4 مراحل لتصنيع اللوحات فى ورشة ببولاق الدكرور.. ومجلس الوزراء: 193 سيارة حملت أرقامًا مزورة فى 2014 سيارات مفخخة تستخدمها الجماعات الارهابية لاغتيال شخصيات مهمة وتفجير أماكن حيوية فى مصر، السيارات معظمها إما مسروقة أو اللوحات المعدنية بها «مزروة» حتى لا تستدل أجهزة الأمن على هوية صاحبها. «الصباح» رصدت معلومات مهمة من خلال جولة بأحد الورش السرية لتصنيع اللوحات المزورة للسيارات والتى يستخدمها الإرهابيون فى عملياتهم، ويتم تصنيع هذه اللوحات المضروبة فى ورش خاصة بمناطق عشوائية فى القاهرة، بعيدًا عن أعين الأجهزة الأمنية. وتشير أحدث الإحصائيات الصادرة عن مركز معلومات مجلس الوزراء إلى أن السيارات التى تم التلاعب بأرقامها فى عام 2014 بلغت 193 ألف سيارة على مستوى الجمهورية وتوقع مركز المعلومات زيادة عدد السيارات التى تم تزوير أرقامها فى 2015. فى نهاية شارع العشرين بمنطقة «بولاق الدكرور» بالجيزة رصدنا فى جولتنا العديد من السيارات التى لا تحمل لوحات معدنية أمام ورشة فى الشارع، فى انتظار تغيير أرقامها، وتركيب اللوحات المعدنية المزورة عليها، وهو الأمر الذى كشفه أحد الشباب المشاركين فى تجارة اللوحات المزورة ويدعى «إسلام مصلحة»، سائق سيارة «ترامكو»، عبر الخط الذى يصل ميدان الشوربجى بموقف السيارات أمام قسم بولاق. «مصلحة» أكد أن هذه السيارات تقف أمام الورشة فى انتظار دورها لتركيب اللوح المعدنية، التى يتم تصنيعها بعيدًا عن أعين المرور ورجال المباحث، وذلك لأن المنطقة معروف عنها زيادة معدلات الجرائم كما أن وصول الدوريات الأمنية إلى هناك صعب ويتم على فترات متباعدة. المعلومات التى حصلنا عليها من المصادر تؤكد أن عمليات تزوير وتركيب اللوحات المضروبة للسيارت تتم عبر عدة مراحل، الأولى منها تبدأ عندما يذهب صاحب السيارة إلى الورشة عن طريق أحد الوسطاء لطلب عمل لوحة معدنية خاصة، بعدها يحاول أن يبرر وجود عدد من المشاكل تعذر عليه الحصول على اللوحة الأصلية. أما المرحلة الثانية، فهى مرحلة الاختيار، التى يقوم فيها صاحب الورشة بتقديم عدد من الارقام المتوفرة، حتى يختار منها صاحب السيارة اللوحة التى تناسبه، وفى المرحلة الثالثة يتم إدراج اسم صاحب السيارة ضمن القائمة التى يتم العمل على صنع اللوحات الخاصة بهم، ويدفع مبلغًا من المال كمقدم، ويتم العمل داخل الورشة على صنع اللوحة الجديدة وذلك عن طريق استخدام ماكينات للخراطة لوضع الشكل العام المبدأى للوحة، ثم مرحلة حفر الأرقام عن طريق ماكينة أخرى تقوم بحفر الرقم بوضع اللوحة على ماكينة ويتم تركيب عدد من الوجوه لها التى تحتوى على الأرقام المكونة للوحة وبالضغط على اللوحة يتم حفر الرقم، ثم عملية طلاء اللوحة وتجهيز الشكل النهائى لها، ثم يتسلم صاحب السيارة لوحته المعدنية فى الوقت الذى حدده صاحب الورشة له ويدفع المبلغ المتبقى. ويواصل إسلام حديثه معنا قائلًا: هذه ليست الطريقة الوحيدة للحصول على اللوحات المعدنية، فبالإضافة إلى ذلك توجد مافيا وعصابات سرقة اللوحات المعدنية، وهم مجموعة من الأفراد متخصصون فى فك اللوحات المعدنية من السيارات أثناء توقفها ليلا، حيث يقوم أحد أفراد العصابة بمراقبة المنطقة بينما يقوم آخر بتعطيل الدائرة الكهربائية للسيارة وفك اللوحات، وبعض الأشياء الأخرى من السيارة. ومن بين الطرق الأخرى التى يتم الحصول بها على لوحات معدنية مزورة هى التأجير ويكون ذلك مقابل مبلغ محدد لليوم الواحد، وهو ما كشفه أحد ضباط مرور القاهرة، قائلًا: تمكنا من ضبط السائق «أحمد.ع» البالغ من العمر 25 عامًا، أثناء تواجده بمرور القاهرة الجديدة، وبفحص السيارة تبين أنها تحمل لوحة معدنية «مزورة» ولا تحمل أى بيانات، وبسؤاله اعترف بحصوله على اللوحات من «حمادة.م» 37 سنة، والذى يملك مكتبًا لإيجار السيارات، وهو مقيم بمدينة العبور بمحافظة القليوبية، ويؤجر اللوحة مقابل 50 جنيهًا يوميًا. وقائع التزوير فيما تمكنت مباحث مرور القاهرة خلال الأيام الأخيرة من ضبط سائق وميكانيكى يستقلان سيارة ماركة «سوزوكى» تحمل أرقامًا أمامية مخالفة للأرقام الخلفية للسيارة، فتم احتجازهما وبعد الكشف الفنى عليهما اعترفا بتغيير تلك الأرقام مرتين من قبل الميكانيكى المقيم بحى النزهة، وأصل الأرقام هو « غ ف م 328 « موديل 2015، ومن خلال التحريات توصلت المباحث إلى أن السيارة قامت بعمل حادث على طريق 6 أكتوبر منذ أكثر من 7 أشهر وراح ضحيتها 3 أفراد، فتم التحقيق مع الاثنين وتحويلهما للمحاكمة. وتنص المادة رقم 131 من قانون المرور على أنه عند الفحص الفنى للسيارة، إذا وجد أى تغيير فى اللوحات أو وجود قطع لحام بداخل المركبة، يتم على الفور مصادرة السيارة والقبض على صاحبها. وقائع تزوير اللوحات المعدنية كثيرة حيث تم ضبط عدد من المجرمين فى تصنيع اللوحات المعدنية للسيارات وتأجيرها للمواطنين، وخلال تواجد «أحمد.م» 27 سنة سائق بوحدة مرور القاهرة لمعرفة حجم المخالفات على سيارته رقم 678 تجارية الشرقية وبحوزته تصريح تسيير مزور مدون عليه أرقام اللوحة المثبتة خلف وأمام السيارة، وبالبحث قام المتهم الأول بالاعتراف على شخص آخر مقيم بمنطقة العريشبالجيزة يتاجر بالأرقام المزورة ويبيعها إلى السائقين مقابل 70 جنيهًا، واعترف بتأجير اللوحات المزورة لمالكى سيارات مقابل مبالغ مالية زهيدة. خبراء المرور يكشفون الحقيقة. من جهته قال اللواء حسن البرديسى مدير إدارة المرور سابقًا: إن فى ظل التدهور الأمنى الذى عانت منه مصر مؤخرًا كان متوقعًا تزوير أرقام السيارات، فبعد أن كانت تلك اللوحات عاملًا مساعدًا للشرطة والمرور فى التعرف على هوية صاحبها أصبحت وسيلة تستخدم لارتكاب جرائم، والسبب يرجع لعدم دقة إدارة المرور العامة فى الكشف على الأرقام ومعرفة مدى مطابقتها للفواتير أم لا. وطالب البرديسى بتشديد الرقابة على تراخيص السيارة ومواصفاتها الفنية لتفادى حدوث أى تزوير، مع نشر الضباط وشرطة المرور فى الميادين والشوارع وفى أوقات متفاوتة، إضافة إلى خبرة شرطة المرور للتعرف ما إذا كانت السيارة تمتلك أرقامها الأصلية أم أن هناك تلاعبًا. فى السياق ذاته، قال اللواء مجدى عز الدين مدير إدارة مرور الجيزة، إن مشكلة تزوير اللوحات المعدنية للسيارات تمثل خطرًا على الشارع المصرى، مناشدًا شرطة المرور بتكثيف الأجهزة الأمنية للكشف عن السيارات المسروقة، ويذكر «عز الدين» أن هناك بعض الشركات العالمية التى قامت بوضع أرقام مشابهة لأرقام اللوحات داخل السيارة وفى أماكن متفرقة، فيمكن الكشف على تلك الأرقام الداخلية ومن ثم القبض على السيارة المزورة، أما عن السيارات القديمة فهناك صعوبة إلى حد مافي ضبطها.