*«الإنجيلية»: الأمور العقائدية تناقش على طاولة مجلس كنائس مصر.. والهجوم العلنى ضار تحول الأنبا روفائيل، سكرتير المجمع المقدس بالكنيسة الأرثوذكسية إلى شوكة فى حلق الداعين إلى الوحدة بين الكنائس الثلاث الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية، بعدما سخر من فكرة الوحدة فى أحد لقاءاته بالشباب، قائلًا «الوحدة دى منطقة فى إمبابة»، رغم أن البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، كان أبرز الدعاة إلى الوحدة، التى قال إنها لا تعنى تخلى أحد عن تقاليد وعادات كنيسته. ولم يكتف سكرتير المجمع المقدس بالسخرية من وحدة الكنائس، لكنه تناول الأمر فى عدة مقالات بمجلة «الكرازة» التابعة للكنيسة، تحت عنوان «المفهوم الصحيح للوحدة المسيحية»؛ قال فيها إن «علامات الوحدة الحقيقة وفقًا لتعاليم الآباء القديسين، هى الاشتراك فى الذبيحة الواحدة، والتناول معًا من نفس المذبح، وهذا لم يتحقق بعدُ»، وأضاف أن «مفهوم الحياة المسيحية لن يكون سوى بوحدة الكنيسة، فهى رعية واحدة لراعٍ واحد، ويكون الجميع واحدًا». وأثارت تصريحات وكتابات روفائيل استنكار ممثلى الكنائس الأخرى، الذين اعترضوا على مضمون حديثه، القائل إن مفهوم المسيحية لن يكون إلا من خلال كنيسة واحدة، وهى دعوة للانضمام إلى الكنيسة الأرثوذكسية، فيما اعتبرت مصادر كنسية إن «الأنبا روفائيل يسير على نفس خُطى سلفه الأنبا بيشوى، الذى حفلت حياته بمعارك مع الكنائس الأخرى، خاصة الإنجيلية، التى اتهمها فى مؤتمر العقيدة بالفيوم فى عام 2009، بأنها تخطط لغزو الكنيسة القبطية، ومحوها، وتحويل الأرثوذكس إلى إنجيليين». وتسببت التصريحات السابقة للأنبا بيشوى فى إثارة غضب الكنيسة الإنجيلية، التى وصفت حديثه بأنه «مهاترات وخزعبلات»، وقال رئيس الطائفة الإنجيلية وقتها، الدكتور صفوت البياضى «لا أحب الدخول فى مهاترات الأنبا بيشوى، وهو أثبت أن الوحدة بين الكنائس التى يتحدث عنها فى كل مكان، لا تتعدى كلامًا فى الهواء، لاكتساب شعبية جماهيرية، لكننى أقول له: عندما تكون قويًا فى عقيدتك لن تخشى أحدًا». وشن الأنبا روفائيل هجومًا عبر حسابه على موقع «تويتر» مؤخرًا، ضد ما أسماهم «مدعى عدم وجود الكهنوت فى المسيحية»، بقوله إن «من يقول بأن الكهنوت عام لكل المسيحيين، مردود عليه بإجابتنا بأنه لو كان تحديد عدد من تلاميذ المسيح رسلًا ليمارسوا عمل الكرازة فقط، دون صلاحيات كهنوتية؛ يكون حينئذ المؤمن العادى غير مطالب بالكرازة، وهذا يخالف الحق الكتابى، فقد شارك الكل فى البشارة بالإنجيل». ومن جانبه، علق القس رفعت فكرى، رئيس مجلس الإعلام والنشر بالمجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية، على تصريحات روفائيل، بقوله إن «اختيار المسيح للتلاميذ والرسل كان لأجل خدمة توصيل رسالته وتعاليمه، وأما عن كهنوت جميع المؤمنين، فيعنى أنه ليس هناك شخص مقرب أكثر من غيره لدى الله، دون فارق بين رجل وامرأة، فلا وسيط مع الله».
وأضاف فى تعليقه على شفاعة القديسين داخل الكنيسة القبطية، أن «الشفاعة تكون من خلال أحياء لأجل أحياء، أى صلاة المؤمنين لأجل بعضهم البعض، وليست شفاعة بأموات»، مؤكدًا أن «المسيحيين لهم حق الاطلاع على العقائد التى تتبناها الكنائس كلها، ولهم حق اختيار ما يريدون دون تسلط»، وأشار إلى أن «الوحدة المقصودة بين الكنائس لا تعنى أن يصبح الإنجيليون أرثوذكس، أو العكس، وإنما وحدة الفكر واحترام التنوع»، ووجه رسالة إلى الأنبا روفائيل «الأمور العقائدية تناقش على طاولة مجلس كنائس مصر، وليس فى العلن، لأن الهجوم العلنى يضر أكثر مما يفيد».