تنشيطًا للسياحة.. إقامة حفل زفاف كازاخستاني في منتجع بشرم الشيخ    الكنيسة تمنع السلام والقبلات من غد حتى عيد القيامة.. ما السر؟    ختام تعاملات البورصة بتراجع رأس المال السوقي    وزير التجارة والصناعة: الحكومة بذلت جهودا كبيرة لتحسين مناخ الاستثمار    الشوري القطري والبرلمان البريطاني يبحثان علاقات التعاون البرلماني    «طواقم الإنقاذ والإسعاف في غزة»: 10 آلاف مفقود غير مدرجين بإحصائية الشهداء منذ بدء العدوان    طيران الاحتلال يشن غارات كثيفة تستهدف مخيم النصيرات وسط غزة    موعد مباراة الاتحاد السكندري والزمالك في قبل نهائي كأس مصر للسلة    دوري أبطال أوروبا.. تاريخ المواجهات بين بايرن ميونيخ وريال مدريد    ضبط طن دقيق بلدي مدعم قبل بيعه في السوق السوداء بالإسماعيلية    أفضل عبارات التهنئة لعيد شم النسيم 2024: اختر التعبير المثالي لتشارك الفرحة مع أحبائك    أبوظبي تطلق مركز «التعاون العربي الصيني» لتعزيز النشر والتوزيع    تمهيدًا لدخول غزة.. وصول القافلة السَّابعة ل«بيت الزكاة» إلى معبر رفح    مصر وبيلاروسيا توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز مشاركة المستثمرين في سوق الأوراق المالية    الرئيس السيسي يستقبل أمير الكويت اليوم    وزير الإسكان يزور مصنع شركة «Hydroo» الإسبانية لبحث موقف التصنيع    تجارة القناة تكرم الطلاب المتفوقين من ذوي الهمم (صور)    وزير الأوقاف يعلن إطلاق مسابقة للواعظات للعمل بإذاعة القرآن الكريم خلال أيام    كيف تجني أرباحًا من البيع على المكشوف في البورصة؟    «التنمية الشاملة» ينظم احتفالية لحصاد حقول القمح المنزرعة بالأساليب الحديثة بالأقصر (تفاصيل)    فالفيردي: علينا استغلال حظ البطل.. وإيقاف موسيالا لن يكون سهلا    "دمرها ومش عاجبه".. حسين لبيب يوجه رسالة نارية لمجلس مرتضى منصور    المقاولون: حال الكرة المصرية يزداد سوءا.. وسنتعرض للظلم أكثر في الدوري    لبيب: نحاول إصلاح ما أفسده الزمن في الزمالك.. وجوميز أعاد مدرسة الفن والهندسة    محافظ بنى سويف: توطين الصناعة المحلية يقلل الفجوة الاستيرادية    سرعة جنونية.. شاهد في قضية تسنيم بسطاوي يدين المتهم| تفاصيل    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    خطوات ل فحص السيارة المستعملة قبل شراءها ؟    وزير التنمية المحلية يُهنئ الرئيس السيسي بمناسبة الاحتفال بعيد العمال    تكريم الفائزين بجائزة زايد العالمية للكتاب.. اليوم    الليلة.. حفل ختام الدورة العاشرة ل مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    مستشار زاهي حواس يكشف سبب عدم وجود أنبياء الله في الآثار المصرية حتى الآن (تفاصيل)    طرح البوستر الدعائي ل فيلم "عنب" والعرض في صيف 2024    رئيس مجلس النواب يهنئ الرئيس السيسي بعيد العمال    لحظة إشهار الناشط الأمريكي تايغ بيري إسلامه في مظاهرة لدعم غزة    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    كيف علقت "الصحة" على اعتراف "أسترازينيكا" بوجود أضرار مميتة للقاحها؟    عشان تعدي شم النسيم من غير تسمم.. كيف تفرق بين الأسماك الفاسدة والصالحة؟    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    الدفاع المدني في غزة: 10 آلاف مفقود تحت أنقاض البنايات منذ العدوان    إصابة 4 أشخاص بعملية طعن في لندن    المهندسين تبحث في الإسكندرية عن توافق جماعي على لائحة جديدة لمزاولة المهنة    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    طلاب النقل الثانوى الأزهرى يؤدون امتحانات التفسير والفلسفة والأحياء اليوم    اليوم.. آخر موعد لتلقي طلبات الاشتراك في مشروع العلاج بنقابة المحامين    الأرصاد تكشف موعد ارتفاع درجات الحرارة (فيديو)    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب شرق تايوان    اليوم.. محاكمة 7 متهمين باستعراض القوة والعنف بمنشأة القناطر    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    واشنطن: وحدات عسكرية إسرائيلية انتهكت حقوق الإنسان قبل 7 أكتوبر    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    سوهاج.. الدير الأحمر والحديقة المتحفية والمراكب النيلية تستقبل المواطنين فى عيد الربيع    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    حفل زفاف على الطريقة الفرعونية.. كليوباترا تتزوج فى إيطاليا "فيديو"    خطوة جديدة من الزمالك في أزمة فرجانى ساسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمود الزهار.. لماذا الآن؟

ذهب نبيل شعث إلي غزة يوم الأربعاء الماضي في مبادرة من فتح لرأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية وعلي رأسها حماس التي قامت بمناورة منذ عدة أيام بواسطة أحد كوادرها محمود الزهار في الإعلان عن قبولها للتوقيع علي الورقة المصرية، لكن لم يحدد متي سيفعلون ذلك؟! وظهور الزهار وراءه قصة كبيرة تخص رئيس دولة حماس المزعوم خالد مشعل الذي يري أن منصب رئيس وزراء حكومة صغير وغير لائق له، حسب قوله وليس اجتهادا منا.
اللافت للنظر أن شعث الذي قابلته كل الفصائل في غزة مرحبة، بدت الوجوه الحمساوية وكأن الطير علي رءوسهم، والأكثر من ذلك أن الزهار الذي كان نجما إعلاميا قبل وصول شعث بساعات ليعلن قبول الورقة المصرية لم يظهر في الصورة التي جمعت بين شعث وبعض كوادر حماس وتعد مبادرة فتح بإرسال شعث للشعب والفصائل في غزة هي بمثابة إحراج لحماس بأن عليها الانصياع لمطالب الشعب الفلسطيني، وأن علي مصالحهم الخاصة أن تنتحي جانبا حتي يتم الإعمار وفك الحصار عن أهل غزة الذي لقي الأمرين علي يد الحكومة الحمساوية المقالة، والتي تري أنها الآن في موقف لا تحسد عليه إذا ما تمت انتخابات، وهو ما يجعلهم يماطلون في التوقيع علي الورقة المصرية لأن فحواها سرعة إجراء الانتخابات، لكن حماس تعلم أن موقفها في الشارع الغزاوي ضعيف للغاية مهما حاولوا إظهار أو اللعب بعكس ذلك، ولكن هل فعلا حماس صادقة فيما أعلنه الزهار ولماذا هو وليس غيره الذي يعلن موقف القبول من الورقة المصرية مع أنه سبق أن طالب بضمانات بخصوص تحصين الأنفاق في حين قالت حركة فتح كيف بضمانات لفصيل يتخذ من الأنفاق موردا ماليا ضخما له؟! وكيف تكون الضمانة إن كانت هذه الأنفاق تهدد الأمن القومي للشقيقة مصر؟!
- لعبة مشعل
يعتبر أحمد الجعبري هو العامل المشترك بين خالد مشعل ومحمود الزهار فهو الذراع اليمني للأول ويتلقي منه الأوامر، وصديق حميم للثاني أي الزهار، الذي يعتبر كادرا عسكريا في القسام، ويطلق علي الجعبري رئيس أركان حماس، حيث إنه يعتبر المسئول الأساسي عن كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، ومع أن الجعبري هو الرجل الثاني في القسام، إلا أن إصابة الرجل الأول محمد الضيف بشلل جعلت من الجعبري الرجل الأهم الذي يحكم قبضته علي غزة، وقد استعان مشعل بالجعبري في تحييد الزهار الذي كثيرا ما يقف في وجه مشعل الذي حاول السيطرة علي حماس من خلال رئاسته للمكتب السياسي وعلاقته المباشرة مع قادة كتائب القسام، وتحكمه بالمال من خلال رضا قيادة الإخوان العالمية عنه من ناحية، وإيران من ناحية أخري.
ولكن في الوقت نفسه هناك حالة عدم رضا لدي بعض مسئولي الحركة في فلسطين عن أداء حماس في الخارج وتحديدا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، وخاصة عندما طرح تشكيل مرجعية للشعب الفلسطيني فوجدوا أنه خطأ كبير وغير مقبول، والأكثر من هذا عندما صرح مشعل في إيران أن خامنئي ولي أمر المسلمين، وخطب في طلبة طهران قائلا: سنحرر القدس سويا، مما سبب إحراجا لباقي الفصائل الفلسطينية والدول العربية.
عند ذلك وجد مشعل هبوط أسهمه في الساحة الفلسطينية خاصة والعربية عامة، فقام بمحاولة لوضع من يأخذ جزءا إن لم يكن كل الكراهية التي صبت عليه، فوجد ضالته في محمود الزهار العدو اللدود ل إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقال، والمجمد من قبل حماس، حيث ينظر كل من مشعل والزهار ل هنية علي أنه شخص يتمتع بدونية كبيرة، وأنه لم يكن يستحق أن يكون رئيس حكومة، ولكنهم زجوا به ليضمنوا ولاء أهل غزة لهم وأيضا المنطقة العربية التي كانت تحترم وتجل رئيس الحركة الراحل أحمد ياسين وأن هنية هو الخادم الوفي وحامل الفكر الياسيني لقربه من الشيخ قبل اغتياله، ورأي الزهار الذي يعلنه في كل جلساته الخاصة هو الاستهزاء ب إسماعيل هنية والتشكيك في قدراته، ودائما ما يقول: من هذا الذي يقودنا، هذا فقط كان يدفع عربة الشيخ أحمد ياسين ويغسل له يديه وقدميه، أما مشعل فإنه يخلص ثأره من ياسين في تلميذه هنية، حيث كان هناك صراع خفي يدور بين ياسين ومشعل من أجل السيطرة علي حماس، حتي إنه تساءل ياسين فور خروجه من السجن مين مشعل وشو يعني المكتب السياسي؟!
- حرب أهلية في حماس
مؤامرة اغتيال هنية معنويا بدأت بترديد قيادات القسام، وخاصة الصف الأول منهم بأن هنية شخص انتهازي ولين ومهادن، ولديه مطامح شخصية ويسعي لترشيح نفسه للرئاسة، وأنه أصبح رئيسا للوزراء بالمصادفة، وأنه في عهد حكومة الوحدة الوطنية لم يكن يغادر مكتب الرئيس محمود عباس، وأن الزهار أحق منه برئاسة الوزراء وبقيادة حماس في غزة، ويرددون أيضا أن هنية بعد الأحداث الدموية التي قامت بها حماس في غزة، استولي علي سيارات أبومازن ولم يمن علي الآخرين منها إلا بالقليل، ويتحرك وكأنه رئيس دولة، وأنه أي هنية يردد بين أنصاره أنه سيرشح للانتخابات الرئاسية حتي إنه في مناسبة عزاء التف حوله أنصاره يهتفون له ويحيونه، فقال لهم: إن شاء الله الخطوة القادمة علي الرئاسة، فبدأت النساء بإطلاق الزغاريد غير آبهات بالعزاء، مما أثار حفيظة الزهار ونقل ذلك لمشعل الذي تريد منه إيران أن ينفذ انقلابا ضد أبومازن وتعده بدعمه لأخذ مكانه، فكيف يجرؤ من وجهة نظرهم هنية ليهيئ له طموحه الطمع في كرسي الرئاسة. ويذكر أن أنصار هنية وقاعدته هم من الشباب والنساء، أما الزهار فقاعدته من كوادر القسام وهذا ما سيحسم الموقف بإزاحة هنية من وجه الزهار لأن حماس لن تسمح بوجود تيارات داخل الحركة مثل فتح والفصائل الأخري، ولذلك يجب بتر هنية وتصعيد الزهار خاصة بعد أن صار في غزة ما يشبه الحرب الأهلية داخل الحركة لأن العائلات الموالية لكل من هنية والزهار تتراشق بالسلاح للدفاع عمن يخصها، ومنذ خروج الزهار من حكومة الوحدة الوطنية وهو يحقد علي هنية، وقام بإفشال كل جهوده خاصة بعد فشل هنية في تحقيق وعده للزهار عندما أقسم له علنا أمام الإعلام قائلا: والله لو أن الله سيفرض علي شيئا لن أقبل به! وكان يقصد بذلك رفض إقالة الزهار من منصب وزير الخارجية وقتذاك، إلا أن هنية لم يقدر علي الوفاء بوعده، وفي المقابل ضغط الزهار علي كوادر حماس بألا تجعل هنية في الصدارة، ومنذ فترة وهو مختفٍ ولا يظهر في وسائل الإعلام ولا يدلي بأي خطابات أو تصريحات، ولم يظهر سوي الزهار، وقد شعر هنية برعب وخوف لحق به من جراء علمه مما يخطط له، خاصة بعد أن أجبره الزهار في أعقاب أحداث غزة الأخيرة علي تلاوة بيان أمام وسائل الإعلام لتبرير اختفائهم أثناء الضرب الإسرائيلي، وكان الزهار هو الذي كتب البيان، وأوصله إلي هنية الجعبري، وكان ذلك بمثابة إلقاء بيان تحت ضغط السلاح القسامي.
- إيران تختار قيادات حماس
تري إيران أنه يجب تغيير استراتيجيتها في اختيار القيادات الحمساوية الموالية لها، ف هنية لم يكن يوما معها، رغم أنها تعتبر نفسها صاحبة فضل عليه عندما احتضنته وشملته برعايتها من خلال حزب الله، عندما كان مطرودا ضمن مجموعة من نشطاء الحركة وتم إبعادهم إلي مرج الزهور، وقامت بتجنيده هو وعبدالعزيز الرنتيسي ومحمود الزهار وموسي أبومرزوق، وكان ذلك عام 1992 إلا أن هنية كان متأثرا بأستاذه أحمد ياسين الذي دائما ما كان يقول: لن أسمح لأي دولة أجنبية بالتدخل في شئون حماس رغم المساعدات الإيرانية السخية لنا، وهذه كانت إحدي النقاط الخلافية العميقة بينه وبين خالد مشعل، صحيح أن ياسين خرج من السجن بفضل مشعل عندما تفاوض الملك حسين علي إطلاق سراح ياسين من السجن الإسرائيلي مقابل تسليم عناصر الموساد الذين اعتقلوا في عملية اغتيال مشعل في عمان، إلا أن ياسين دائما ما كان يطلق علي مشعل الأرعن الذي حاول خلال فترته في الأردن السيطرة علي الحركة، وكان ارتياب ياسين لعلاقة مشعل مع إيران هو ما ورثه منه هنية الذي حاول في سنوات حكمه الأولي إبداء استقلاليته وابتعاده عن جناحي مشعل ورفض قبول اقتراح أبومازن لتشكيل لجنة للتحقق من الاشتباه في أن مشعل هو الذي كان وراء عملية تهريب السلاح إلي الأردن عام 2007 هنية رفض مدعيا أن حماس الداخل لا تملك أي علاقة بذلك، مما أوضح أن هناك خطا فاصلا بين مشعل وهنية، وفي وقت لاحق بعد اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط دعا هنية الخاطفين إلي إعادته، أما مشعل فقد جند عملية الاختطاف لسياسته طبقا لأجندة إيران.
من هذا المنطلق قررت إيران التخلص من هنية لأنه يؤيد التنازل عن الحكم في قطاع غزة وصولا إلي إعادة الوحدة الوطنية وحكومتها السابقة التي كانت قبل سيطرة حماس عسكريا علي قطاع غزة ويدرس قادة الحرس الثوري الإيراني كيفية تمكين التيار المتطرف في حركة حماس من إقصاء هنية وتنصيب الزهار بدلا منه لأنه يكرس لإيران السيطرة العسكرية الحمساوية التي تريدها، ولذلك فإن الزهار الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية في حكومة حماس وفشل في مهمته، حيث قاطعته كل دول العالم باستثناء طهران التي تجد في ازدرائه مكسبا لها، والزهار أيضا لا يتمتع بشعبية في أوساط الفلسطينيين ولا حتي داخل حركته، ولكنه في الوقت نفسه قدم خدمات جليلة لإيران.
فهو الذي قام بتوصيل 250 مليون دولار إلي قيادة حماس في دمشق كانت قد أرسلتها قطر لها مقابل خدماتها، وأيضا هو الذي يقوم باستلام 120 مليون دولار من طهران لحماس شهريا، هذا علاوة علي 400 مليون دولار لتسليح حماس، وهو ما جعل الزهار يذهب لطهران مؤيدا لأحمدي نجاد الذي وعده بالمزيد من المساعدات المالية وأيضا مساعدته ليصير رئيسا للحكومة في حال ما إذا نجحت حماس في الانتخابات المقبلة.
- خطة اجتماع دمشق
وفي الوقت نفسه تلاعب طهران مشعل ببديل له والإطاحة به وتولي نائبه موسي أبومرزوق مكانه في المكتب السياسي لأنه - أي مشعل - لم ينفذ الخطة الإيرانية التي وضعت له في فبراير 2009 وذلك عندما حدث اجتماع في دمشق طلبت فيه طهران من حماس الاستيلاء علي منصب رئيس السلطة الوطنية بعد انتهاء ولاية أبومازن، كما أبدت قلقها من التقارب بين حماس والأردن، هذا الاجتماع عقد في مكتب اللواء محمد ناصيف بصفته المسئول عن العلاقات الخاصة بين دمشق وطهران، وحضر مشعل وأبومرزوق وقائد فيلق القدس في لبنان التابع للحرس الثوري محمد رضا زاهدي والسفير الإيراني في دمشق أحمد موسوي الذي حدد بدوره الأهداف التي يجب أن تتطلع حماس لتحقيقها في الفترة المقبلة وفي مقدمتها الاستيلاء علي الرئاسة الفلسطينية كخطوة أساسية نحو سيطرة الحركة علي الضفة الغربية وتعطيل إمكانية أي اتفاق مع إسرائيل، وأوضح مشعل أن هذا التقارب يخدم الأهداف السياسية للحركة خاصة من الناحية اللوجستية، حيث ستوفر العلاقات إمكانية تعزيز الوجود المسلح للحركة علي الساحة الأردنية، وقد تتمكن بالتالي من تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية انطلاقا من الأردن، وهو ما دعا رضا زاهدي إلي القول أن إمكانية حماس توفير الدعم اللوجستي لحزب الله بهدف تسهيل تنفيذ عمليات سرية بالأردن وانطلاقا منها، مشعل لم يرفض الاقتراح لكنه ربط ذلك بتعزيز موقع حماس في الأردن وإعادة علاقاتها إلي سابق عهدها مع الشخصيات المؤثرة ومراكز الدعم، وعندئذ ستتمكن الحركة من توفير الدعم لحزب الله، الأمر الذي سيضاعف إنجازات المقاومة بعد ذلك بعد 5 أشهر وتحديدا في أغسطس 2009 سمحت السلطات الأردنية ل مشعل الذي تم إبعاده منذ عشر سنوات من عمان، بالدخول للمشاركة في تشييع جثمان والده، وكان دخوله بناء علي مكرمة ملكية لأسباب إنسانية بحتة، وشددت الأردن أنه لا توجد أي دلالات سياسية لهذه المسألة، وغادر مشعل عمان في اليوم التالي مباشرة بعد أن تلقي طلبا رسميا للمغادرة بعد أن تم رفض تمديد زيارته التي كان من المقرر أن تستمر ثلاثة أيام، ولكن وصلته تعليمات بوجوب المغادرة وذلك عن طريق وزير الداخلية الأردني، علي الرغم من أن مشعل حاول أثناء تواجده في ال 24 ساعة بعمان أن يصرح هناك بالآتي إحنا درع الأردن وسنبقي مع الأردن وحريصون علي أمنه واستقراره وسيادته، ونحن جبهة واحدة إن شاء الله، ولن نكون يوما إلا مع الأردن، وأضاف أطمئن قادة الأردن وشعبه أن حماس لن تكون إلا في مصلحة الأردن ولن يتدخل في شئون الإخوان المسلمين بالأردن.. انتهي كلام مشعل لتعلن طهران عبر مصادر لها عن غضب شديد في الأوساط الرسمية والشعبية من خالد مشعل الذي لم يصن الملح الإيراني ويلعب علي كل الأحبال، فكيف يتعهد لإيران بأن تكون ساحة قتاله الأردن، ثم يتعهد للأردن بأنه درعها ولن يتضامن مع الإخوان هناك، ثم يزيد علي هذا أنه في جولته الخليجية قال في أحد خطاباته الخليج العربي بدلا من أن يقول الخليج الفارسي وأن هذا أزعج إيران حكومة وشعبا، وعليه لوحت إيران علي الفور لمشعل بأنه لم يعد أهلا للثقة، وأن موسي أبو مرزوق هو الأحق منه في رئاسة المكتب السياسي للحركة في دمشق، لأنه أي أبو مرزوق كان أول من أعاد تنظيم صفوف الحركة بعد اعتقال إسرائيل لمعظم أعضائها عام 1989 وأسس المكتب السياسي للحركة من أجل أن يقودها من الخارج بعدما تعرضت لضربة من الداخل، ولذلك انتخب رئيسا لأول مكتب سياسي لحركة حماس عام 92 لكن بعد حادثة اعتقاله في أمريكا عام 95 أمضي هناك عامين حيث اتهم بتحويل أموال إلي مقاتلي حماس، عند ذلك استغل مشعل الموقف فأعاد تشكيل المكتب السياسي، وأجري انتخابات شكلية في عمان وعين نفسه رئيسا للمكتب عام 96 وحتي يومنا هذا..
- من هو الزهار ؟
محمود خالد الزهار عضو القيادة السياسية ل حماس في غزة، بدأ حياته السياسية في أحضان اليسار فكان ماركسيا ومقربا من القيادي الشيوعي حيدر عبد الشافي، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي بدأ يميل بالتدرج إلي الفكر الإسلامي في أوساط الثمانينيات، وبدأها في أحضان الإخوان المسلمين بمصر.. ولد محمود الزهار في مدينة غزة عام 1951 لأب فلسطيني وأم مصرية وعاش طفولته الأولي في مدينة الإسماعيلية بمصر، وتلقي تعليمه من ابتدائي وحتي ثانوي في غزة، ثم التحق بالجامعة المصرية - طب عين شمس، وحصل أيضا علي الماجستير في الجراحة عام 76 وفي عام 2006 كان الزهار رئيس الكتلة البرلمانية لحماس في المجلس التشريعي، وعندما حصلت حماس علي تشكيل الحكومة صار وزير خارجية وقام بجولة خارجية وحيدة منذ توليه مهام عمله جمع خلالها أموالا كثيرة ادعي أنها من أجل الفلسطينيين، إلا أن حركته استأثرت بها لم يكف الزهار عن ألاعيبه لجلب الأموال للحركة حتي أنه في أوائل العام الماضي تلقي من ماليزيا 90 ألف دولار كدعم للشعب الفلسطيني إلا أنه أودعها في حوزة كتائب القسام، وكان هذا الدعم بواسطة أحد المسئولين الماليزيين الذي ذهب إلي غزة لتفقد ما حدث بها من جراء الاعتداءات الإسرائيلية. الزهار متزوج من سميحة خميس الأغا من خان يونس، ولديه سبعة أبناء أربعة ذكور وثلاث إناث وهم حسب الترتيب ريم متزوجة وعمرها خمسة وثلاثون عاما، خالد استشهد تحت أنقاض المنزل وسنه 26 عاما في 2003 وكان حاصلا علي ماجستير في المحاسبة من لندن، سماح متزوجة من أحمد عوض الذي اغتيل وهو مسئول في كتائب القسام، وهي حاصلة علي ليسانس آداب إنجليزي، وهدي، سامي، محمد، حسام الذي استشهد عام 2008 عند الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة..
- المتاجرة بالأبناء
يعلم الزهار أنه ليس له شعبية في غزة، فهو عصبي متقلب المزاج يحب السلطة ويسعي إليها كثيرا، ولكن سرعان ما تتوه منه ، الآن يقدم نفسه بأنه أبو الشهداء، بل الأكثر أنه دائما ما يقيم المقارنات بين أبنائه وأبناء محمود عباس أبو مازن الذين يعملون رجال أعمال ولهم مشاريع كثيرة خارج وداخل فلسطين، إلا أن الزهار يعتبر أن جواز مروره داخل غزة هو التلويح بافتقاده لأبنائه وزوج ابنته أيضا ودائما ما يذكر أهل غزة بهم وبأنه قبل أن يكون أبناؤه ضحايا، إلا أن الحمساويين أنفسهم يعلمون أن أبناءه لم يكونوا يوما من الذين قاموا بعمليات استشهادية فالابن البكر له خالد مات نتيجة محاولة اغتيال للزهار في سبتمبر 2003 عندما قامت إسرائيل بقصف منزله في حي الرمال جنوب غزة وأدت لإصابته بجروح ومقتل ابنه خالد وحارسه الشخصي شحتة يوسف الديري وقد تم تدمير المنزل بالكامل، إلا أن الزهار كان يقف خارج المنزل في ذلك الوقت مما أدي إلي إصابته بجروح فقط وأصيبت زوجته أيضا.
أما زوج ابنته الثانية سماح وهو أحمد رجب عوض والذي أنجب منها طفلين هما رجب ومعاذ فقد اغتيل عام 2006 بواسطة طائرة استطلاع إسرائيلية عندما كان يستقل سيارة أجرة وأحمد عوض هو مسئول وحدة التصنيع في كتائب القسام وحاصل علي ثانوية عامة فقط، ولكنه كان مديرا عاما في مجلس القضاء الأعلي التابع للرئاسة، وقد كان يعتقد بعض الفلسطينيين أنه كان مديرا عاما في وزارة الخارجية وكانوا يتندرون علي هذا، وهو ما جعل ابنته بعد اغتيال زوجها تتحدث عن الظلم الذي لحق به وهو لا يعمل بالخارجية، وتناست أن المنصب أيضا في مجلس القضاء لا يتلاءم ومؤهله الدراسي، ولكن ما يمكن وضع علامة استفهام حوله، هو أن أحمد عوض تم اغتياله بعد أن ظهر في برنامج بقناة الجزيرة هو ضيافة البندقية وقام بشرح مراحل تطور صاروخ القسام وهو ملثم، ولم يعلن عن أنه مسئول وحدة التصنيع في القسام، ولكنه بعدها بأيام قليلة للغاية تم اغتياله..
أما ابنه آخر العنقود حسام فقد مات في 2008 في الاجتياح الإسرائيلي لغزة والذي حصد أرواح الآلاف من الفلسطينيين ، وحسام كان كاتما لأسرار أبيه ويؤمن له تنقلاته في ظل الأوضاع الأمنية التي كان يتعرض لها الزهار، وخاصة أن حسام اجتاز العديد من الدورات العسكرية الخاصة داخل فلسطين وخارجها ليعمل ضمن وحدة حماية الشخصيات، وفي صفوف الوحدة الخاصة بكتائب القسام، كل هذا لم يجعل الشعب الفلسطيني متعاطفا معه فكم من الأبناء شهداء، إذن الكل في الهم سواء، ولكن يبقي أن حماس هي التي جلبت الخراب والدمار علي أهالي القطاع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.