تولى مسئولية الملف الأمنى للجالية الإسلامية بالولاياتالمتحدة أعضاء بالكونجرس يعتمدون عليه لحشد أصوات 11 مليون مسلم بواشنطن يومًا بعد آخر، تتكشف أسرار جديدة بشأن قيادات وكوادر جماعة الإخوان خارج مصر، خاصة أن قادة التنظيم الدولى للجماعة لم يكشف عنهم جميعًا، وفى مطلع العام الجارى، ضبطت الأجهزة الأمنية الأمريكية مجموعة من المستندات والوثائق الإخوانية المهمة حول عمل ونشاط الجماعة داخل الولاياتالمتحدة، بمنزل أحد عناصر الإخوان بولاية فرجينيا، ويدعى إسماعيل البراسى، وضمت الوثائق أكثر من 5 آلاف ورقة سرية تخص التنظيم الدولى للجماعة وعلاقاتهم بالإدارة الأمريكية. ويعتبر ظهور اسم إسماعيل البراسى، على الساحة هو الأول من نوعه، بالنسبة لقادة الجماعة فى الخارج.. «الصباح» حاولت كشف الستار عن الشخصية الغامضة للرجل وطبيعة دوره وعلاقته بالجماعة والإدارة الأمريكية؟. وبحسب معلومات من بعض المسلمين المقيمين فى واشنطن، فإن قادة «الجالية الإسلامية فى أمريكا» يرتبطون بعلاقات قوية مع الأجهزة الأمنية نظرًا للتعاملات اليومية للمسلمين مع وكالة الأمن القومى الأمريكى - الموكل لها تسجيل المكالمات لشخصيات فى كل الدول ممن يعملون معهم أو ضدهم، فضلًا عن علاقات تربط الجالية مع رجال السياسة الأمريكيين كأعضاء الكونجرس، نظرًا لثقل كتلة المسلمين الأمريكيين التصويتية خلال الانتخابات، والتى تقدر ب 11 مليون صوت. وأوضحت المصادر، أن هناك عددًا من قيادات التنظيم الدولى لجماعة الإخوان غير المعروفين إعلاميًا، يحظون بتأثير بالغ على أصوات الجالية المسلمة، موضحة، أن أبرز هؤلاء القيادات خمس شخصيات الأقوى حضورًا، ويتحدثون باسم الجالية. وكشفت المصادر، أن القيادات الخمس هم: عمر أحمد، ويعتبر المسئول عن الملف الدبلوماسى للجالية الإسلامية الأمريكية، والثانى هو سراج وهاج، مسئول الملف البرلمانى للجالية الإسلامية، وثالثهم زهدى جاسر، المسئول عن الملف الحقوقى للجالية، أما الرابع، عبدالرحمن محمد، فهو المسئول عن ملف الدعوة، ويعتبر من الجهاديين السابقين، بينما يتولى الخامس، وهو إسماعيل البراسى، مسئولية الملف الأمنى للجالية الإسلامية، باعتباره مسئول التواصل بين التنظيم الدولى والأجهزة الأمنية الأمريكية، وتم اختياره لمعرفة آراء التنظيم الدولى. ويعتبر مفتاح السر فى علاقة البراسى بالإدارة الأمريكية، «توم دونيلون» مستشار الأمن القومى الأمريكى للرئيس الأمريكى باراك أوباما عام 2013، وبحسب ما أكدته مصادر مقيمة بأمريكا - فإن «دونيلون» يُعد أكبر داعمى الإخوان فى أمريكا، ويعتبر الصديق الشخصى للقيادى الإخوانى ومستشار الرئيس المعزول للعلاقات الخارجية سابقا، عصام الحداد. فى مايو 2013، عُقد لقاء رباعى بين «أوباما والبراسى والحداد ودونيلون»، لدراسة وتوضيح الموقف والوضع السياسى والحراك الثورى فى مصر، ليس هذا فط لكن البراسى أيضًا له علاقات بجهاديين سابقين فى لندن أمثال هانى السباعى، وياسر السرى، وعبدالرحمن العمودى، الذى كان ينتمى لتنظيم القاعدة. وبشأن أسباب إلقاء القبض على البراسى من قبل السلطات الأمريكية، على الرغم من علاقاتهما الوطيدة، قالت مصادر مطلعة، إن القيادى بالتنظيم الدولى، أصبح عميلًا مزدوجًا للتنظيم الدولى للجماعة وجهاز الأمن القومى الأمريكى، وبعد انكشاف أمره تم القبض عليه بمدينة أنديل، حيث تعرض للدهم والتفتيش من قبل عناصر تابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالى «إف. بى. آى» عقب اعتقاله فى ولاية ميرلاند المجاورة بشبهة الانتماء لحركة حماس، ووجدت بحوزته ما يقرب من 5 آلاف وثيقة ومستند تخص التنظيم الدولى للإخوان فى أمريكا. ووصفت السلطات الأمريكية البراسى بأنه قيادى فى حركة حماس، وأحد المساعدين الرئيسيين لنائب رئيس المكتب السياسى للحركة موسى أبو مرزوق المطلوب لدى وزارة العدل الأمريكية، والذى اعتقل عام 1997 فى نيويورك وأفرج عنه بعد بضع سنوات. ويعمل البراسى، 60 عامًا، محاسبًا، وتم إلقاء القبض عليه بتهمة مرافقته لشخصين قاما بتصوير جسر «تشيسابيك» الذى يربط بين طرفى ميرلاند، وقالت المتحدثة باسم الشرطة الأمريكية حينها، إن اسم البراسى مدرج فى قائمة خاصة ب «ف. بى. آى» تضم المشتبه بانتمائهم لشبكات إرهابية، وتشتبه السلطات فى أن البراسى استخدم حسابات بنكية فى أنحاء الولاياتالمتحدة، لغسل الأموال لصالح حماس والإخوان. وكشفت تقارير عدد من السفارات العربية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن أحد مراكز البحوث والدراسات الأمريكية اتهم إدارة الرئيس الأمريكى أوباما بمنح مزايا خاصة لنحو 29 جماعة إسلامية فى عدد من الولاياتالأمريكية على علاقة بجماعة الإخوان الإرهابية ومنها مؤسسة الأرض المقدسة التى تم رفع قضية عليها عام 2004 بتهمة تمويل حماس والإخوان.