالتفكك، في أعقاب ظهور الخلافات بين قيادات الحركة إلى العلن مع رغبة أحد الأجنحة في عودة «حماس» إلى أحضان إيران و«حزب الله»، وفك التحالف مع النظام القطري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.