شعر امرأة وشريحة محمول تكشف قاتلة المنيا وتورط زوجها فى إخفاء معالم الجريمة ألقت مشكلة قانون الإيجارات القديم بظلالها على جرائم القتل بالمنيا، وظهر ذلك جليًا عندما تخلصت شابة من عجوز عبر طعنها عدة طعنات بالرقبة لتجبرها على إخلاء شقة كانت تسكنها العجوز بنظام الإيجار القديم، ويملكها زوج الشابة. وتروى زوجة ابن الضحية الواقعة قائلًا: «اعتدت فى الساعة الثامنة من صباح كل يوم المرور على حماتى، تهانى عزيز ميخائيل، 74 سنة، فى منزلها الكائن بشارع التجارة بالقرب من مطرانية المنيا. وعندما طرقت الباب لم تجب، فتوقعت إنها نائمة أو بالحمام، فقمت بفتح باب الشقة بمفتاح معى، وفور دخولى الشقة، فوجئت بسقوطها وسط الصالة بالقرب من الباب، غارقة فى دمائها، فصرخت، لكن للأسف لم يستجب لى أحد من الجيران، فاتصلت بزوجى، وهو نجلها، واتصل بالشرطة التى جاءت سريعًا وحضر هو وبدأت المعاينة والتحقيقات». أضافت السيدة أنها وجدت فى الصالة آثار احتساء شاى مع شخص ما، ودولاب ملابسها مبعثر، كأن شخصًا ما حاول تفتيشها بعشوائية، أو إيهام من يشاهدها أنه حاول السرقة، وعلمت أن إدارة البحث والطب الشرعى وجدت آثارًا لشعر امرأة بيد الضحية. فور إبلاغ الشرطة، تم تشكيل فريق من البحث الجنائى لكشف ملابسات الواقعة وضبط مرتكبها. وبالتحرى وسماع أقوال نجل الضحية وتضييق الخناق حول زوجة ابن صاحب العقار وزوجها ونجلها الأصغر، تبين أن مرتكبة الواقعة هى «إيناس ح. م.» (34 سنة)، أثناء مشاجرة وقعت بين الطرفين، عندما حاولت إقناعها وطردها من الشقة للحصول عليها وإعادة إيجارها مرة أخرى. قالت المتهمة فى اعترافاتها بتحقيقات الشرطة أن زوجها يعمل سائقًا، لكنه لا يمتلك سيارة خاصة، وتم تقسيم النصيب الشرعى الخاص به من ملكية العقار بالكامل، ووقعت هذه الشقة ضمن نصيبه الشرعى، فتوددت إلى السيدة وزارتها منذ أكثر من شهرين لإقناعها بترك الشقة لهم للاستفادة منها، لكونها إيجارًا قديمًا. وفى ليلة الواقعة حوالى الساعة الثامنة مساءً تقريبًا اتصلت بها تليفونيا للتأكد من أنها وحيدة ولا أحد معها فى الشقة، واستأذنت فى أن تزورها لاحتساء الشاى، وأثناء جلوسهما أمام منضدة صغيرة بالصالة فاتحتها بأنها تمتلك أموالًا طائلة وليس للشقة التى تقيم بها لزوم، للاحتفاظ بها، ومن الأفضل أن تتركها لهم للاستفادة منها. أضافت المتهمة أنه فور سماع الضحية حديثها اشتد النقاش بينهما، وحدثت مشاجرة بالكلام، قامت على إثرها الضحية بطردها خارج الشقة، لكن ذلك أثار حفيظة المتهمة، وانهالت عليها بسكين كانت موجودة على المنضدة التى يجلسان عليها، وطعنتها 14 طعنة بالرقبة والصدر. وأثناء ذلك حاولت الضحية الهروب منها، فأمسكت بشعرها، والذى أدى إلى وجود آثار له فى يدها عند فحص الجثة. وقالت إيناس إنها قامت ببعض الأفعال التى توهم من يشاهد الواقعة أن مرتكبها كان يهدف للسرقة، فبعثرت ملابسها من الدولاب، وأخذت السكين، ثم استولت على التليفون المحمول لإخفاء معالم الجريمة، عبر مسح المكالمات التى تدل على اتصالها قبل قدومها لإبعاد الشبهة عنها. وأضافت أنها فور عودتها إلى منزلها شاهدها نجلها الأصغر، وبيدها سكين عليها آثار دماء، ولم يفهم شيئًا، ولكن فور عودة زوجها روت له الواقعة بالكامل، فأخفى السكين فى أحد المنازل المهجورة، وتحطيم التليفون المحمول، وإلقاء كل جزء بمكان، والإبقاء على شريحة المحمول الخاصة به، والتى كشفت القاتلة عن مكانها، وتم تحريزهما كأدلة اتهام. وتم التحفظ على المتهمة بعد اعترافها بالجريمة أمام رجال الأمن وإرشادها عن أداة الجريمة، وشريحة هاتف المجنى عليها وعرضت على النيابة العامة، والتى قررت حبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات.