كشفت مصادر إخوانية فى العاصمة القطريةالدوحة، ل"البوابة نيوز"، إن المصالحة التى تمت خلال الأيام الماضية بين كل من قطر من ناحية ومصر والسعودية والإمارات من ناحية أخرى، فجرت خلافات حادة داخل فرع الإخوان فى فلسطين بشأن الاعتماد كليًا على الدعم والمساندة المالية والسياسية من حكام الدوحة فى الفترة المقبلة، فى ظل تزايد المخاوف داخل جماعة الإخوان بصفة عامة، وفرع الجماعة فى فلسطين المتمثل فى حركة حماس، من تخلي قطر تدريجيًا عن اتفاقاتها مع الحركة. وعلمت "البوابة نيوز" أن خلافًا حادًا نشب داخل حماس حول الاستراتيجية التى ينبغى على الحركة اتباعها فى الفترة القادمة، ففى الوقت الذى يرى جناح يقوده محمود الزهار وموسى أبومرزوق نائبا رئيس المكتب السياسى فى حماس، أنه ينبغى الاقتراب من إيران وإنهاء سنوات الجفاء التى حدثت مع طهران عقب إعلان حماس تأييدها الإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد حليف إيران، وأن التحالف مع إيران سيضمن لحماس تمويلًا ماليًا كبيرًا يساعد الحركة فى حل أزماتها المتفاقمة، وأن طهران ستوفر السلاح الذى تحتاجه كتائب القسام، يقود خالد مشعل الذى يقيم فى الدوحة وهنية رئيس الحكومة المقالة ونائب رئيس الحركة، جناح ضرورة التأنى وعدم الاندفاع نحو إيران حتى لا تؤدى هذه الخطوة إلى إثارة غضب مصر ودول الخليج، وفقدان الدعم المالى والسياسى من جانب قطر التى يمكن أن ترد على هذه الخطوة بالتقارب السريع مع مصر ودول الخليج. وقالت مصادر إخوانية فى الدوحة، إن حركة حماس هى وجماعة الإخوان الأم تواجهان حاليًا مأزقًا هو الأخطر، خاصة أن مشعل يتخذ من الدوحة مقرًا له بعد طرده من العاصمة السورية دمشق عقب تأييد حماس المعارضة السورية، ولم يعد أمام مشعل وقادة حماس والإخوان بدائل سوى تركيا، وهو بديل يرونه غير مضمون، لأن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يواجه ضغطًا من الاتحاد الأوروبى لإجباره على التخفيف من تأييد ومساندة الحركات الإسلامية التى تخطط لزعزعة استقرار بلدان الشرق الأوسط، مثل داعش وجبهة النصرة التابعة للقاعدة والإخوان وحماس. جدير بالذكر أن حركة حماس قامت بخطوة لافتة هى الأولى من نوعها منذ توتر علاقتها بإيران وحزب الله بسبب الموقف من نظام بشار الأسد، حيث ظهر أبو عبيدة قائد كتائب القسام التابعة لحماس فى الاحتفالات الصاخبة التى أقيمت بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لإنشاء حماس، ووجّه شكرًا وثناء ومديحًا لإيران، وقال إن الفضل يرجع لإيران فى إمداد حماس بالمال والسلاح المتطور، وهو ما انعكس على صمود مقاتلى القسام فى الحرب ضد إسرائيل.