قيمة المساحة التى لم يتم تسليمها للمنتفعين تقدر ب 500 مليون جنيه القرية كانت ضمن «مشروع مبارك القومى» لتسكين شباب الخريجين منذ ما يزيد عن 22 عامًا بدء الإعلان عن ما يعرف باسم «مشروع مبارك لشباب الخريجين»، أو مشروع النوبارية، والذى تم خلاله توزيع خمسة أفدنة ومنزل فى مناطق الاستصلاح الجديدة على كل شاب منتفع بقيمة 11 ألف جنيه تسدد على 30 عامًا، وبفترة سماح 4 سنوات مع منحه تكاليف الزراعة الأولى للاستصلاح، وبحسب مُخططّ المشروع، فإن نطاقه موزع بين 19 منطقة فى مختلف أنحاء مصر بالوجهين البحرى والقبلى، ومن بينها قرية الاتحاد التى تقع على مساحة 3500 فى منطقة القنطرة غرب التابعة لمحافظة الإسماعيلية، ووفقًا للمستندات التى حصلت عليها «الصباح» فإنه تم التلاعب فى هذه المساحات، ولم يتسلم شباب الخريجين منها سوى 1500 فدان فقط، فيما يبدو مصير 2000 فدان (بقية مساحة المشروع) غامضًا. وتكشف الوثائق الرسمية الصادرة عن الهيئة العامة للتعمير والتنمية الزراعية التابعة لوزارة الزراعة، أنه تم تسليم أراض عمليتى الاستصلاح الداخلى لمساحة 1500 فدان، و2000 فدان بزمام شباب الخريجين لقرية الاتحاد بسهل جنوب بورسعيد، تسليمًا نهائيًا للمراقبة العامة للتنمية والتعاون بالإسماعيلية. وأفاد الخطاب الموجه من هيئة التعمير والتنمية الزراعية إلى المراقب العام للتنمية والتعاون بالإسماعيلية، أنه بتاريخ 1 يناير 1999 تم تسليم 400 مسكن بقرية الاتحاد والمخصصة لشباب الخريجين، كما تم تسليم الرسومات التنفيذية لكافة الزراعات بالزمام نفسه، موضحًا عليها تقسيمات القطع بكل زراعة بواقع 5 أفدنة تقريبًا لكل قطعة. وأكدت لجنة مشكلة من الهيئة العامة للتعمير والتنمية الزراعية، والشركة العامة لاستصلاح الأراضى، أن العمليات الصناعية والتسوية تمت للمساحة كاملة البالغة 3500 فدان، وذلك تمهيدًا لتسليمها لشباب الخريجين المتقدمين بطلبات إلى الهيئة العامة لمراقبة الإسماعيلية، وأن المساحة بحالة جيدة تسمح بالاستلام النهائى، ليقوم مراقب عام التنمية بتسليمها لشباب الخريجين للبدء فى أعمال الغمر والغسيل فورًا. وبموجب محضر رسمى، الهيئة العامة للتعمير، قطاع شرق الدلتا بتاريخ 9 مارس 2003، تم استلام مساحة 3500 فدان بقرية الاتحاد بسهل الحسينية وجنوب بورسعيد لشباب الخريجين بمعرفة كل من صلاح عباس محمد بلال المراقب العام للتعاون والتنمية بالإسماعيلية، وسليم محمد السيد سليمان عضو اللجنة، وعبدالرحيم جيلانى عبدالرحيم عضو اللجنة، ومندوب منطقة تعمير شرق ووسط الدلتا بالزقازيق، ومندوب الشركة العامة لاستصلاح الأراضى، وتولى المهندس صلاح عباس محمد بلال العمل مراقب عام للتعاون والتنمية بالإسماعيلية بالقرار رقم 41 فى 9 مارس 2005، وتم نقل تبعية القرية لمحافظة الإسماعيلية بالقرار رقم 63 فى 3 أبريل 2005 الصادر عن المشرف العام لمشروع مبارك القومى لأراضى الخريجين، ومن ثم قام بتوزيع مساحة 3500 فدان بمعرفته، وفى سبيل ذلك أصدر القرار الوزارى الإدارى رقم 2 بتاريخ 4 أبريل 2005، بتوزيع العمل والمسئوليات داخل المراقبة. وأكدت عدد من الشكاوى تم تقديمها لوزير الزراعة الدكتور عصام فايد من شباب الخريجين، أن ما تم توزيعه بالفعل 276 قطعة بمساحة 4 إلى 5 أفدنة للقطعة الواحدة بإجمالى 1500 فدان، وتم إخطار المدير التنفيذى للهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية بأسماء الخريجين بكتاب رئيس قطاع استصلاح الأراضى رقم 648 فى 9 مارس 2009. وبتاريخ 11 مارس 2010، ورد للمراقبة العامة للتعاون والتنمية بالإسماعيلية برئاسة المهندس عبدالخالق عبدالرازق، خطاب مدير عام مناطق تعمير شرق ووسط الدلتا برقم 352 يفيد بتسليم عمليتى الاستصلاح الداخلى لمساحة 1500 فدان بزمام شباب الخريجين بقرية الاتحاد تسليمًا نهائيًا فى 9 مارس 2003، الأمر الذى يتضح معه أن يوجد مساحة تقدر بحوالى 2000 فدان تقريبًا لم يتم توزيعها على شباب الخريجين. واتهمت شكوى مقدمة من عدد من شباب الخريجين أنه تم الاستيلاء على هذه المساحة البالغة 2000 فدان بمعرفة كل من صلاح عباس محمد بلال المراقب العام، وعبدالخالق عبدالرازق عبدالمنعم محمد، ومحمد خليل محمد أبو زيد، ومحمود كامل حسنين، وعبدالجواد خليل عبد الجواد، وطارق صلاح سالم، وأن لكل منهم دور فى عملية الاستيلاء خلال فترة عمله بمراقبة التعاون والتنمية بالإسماعيلية وبورسعيد مما يعاقب عليه القانون. ووفقا للجنة التثمين فى الهيئة العامة للتعمير والتنمية الزراعية، وتقديرات مدير التوطين السابق فى مراقبة الإسماعيلية، والذى طلب عدم ذكر اسمه، فإن سعر الفدان فى قرية الاتحاد تبلغ 250 ألف جنيها، فيما يقدر إجمالى قيمة المساحة البالغة 2000 فدان نحو 500 مليون جنيه. وفى اتصال هاتفى، رفض المهندس هانى السيد، مدير التوطين للمراقبة العامة للتعاون والتنمية فى محافظة الإسماعيلية الرد على أسئلة «الصباح» بشأن مصير ال 2000 فدان مجهولى المصير، واكتفى بالقول «ليس لدى معلومات، ولا يمكن التصريح بشىء فى الهاتف».