*استقطاب الطلبة عن طريق «الصلاة » لاستغلالهم فى المظاهرات وإعادة نشاط الجماعة داخل الجامعة *ترويج أفكار ضد النظام والرئيس .. وحول ضرورة إقحام السياسة فى الدين فى الخفاء عادت جماعة الإخوان إلى تشكيل كيانات بديلة، للأسر التى كانت تتبعها داخل الجامعات، والتى تلقت ضربات أمنية متتالية بعد موجة العنف داخل الأسوار الجامعية، وذلك بهدف استقطاب الشباب مرة أخرى للانضمام إلى صفوف التنظيم واستخدامهم فى الصراع السياسى. وتحركات الجماعة لاستقطاب الشباب تستهدف أيضا إعادة بناء التنظيم وتعويض النقص العددى، الذى تعرض له التنظيم بدخول عدد كبير من أعضائه السجون على ذمة قضايا عنف، وهرب بعضهم إلى الخارج للانضمام إلى الجماعات الإرهابية، فضلا عن وفاة البعض الآخر خلال ما يقارب عامين من العنف. وتستخدم الجماعة الزوايا والمساجد الصغيرة داخل الجامعات، لتجنيد الطلاب وضمهم إلى صفوف التنظيم، عبر دروس دينية بعد الص اوات. بعد صلاة الظهر مباشرة، جلست نحو20 طالبة بجامعة القاهرة، فى زاوية صغيرة مخصصة للصلاة داخل الحرم الجامعى، على بعد أمتار قليلة من المدخل الرئيسى للجامعة، معظمهن منتقبات،والأخريات ترتدين الخمار الإخوانى.. فى البداية تظن أنهن جلسن للاستراحة بعد الصلاة، وما إن تقترب حتى تكتشف ما هو أكبر، فجماعة الإخوان عادت مرة أخرى لتجنيد شباب الجامعات، وبناء تنظيمها من جديد بعد تعطيل الأنشطة السياسية والدينية داخل الجامعة وتجميد الأسر الطلابية التى تتبع جماعة الإخوان.العودة بدأت مؤخرًا باستهداف الطلاب فى جامعة القاهرة عبر «حملات إيقاظ الإيمان»، وهى حملات دعوية ينظمها طلاب وطالبات الجماعة، لجذب أكبر عدد ممكن من زملائهم إليهم، بحجة إحياء الدين فى القلوب، خاصة مع قرب حلول شهر رمضان، وفقا ل«ى.م»، إحدى طالبات كلية الآداب بالجامعة. وحضرت معدة التحقيق إحدى الجلسات داخل مركز تعليمى خارج الجامعة، وبدأت الجلسة بالحديث عن «شمولية الإسلام»، وقالت إحداهن إن الإسلام يهتم بكل ما يحدث فى الدولة، وذلك من صميم معنى الشمولية، التى تتضمن كل شىء، سياسى أو غير ذلك. وأضافت أن «المسلم لن يتم إسلامه، إلا إذا كان سياسيًا بعيد النظر فى شئون أمته، وهو الأمر الذى يستوجب علينا ألا نفصل أنفسنا عن التفكير فى أمور الدولة»، وقد اتفق مع هذا المبدأ عدد كبير من الفتيات، وعقبت إحداهن قائلة إن «الإسلام يحوى داخله الدساتير والقوانين، وكل ما يمس شئون المسلمين، فكيف لهم أن يعزلونا عنه؟، لابد للشعب أن يتدخل إذًا فى التشريعات واختيار الحكام وغيرها من الأمور الدنيوية». وثانى المفاهيم التى تمت مناقشتها فى الجلسة، أن «الإسلام دين جماعة وليس دين فرد»، ودللن على ذلك بالآية «وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ»، مؤكدين أن هذا يعنى أن «الإسلام الحق لابد أن يخرج من قلب جماعة لا من قلب رجل واحد أو قرارات فردية». وتطورت النقاشات إلى أن وصلوا إلى أنه «لابد من وجود جماعة للحكم بالشريعة، ولابد أن يكون لهذه الجماعة هيكل تنظيمى وبناء، وتكون قادرة على إقامة شرع الله»، مشيرين إلى أنه لابد تلافى الأخطاء التى حدثت من جماعة الإخوان فى المرة الأولى، ويجب أن يكون البناء قويًا هذه المرة، لابد أن يفكر الجيل الجديد الصاعد فى كل ما حدث مرة أخرى. محاولات استقطاب الطالبات تتكرر مع الطلاب الشباب، خاصة طلاب المرحلتين الأولى والثانية، وقال «أ.أ» أحد طلاب كلية التجارة جامعة القاهرة، إن البرجولات المخصصة للجان والأنشطة داخل الجامعة، تستخدم فى جلسات استقطاب الشباب، بحجة «الصلاة»، وبعدها جلسات الدرس، التى يتطور الحوار فيها إلى أن يأخذ منحى سياسيًا، بعدم الرضا عن الأحداث الجارية ورغبتهم فى تغيير الواقع، واحتساب كل من ماتوا شهداء عند الله وغيرها من الأمور التى تجعلهم يبدو فى دور المقهورين والرافضين للظلم، وبمرور الوقت يكتشف الشاب أو الفتاة أنه تورط فى الانضمام إلى التنظيم. وفى إحدى الغرف المخصصة للدرس، توجد أرفف خشبية، وضعوا عليها كتبًا وشرائط كاسيت لعدد معين من شيوخ الإخوان والسلفيين، على رأسهم وجدى غنيم، ومحمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، ومسعد أنور، وفوقها علقت لافتة مكتوبًا عليها «أسرة النور». وقال أحد الطلاب المنتمين للأسرة: إن عدد الأعضاء زاد إلى 200 فتاة على مستوى الجامعة، وعلى الرغم من أن الجامعة ألغت كل الأنشطة الطلابية، التى تقوم على أساس دينى أو سياسى، إلا أن معظم القائمين على تلك الأنشطة مازالوا يتقابلون ويعملون فى الخفاء، ويتواصلون مع المؤيدين لهم خارج الجامعة. ومن جهته قال مسئول فى إدارة الجامعة إنهم لا يسمحون بأى تعدٍ أو عنف داخل الجامعة، وأن المساجد داخلها مخصصة للصلاة، ولا أحد يستطيع أن يمنع الطلاب من الصلاة داخل الجامعة، كذلك لا نستطيع أن نمنعهم من الاجتماع بعدها طالما لم يرتكبوا ما يضر بالصالح العام، وكل ما بيدنا أن نلاحق مرتكبى الشغب وأعمال العنف. وفى السياق أوضح محمد الليثى، الخبير الأمنى، أن سبب اختيار الطلاب من الفرقتين الأولى والثانية لتجنيدهم، أن سنهم الصغيرة تجعلهم أكثر عرضة للتأثير على آرائهم الشخصية. وأضاف أن هؤلاء الطلاب يتم استقطابهم نظير تقديم بعض الخدمات لهم فى بداية الدراسة على شاكلة المعارض، التى تقام لخدمة محدودى الدخل، بين أسوار الحرم الجامعى لبيع بعض المنتجات بأسعار زهيدة لهم، وتقديم بعض المنح المادية لهولاء الطلاب، ما يخلق طبقة لا تستطيع الاستغناء عن كيان الجماعة.