قال رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية، إن المصالحة الفلسطينية تأتى على سلم الأولويات بالنسبة لحكومته وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مشيرًا إلى أن هذه اللقاءات طبيعية بين أبناء الشعب الواحد، ويجري خلالها التطرق إلى العديد من الملفات التي تهم شعبنا، وعلى رأسها المصالحة. وأضاف هنية، في تصريحات للصحفيين عقب لقائه مع رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري الأربعاء (3-2)، في مقره بغزة "لقد بتنا نتحدث اليوم عن إجراءات عملية وآراء توافقية بشأن الملاحظات والإجراءات، التي توصلنا للتوقيع على الورقة المصرية، حتى ندشن مصالحة حقيقية تفتح الباب لإنهاء الانقسام وتوحد الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات".
ورحب هنية بوصول عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" نبيل شعث إلى غزة، مؤكدا أن غزة مفتوحة أمام الجميع.
من جهته قال المصري "حضرت لغزة لكي نبحث عدة مواضيع، وعلى رأسها الوفاق الوطني، ومن أجل التواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات والضفة والقدس، وأنا سعيدٌ لزيارة غزة ولكني حزين لما تتعرَّض له من حصار ومعاناة، وإن شاء الله يتوجه إخواننا في "حماس" قريبًا للتوقيع على المصالحة في القاهرة".
آمال كبيرة كما رحَّب الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بزيارة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" نبيل شعث ولقائه وفدًا من "حماس"، يضم الحية وأيمن طه، مؤكدا أن مثل هذه اللقاءات تمهد للأمام بخصوص العلاقات الثنائية بين حركتي "حماس" و"فتح"، وكخطوة نحو تحقيق المصالحة الفلسطينية.
وقال الحية، في مؤتمر صحفي مشترك مع شعث، بعد اللقاء الذي جمعهما مساء الأربعاء (3-2)، في فندق "جراند بلاس" على شاطئ بحر غزة "إن مثل هذه اللقاءات ترحب بها "حماس"، وتعقد عليها آمالاً كبيرة"، مشيرًا إلى أنه سيتمُّ عقد لقاءاتٍ موسعةٍ من أجل مناقشة عدد من المواضيع والأمور التي تخص الشأن الفلسطيني.
زيارة رسمية بدوره أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" نبيل شعث أن زيارته إلى قطاع غزة جاءت بقرار من المجلس الثوري لحركة "فتح" ممزوجة برغبته الشخصية لزيارة القطاع من أجل إنهاء حالة الانقسام، مبينا أنه لم يكلف رسميا بالتفاوض مع حركة "حماس" بشأن المصالحة.
وعبَّر شعث، في المؤتمر الصحفي المشترك مع الحية بعد اللقاء، عن سعادته بالوصول إلى غزة، رافضًا الحديث عما دار في الاجتماع، موضحًا أنه يشعر بالأمل تجاه هذه الزيارة التي جمعته مع قيادة "حماس"؛ أملاً في أن تُنهي الانقسام الفلسطيني وجعل الضفة والقطاع وطنًا واحدًا.
وتابع: "نسعى إلى إنهاء الاحتلال ورفع الحصار؛ من أجل بناء الدولة الفلسطينية وتحقيق آمال الشعب الفلسطيني التي حلم بها وكافح من أجلها"، متمنيًا أن تثمر هذه اللقاءات تطبيقًا عمليًّا لما اتفق عليه من أجل توحيد الجهود باسم الشعب الفلسطيني.
وأوضح شعث أنه جاء لغزة من أجل العودة إليها مرةً أخرى، مؤكدًا أنه ليس لديه مانعٌ من لقاء أحد؛ "لأن الزيارة ليست محددةً، وهناك إمكانية في لقاء أكثر من مسئول".
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الدكتور نبيل شعث قد وصل إلى قطاع غزة ظهر الأربعاء (3-2) قادمًا من الضفة الغربية.
تحقيق المصالحة وأعلن شعث فور وصوله إلى القطاع خلال مؤتمرٍ صحفيٍّ أن هدفه من الزيارة هو العمل على تحقيق المصالحة الفلسطينية؛ وذلك عن طريق لقاءاته مع قيادة حركتَيْ المقاومة الإسلامية "حماس"، و"الجهاد الإسلامي"، إلى جانب كوادر "فتح" في القطاع.
وقال شعث خلال المؤتمر إنه جاء لتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام التي امتدت أكثر من ثلاثة أعوام، موضحًا أنه سيتم عقد سلسلة لقاءات مع قيادات حركة "فتح" في غزة اليوم، فيما سيلتقيه قادة حركتَيْ "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وباقي الفصائل غدًا الخميس.
وكشف أنه مبعوثٌ رسميٌّ من محمود عباس رئيس السلطة منتهي الولاية لزيارة قطاع غزة، معربًا عن أمله أن يتم الوصول إلى نتيجةٍ لإنهاء حالة الانقسام الداخلي والوصول إلى مصالحةٍ حقيقيةٍ، قائلاً: "إن زيارتي إلى غزة صرخةٌ إلى العالم الظالم، وإنه لا يمكن إبقاء شعبٍ في حصارٍ وتجويعٍ وعدوانٍ متواصلٍ، ومن ثم هناك أسباب سياسية وشخصية لمجيئي إلى غزة: لإعادة روح التوافق والعودة إلى الوحدة الوطنية".
وأشار شعث إلى أن الشعب الفلسطيني ليس بحاجةٍ إلى مباحثاتٍ من النوع الذي استمرَّ سنتين دون جدوى، وقال: "نريد توقيع ورقة تدعونا إلى التنقيب للعودة إلى الوحدة، ونحن بحاجة إلى حوارٍ سياسيٍّ حول المستقبل ونحو تحرير الوطن وإقامة دولتنا والبحث عن أساليب الكفاح والديمقراطية، وخلق روح المشاركة بين كل الفصائل والقوى والشخصيات".
وكان القيادي في "حماس" الدكتور صلاح البردويل رحَّب بزيارة شعت قائلاً: "الدكتور نبيل شعث شخصٌ مُرحَّبٌ به في غزة، وقد نسَّق معنا لهذه الزيارة، ونحن على استعدادٍ للقاء به، وتدخُّلنا في زيارته سيكون فقط من أجل حمايته".