صرح مراقبون مقربون من قيادات حماس أن الصراع بين أعضاء حماس خرج من الغرف المغلقة إلى العلن وبدا الخلاف بين كتائب القسام مدعومة ببعض الشخصيات في المكتب السياسي يتقدمهم محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “,”حماس“,” ، وفريق ثان يتقدمه خالد مشعل. كان الصراع قد احتدم بين الفريقين بسبب قرار مشعل، الذي يعيش في كنف قطر متخذاً فيلا بالدوحة ، بأن تقف حماس في المعسكر المعادي للرئيس السوري بشار الأسد دون أن يعرف نتائج قراره الذي صاحبه طرد جماعي لقيادات حماس من دمشق واغتيال عناصر أمنية مؤثرة فيها. وأضاف المقربون المتابعون لأزمة حماس أن الحركة وجدت نفسها في خدمة أجندات قطر التي عملت لأشهر على أن تبدو بنظر أمريكا، ذات تأثير إقليمي، فعمدت إلى امتلاك موقف التنظيم الدولي للإخوان. وأكد المراقبون أنه مع انتهاء دور قطر في تنفيذ مخطط أمريكا في المنطقة تخلت الدوحة عن دفع الأموال بسخاء لقادة الفصائل الإخوانية، وكانت حماس أبرز الضحايا، لتخسر الدعم القطري، بعد أن أصبح من الصعوبة حصولها على المال الإيراني والسوري. وأكدت مصادر في الدوحة أن القيادة القطرية الجديدة بقيادة الأمير الجديد الشيخ تميم بن حمد التي تخضع لتأثير من فعاليات فلسطينية من عرب 48 أعلنت في أكثر من لقاء غير معلن، أنها تريد أن تتخلى عن التزاماتها القديمة التي تولاها الأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني، والمقصود ومنها ملف حركة حماس، وخاصة الجانب السياسي قبل الجانب المالي. وكشفت المصادر أن الدوحة بدأت فعلياً في “,”قصقصة“,” أجنحة حماس من خلال إحكام الحصار على رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، حيث لا يكاد يلتقي أحدا دون حضور جهة قطرية، ما جعل دوره في قيادة حماس شبه غائب. كما أصبحت أخباره شحيحة عمّا يجري من صراعات داخل أجنحة القيادة وعن أصدقائه ومعارضيه، ويستبعد المراقبون أن يجد مشعل عاصمة تأويه بعد أن حرق كل مراكبه، فدمشق لن تقبله بعد أن رفع في زيارته “,”التاريخية“,” لغزة علم المعارضة السورية المسلحة، والقاهرة قبلة مغلقة في وجهه، بسبب تدخل حماس في الشأن المصري ووجود شكوك قوية حول وقوفها وراء ما يجري من فوضى وعنف في سيناء. أما طهران، فهي تفضل أن تتعاون مع وجوه حمساوية أخرى غير مشعل الذي “,”خان الماء والملح“,”، وهي تفتح فعليا قنوات تواصل مع قيادات من كتائب القسام وتبعث لها بشكل دوري مخصصات مالية وأسلحة. كما تستقبل عناصراً من الكتائب وتدربها دون علم القيادة السياسية للحركة، ولم يستبعد المراقبون أن تسمح الدوحة بخروج مشعل، لكن إلى عاصمة إخوانية موالية لها وتحت رحمة دعمها وأموالها، وهي الخرطوم حتى تضمن سكوته، لكن الخرطوم في ظل اجتياح ثورة الربيع العربي ووصولها لها ستطيح بآخر قلاع الإخوان. ويتوقع المقربون من حماس أن ينتهي الأمر بسيطرة كتائب القسام على الموقف الرسمي للحركة، وأن تتولى تصعيد قيادات سياسية موالية لها وبينها على وجه الخصوص محمود الزهار الذي يطالب بعودة حماس إلى حلف طهرانودمشق، ويعتبر أن مشعل ورط الحركة في الأزمة السورية ومن ورائه التنظيم الدولي والقرضاوي وقطر، لذلك تعيش حركة حماس هذه الأيام وضعاً صعباً جداً، ربما ينتهي إلى استقالات وانسحابات كبرى قد يكون أبرزها انسحاب رئيس المكتب السياسي خالد مشعل الذي يطالب عدد كبير من قيادات الحركة بمحاسبته ودفعه إلى الاستقالة.