استجابة «دعم مصر» لمطالبنا وراء العودة إلى صفوفه.. وأولها إلغاء الهيئة البرلمانية للائتلاف وعدم تشكيل حزب نجاحنا فى مجلس النواب متوقف على أداء البرلمان والحكومة والرئيس نستعد للمحليات ب 30 ألف شاب.. ونخطط للوصول بعضوية الحزب إلى مليون شخص برر محمد بدران، رئيس حزب مستقبل وطن، عودة حزبه إلى صفوف ائتلاف «دعم مصر» بعد الإعلان السابق عن الانسحاب منه، بالتأكيد على أن الائتلاف استجاب لمطالبهم المتعلقة بآليات العمل، والتى تضمنت عدم تشكيل حزب سياسى للائتلاف، وإلغاء فكرة تأسيس هيئة برلمانية للأعضاء المنضمين تحت كتلته، وأوضح بدران فى حواره ل«الصباح»، أن نجاح نواب الحزب فى البرلمان المقبل لا يتوقف عليهم وحدهم، وإنما يرتبط بأداء الحكومة والرئيس والبرلمان، رافضًا الربط بين تمكن الحزب من تحقيق نتائج جيدة فى انتخابات مجلس النواب وقربه من الرئيس عبد الفتاح السيسى.. وإلى نص الحوار: قلت فى تصريح لك «دخلنا ائتلاف «دعم مصر» غصب عننا.. والنهارده خرجنا بمزاجنا»، وبعد ذلك عاد الحزب للائتلاف فماذا حدث؟ - كان لنا رؤية خاصة، فقد اجتمع وفد من نواب الحزب، برئاسة أشرف رشاد، رئيس الهيئة البرلمانية مع عدد من قيادات الائتلاف، استجابة لخدمة المصلحة الوطنية العامة، وتم الاستجابة لطلبات الحزب التى تمثّلت فى إلغاء لائحة الائتلاف، واستبدالها بميثاق شرف ينسّق العلاقة بين الهيئات البرلمانية بالكامل، وتم الاتفاق على أن الهيئات البرلمانية للأحزاب هى هيئات مستقلّة، وأنه ليس للائتلاف أى هيئة برلمانية أو تمثيل رسمى داخل المجلس، وأن لجنة إدارة التحالف ينحصر دورها فقط فى التنسيق بين قيادات التحالف والهيئات البرلمانية للأحزاب المشتركة به، وأيضًا الاتفاق على إلغاء جميع أشكال الرؤية المستقبلية للتحالف خارج إطار البرلمان، ومنها إلغاء الأمانات التى تم إعلانها بالمحافظات، وإلغاء فكرة التنسيق على المحليات، وفى المقابل تعهد الائتلاف بعدم تشكيل حزب سياسى فى المستقبل، والاتفاق على إلغاء المكاتب السياسية للائتلاف فى المحافظات، والتعامل من خلال الأحزاب المنضمة له؛ لإعطاء الفرصة لتلك الأحزاب فى العمل والاستمرار فى الشارع المصرى. البعض يرى أن نجاح حملة مستقبل وطن كان النواة الأولى لإنشاء الحزب ويربط ذلك بالرئيس السيسى؟ - ليس هناك علاقة، ومنذ أيام الرئيس المعزول محمد مرسى والإخوان، فقد انتصرنا عليهم فى أقوى معاقلهم وهو ملف الطلبة، وخاصة مع دعمهم الدؤوب لهذا الملف وتربية كوادرهم من خلاله، استطعنا أن نلحق بهم هزيمة كبرى فى أقوى معاقلهم فى ظل وجود رئيس ومحافظين ووزراء كلهم تحت عباءة الإخوان، ومن هنا كانت بداية نجاح حقيقية لنا وتطور الأمر لعمل حملة دعائية شبابية أيّام الرئيس السابق عدلى منصور وصلت لأكثر من 30 ألف شاب وهو ما كان بدا جليًا من خلال تجميع 27 ألف توكيل لترشح الرئيس السيسى فى أقل من 9 ساعات من إعلان ترشحه للرئاسة، ثم تحولت الحركة إلى حزب شبابى فى عهد الرئيس السيسى. هناك من أقام الدنيا ولم يقعدها بعد ظهورك مع الرئيس السيسى على يخت المحروسة..بم ترد؟ - ظهور محمد بدران مع الرئيس هو يمثل مجموعة من الناس انتخبته بطريقة شرعية، وسبق أن حضرتُ لقاءً رسميًا مع الرئيس مرسى بصفتى رئيس اتحاد طلاب مصر، وحضرت مع الرئيس عدلى منصور عشرات ومئات المرات بصفتى رئيس اتحاد طلاب مصر، وعضوًا بلجنة الخمسين، وممثلًا عن الشباب، وظهرت مع السيسى بصفتى رئيس حزب سياسى، وأريد القول إن هناك أحزابًا أخرى ظهرت مع الرئيس عشرات المرات ولم يتحدث أحد عنهم، لذلك لا يصح أن يكون ظهور محمد بدران مع الرئيس على المحروسة رسالة سياسية، لأن هناك العديد من رؤساء الأحزاب يتم نشر العديد من الصور التى تجمعهم مع الرئيس فى أكثر من مكان وموقف ولم تُوظّف تلك الصور بشكل سياسى كما حدث معى.
كيف استطاع الحزب حصد كل تلك المقاعد فى مجلس النواب رغم أنه لايزال حديث العهد بالساحة السياسية؟ - النجاح ليس له دخل فى حزب وليد أو حزب عريق أو كبير، ويعتمد على المعايير والأسباب، و«مستقبل وطن» اجتهد فى الأخذ بأسباب النجاح منذ أول يوم من تدشين الحزب بإنشاء هياكل تنظيمية فى المحافظات وعلى مستوى المراكز لدينا أكثر من 332 مركزًا مشكلًا فى حزب مستقبل وطن بالإضافة إلى 350 مركزًا داخل الجمهورية، وتم وضع معايير لاختيار المرشحين الذين يمتلكون الكفاءة والخبرة ويحظون بحب الناس ولهم وجود فعلى فى الشارع فى ظل حملات انتخابية بأفكار قوية لتوعية وحشد الناس للتصويت لمستقبل وطن، لدينا أعضاء داخل الدوائر والشياخات ولم نترك شيئًا للصدفة، ولم نترك مجهودًا يمكن أن يُبذَل إلاّ وقدمناه، كل هذا ساهم فى هذا النجاح وترجم المجهود والتعب إلى حصاد المقاعد. ما ردّك على الاتّهامات الموجهة إليك، أن سبب فوز حزبك يعود إلى قربك لشخص الرئيس عبد الفتّاح السيسى ودعم الدولة لحزبك؟ - من الطبيعى أن تصدر تلك الاتهامات ضدنا من كيانات فشلت فى الانتخابات أمام كيان ناجح مثل حزب «مستقبل وطن»، فنجاحنا أثبت فشل عدد من الأحزاب، وبالتالى سيفسّر الخاسرون فشلهم ونجاحنا بأنّه بسبب دعم الدولة، لكن فى الحقيقة الرئيس أعلن أنّه لن يكون له حزب سياسى، والدولة لا تتدخّل فى العمليّة الانتخابية ولا تدعم أحزابًا فى عينها. هناك من يرى أن مقاعد «مستقبل وطن» قد تتفتت داخل مجلس النواب ؟ - هذا وارد بلا شك، لكن عدد المقاعد البرلمانية التى حصلنا عليها جاءت كحصاد تعب واجتهاد شباب جاب الشوارع وحشد الناس لمستقبل وطن، ومهما كانت الظروف ومهما كانت صورتى مع الرئيس لن تجلب فى البرلمان ال30 مقعدًا فى المرحلة الأولى، نحن نسعى أن يظل تماسك الحزب وترابطه ككيان واحد بمواقف واضحة، وأن تظل علاقتنا قوية بنوابنا ونسير فى نفس الاتجاه، ولكن لا يمكن أن أجزم بحدوث ذلك فى ظل الظروف والمتغيرات التى تحدث. ألا ترى أن هذا يدعم الرأى القائل بأنه تم الزج بالحزب لحصد المقاعد فقط.. وأن دوره انتهى عند هذا الحد؟ - بالتأكيد ونسعى لعدم حدوث ذلك، ولكنى أؤكد أن نجاحنا فى مجلس النواب أو عدم نجاحنا لا يتوقف علينا فقط بل يتوقف على معطيات كثيرة أخرى منها أداء البرلمان والحكومة والرئيس، وكيف سيتم التعامل مع الحزب ولا يجب أن ننسى أننا أمام تجربة جديدة، ويجب الانتباه إلى طريقة تعامل البرلمان مع الأحزاب وهل سيقضى عليها أم سيدعمها ويرفع منها إلى غير ذلك من آليات لابد أن تأخذ فى الحسبان. ألا ترى أن الإمكانيات المالية للحزب والمقرات التى تم فتحها فى أنحاء مصر فى فترة وجيزة تضع الحزب فى دائرة الاهتمام؟ - بلا شك تثير تساؤلات، ومنذ اللحظة الأولى تعاملت بشفافية بشأن التمويل وقلت أن هناك 3 شخصيات يدعمون الحزب وينفقون على أنشطته، وهم رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، والمهندس هانى أبوريدة، والدكتور كامل أبو على، رجل الأعمال، وكان من الممكن أن أقول إن صندوق الحزب يدعمنى، ولكن فضلّت أن أكون واضحًا وصريحًا ومحددًا، ولذلك قررنا من اللحظة الأولى إعلان الداعمين. لكن هناك من يأخذ عليك أن من بين هؤلاء الممولين من يرتبط بالحزب الوطنى؟ - من لا ينتمى للحزب الوطنى، هناك قاعدة معروفة لا يوجد رجل أعمال لا يدين للنظام، والرئيس السيسى جلس مع كل رجال الأعمال وطلب منهم دعم البلد، لا يوجد رجل أعمال لا يدعم وطنه، أنت تعيش وتكسب من هذا الوطن لابد أن تدعمه وتسانده، إذًا موضوع حزب وطنى أو غيره ليس مهمًا، الأهم أن يكون وطنيًا شريفًا، مصادر أمواله معروفة ولا تشوبها شائبة، ولم يصدر ضده أحكام، أما غير ذلك أعتبره مجرد كلام يراد به تعطيل المسيرة والهدم لا البناء. لكن رجل الأعمال أبو هشيمة قال إنه موّل حزب «مستقبل وطن» حتى لا تموله أجهزة مخابرات أجنبية..بم ترد؟ - هناك معايير ثابتة لأى شخص يقف بجوار الحزب أن يكون مؤمنًا بتجربة الشباب ويرى أن «مستقبل وطن» كيان مستقل وناجح ليس له التدخل لا من قريب أو بعيد فى قراراته، ولو أراد دعم الحزب فليتفضل، أبوهشيمة ومنصور كامل وهانى أبو ريدة وكامل أبو على، كل هؤلاء مقتنعون بمستقبل وطن ويدعمون الحزب. كيف ترى وترصد هموم الشباب فى مصر وأنت واحد منهم وفى خضم العمل السياسى؟ - المشاكل التى تواجه الشباب المصرى تواجه كل المصريين، ولا يوجد شىء يفصل الشباب عن الباقيين، فالتعليم السىء وزحام المواصلات والبطالة وانهيار منظومة الصحة، وغيرها من المظاهر السلبية، كل هذا يؤثر فى الشباب وينعكس عليه، وفى نفس الوقت هذا الشاب مطالب بأن يعطى البلد وأن يكون لديه انتماء حقيقى ووعى يواجه به المخاطر الداخلية والخارجية، لكن للأسف هو لا يرى هذا لأنه لم يشعر ببلده التى يرى أنها لم تقدم له شيئًا، وعلى سبيل المثال فى الجامعة يرى بعينيه غش و«كوسة» وتمييز لأبناء الأساتذة وخارج أسوار الجامعة تطحنه المواصلات المتهالكة والمزدحمة، وإذا تخرج لا يجد عملًا، ولو عمل لن يحصل على أجر مجزٍ، ويظل حلم الحصول على شقة يطارده ولا يستطيع تدبير تكاليف الزواج، وإذا مرض لا يقدر على العلاج.. إلخ، كل هذا يؤثر فى الشباب ويفقده الشعور بالانتماء لوطنه. ما رؤية الحزب لهذه المشاكل.. وتقوية الانتماء لدى الشباب مجددًا؟ - لن نقول أننا سوف نصلح كل شىء، ولكن على الأقل البدء بأن يشعر الشباب أن له دور فى إصلاح المنظومة، وأن يكون شريكًا فى أن تتحرك البلد للأمام، فهذا كفيل بخلق الانتماء وهذا ما يطالب به الرئيس السيسى، لكن للأسف لا ينفذ على الأرض، وحقيقى الرئيس مؤمن بالشباب. ماذا يعوق التنفيذ إذًا؟ - لو جرب شاب الدخول لمكتب محافظ أو على الأقل رئيس مجلس مدينة نجد الأصوات تتعالى «أنت مين لكى تدخل» و«إيه شوية العيال اللى عايزين يقابلوا المسئول».. «امشى يا ابنى وبلاش شغل العيال»، إلى غير ذلك من تلك العبارات التى تهدم وتحطم الشباب على أعتاب أبواب المسئولين، وأمام هذا الفكر العقيم يخرج الشباب ليرمى نفسه فى قارب الموت هربًا من الموت وبحثًا عن لقمة عيش ليكون مجرد جثة تتقاذفها الأمواج على شواطئ أوروبا وغيرها وما أكثر النهايات المأسوية والسلوكيات المرفوضة التى تنبىء عن الكبت وتخرج فى صور تحرش وقتل وانتهاك لحق الآخر، نحن بهذا السلوك لن ننجح لذلك علينا أن نبدأ بأنفسنا وإعادة النظر فى منظومة المجتمع ككل، والخروج من الفكر الجامد المتشدد للفكر البناء الذى يسعى الرئيس السيسى لنشره وتطبيقه من خلال منظومة الشباب ومستقبل الغد، ومن هنا كانت فكرة الحزب أن يكون بصيص أمل لكل الشباب يسعى للتغير ولمستقبل له مكان فيه ومتسع للجميع هذا الكيان هو الوحيد الشبابى الذى استطاع أن يصمد ويكمل المسيرة، وبالقضاء عليه ينتهى بصيص الأمل الذى بدأ يعيد الروح للعديد من الشباب الذين يؤيدونه ويبنون فيه بسواعدهم وسيكون نموذجًا سيئًا لمصر كلها. من الذى يمكن أن يقضى على «مستقبل وطن» ؟ - شباب «مستقبل وطن» أنفسهم فى حال تخلوا عن الحلم أو الترابط الذى وحّد بينهم ونسج خيوط حلمهم وآمالهم التى ترجمتها أيديهم إلى واقع فرض نفسه بمنتهى القوة على الأرض، وأيضًا الدولة لو أغلقت أبوابها فى وجه هؤلاء الشباب. ما هى خطوات الحزب المقبلة ؟ - كان لدينا رؤية فى الانتخابات الأخيرة سعينا لتحقيقها، كنا نطمح فى الفوز ب 50 فى المائة من مقاعد البرلمان ونحن نستعد من الآن لخوض الانتخابات المحلية ب30 ألف شاب، وقضيتنا هى تمكين الشباب ليقودوا عصب مصر داخل القرى والنجوع والعزب، وأن نصل إلى مليون عضو حقيقى فى الشارع ونبعد عن فكرة الحزب المدعوم من الرئاسة والدولة وغيره مما يردده الإعلام على مسامعنا، وأقول إن لدينا شعبية على الأرض وصلت إلى مليون عضو، ونحن وضعنا لذلك خطة فى شهور قليلة سوف نصل لها داخل البرلمان لدينا أجندة تشريعية وأولويّتنا هى قوانين التّعليم، الّتى تشمل قانونى تنظيم الجامعات والتّعليم الفنى، ورؤيتنا أنه لن يكون تقدم للوطن دون الزج بقارب التعليم فى بحر النجاة واللحاق بغمار التقدم والتطور العلمى والفكرى وتشجيع الابتكار ودعم المبتكرين والمخترعين.