في الوقت الذي لم يستطيع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرد على الوثائق التي تتهمه بدعم الجماعات الإرهابية وتسخير الأراضي التركية لعبورهم وتوفير ملاذ آمن لهم، راح يتحدث مجددا عن شروط من أجل الجلوس مع السلطة السياسية في مصر، معبرا عن أن موقف ما زال ثابتا بشأن الجلوس مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي يرى أنه مرهون بإعادة النظر في أحكام الإعدام الصادرة بحق قيادات الإخوان، متناسيا أن بلاده تقتل المواطنين المنتمين لبعض المنظمات التي تعتبرها إرهابية. الأمر الذي لم تتداوله وسائل الإعلام أن تركيا حققت رقما قياسيا في عدد المعتقلين داخل السجون، إذ وصل العدد إلى 170 ألفا و300 معتقل، كما أن تركيا أقامت 94 سجنًا جديدًا منذ 2002. ومن المقرر افتتاح 207 سجون جديدة خلال السنوات الخمس المقبلة، ما يؤكد تناقض أردوغان، الذي يطالب بالإفراج عن قيادات تنتمي لجماعة إرهابية بمقتضى القانون. الملفت للنظر أن عدد المعتقلين بالسجون التركية في ظل حكومات حزب العدالة والتنمية وصل إلى نحو 3 أضعاف العدد قبل وصول الحزب للحكم. وبحسب صحيفة" بوجون" التركي، أغسطس الماضي، فإن عدد المعتقلين والمحتجزين على ذمة قضايا داخل السجون التركية وصل إلى 170 ألفا و300 معتقل، بعد أن كان 59 ألفا و429 معتقلا خلال 2002. تركيا أنشأت، بحسب الإحصائيات، 94 سجنا خلال الفترة بين عامي 2002 و2014، إضافة إلى 361 سجنا قائما بالفعل، لكن الكارثة الكبرى، أن هناك ألفين و165 طفلا لم تتعد أعمارهم الثامنة عشرة محتجزون داخل السجون التركية في الوقت الذي بلغ عدد السجناء فيما بين 18 و20 عاما نحو 8 آلاف، ومن الأمور التي لم يدركها أحد أن عدد حالات الوفاة داخل هذه السجون وصلت إلى 380 حالة خلال 2014، و316 حالة فى 2013، و345 حالة خلال 2012، بعد أن كانت 89 حالة فقط فى 2002. هذه الأرقام بمثابة سجل أسود للدولة التي تتحدث عن حقوق الإنسان، وتدعم الإرهاب في الوقت ذاته، فحسب العديد من التقارير، التي حصلت عليها شخصيا، فإن نظام "أردوغان" متورط بشكل قاطع في دعم اكبر تنظيم إرهابي على الساحة حاليا، وهو "داعش"، حيث رفض أردوغان في وقت سابق عبور القوات العراقية عبر أراضي بلاده لفك الحصار عن مدينة عين العرب السورية، التى كان يسيطر عليها التنظيم، في مشهد لا يحتاج للتأويل بشأن مساهمة تركية في توحش "داعش". وفي مشهد آخر يوضح مدى تناقض الرئيس التركي، اعتقلت قواته أكثر من 550 مواطنا بدعوى محاربة الإرهاب، الشهور الماضية، عقب اشتباكات مع عناصر منظمة "بى كيه كيه"، في ولاية "أديامان"، جنوب شرقي تركيا. بجاحة أردوغان لم تتوقف عند هذا الحد، خاصة أن ثروته قدرت ب5110 ليرات تركية عندما أصبح رئيسًا لبلدية اسطنبول فى 1996، لكنه يصنف حاليا، بحسب مجلة فوربس، كثامن أغنى سياسي في العالم، بثروة تصل مليارات الدولارات، ورغم كل ذلك ما زال يتحدث عن العدل والشفافية ويتدخل في شؤون الدول الأخرى. في النهاية، أود القول إنني لست مع الاعتقال العشوائي لأى شخص تحت دعاوى الإرهاب في أي وطن كان، إلا أنن أؤكد على ضرورة عدم التدخل في شؤون بلاد أخرى والسعي لتخريبها بزعم مبادئ كاذبة، كما يفعل أردوغان.