*هرب من مصر قبل 30 يونيو ليصبح همزة الوصل بين الجماعة الإسلامية والحرس الثورى *تركيا جندت أسامة حافظ وعبدالماجد والزمر.. والإيرانيون اختاروا «الإسلامبولى الصغير » *وليد الغمرى: شوقى الإسلامبولى أكبر جامع أموال للجماعة الإسلامية على «شرف » أخيه قاتل السادات بعد نجاح ثورة الملالى التى أطلقها الخومينى من باريس، ونجحت فى الإطاحة بحكم الشاه،كان أول ما قاله لحشود المجتمعين لاستقباله فى مطار العاصمة: «لو لم يكن لدينا مشروع خاص بنا سنصبح جزءًا فى مشاريع الآخرين » بعد أكثر من 40 عامآ يسمع الإيرانيون كام الخمينى،ويضعون أقدامهم وإعلامهم ورجالهم وأجهزة استخباراتهم فى كل نقاط التوتر حول العام، العراق،باكستان، سوريا ولبنان، وفى مصر أعتقد الإيرانيون أن مجىء الإخوان فرصتهم الكبرى لتطويق مصر، والتقى بالفعل قاسمى سليمانى رئيس الاستخبارات الإيرانية بعاصم الحداد وأبدى استعداده لمساندة الإخوان فى تشكيل «حرس ثورى » يستطيع مناوأة وإزاحة أجهزة الدولة الوطنية، سقط مرسى، لكن المخابرات الإيرانية التى تضع شعاراً لها عبارة عن الكرة الأرضية محاطة بالنفوذ الشيعى، بحثت عن رجل جديد يصبح ورقة ضغط ونفوذ لها فى الداخل المصرى، رجل يتمتع بعلاقات واسعة مع قوى التطرف، وكان هذا الرجل هو محمد شوقى الإسلامبولى المقيم حالياً فى طهران متمتعا برعاية بلا حدود.. هنا نحن نكشف كل التفاصيل عن شقيق خالد الإسلامبولى وما يفعله ويخطط له. البداية كانت فى هروب قيادات جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية فى اعقاب 30 يونيو، وبينما انغمس بعضهم التخطيط والتجهيز لمؤامرات عدائية ضد مصر وشعبها، يحاول البعض الآخر الاحتماء فى أحضان أجهزة استخباراتية أجنبية تتصيد أى مصرى ليكون ورقة رابحة لهم للضغط السياسى على الدولة المصرية لتحقيق مصالح خاصة. وعلى سبيل المثال انتهزت تركيا وجود معظم قيادات الجماعات الإسلامية وعلى رأسهم رفاعى طه ومجدى سالم وآخرون لوصف مصر بأنها تطرد الإسلاميين وأنها توفر لهم الملاذ. وعلمت «الصباح» من مصادر أمنية خاصة وجود تواصل بين أجهزة أمنية إيرانية وعدد من كوادر العناصر الإرهابية، التى هربت من مصر بعد سقوط حكم الإخوان، خاصة عناصر الجماعة الإسلامية، ومنهم محمد شوقى الإسلامبولى شقيق خالد الإسلامبولى المتهم الأول فى قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، والذى صدر عليه حكم بالإعدام، وأقام شقيقه فى إيران لسنوات طويلة حتى عاد بعد ثورة 25 يناير ومعه أسرته. وذكرت التقارير أن محمد شوقى الإسلامبولى، هرب خارج مصر قبل أحداث 30 يونيو وفقًا لمعلومات استخباراتية إيرانية تلقاها، وغادر هو وأسرته إلى تركيا ومنها إلى طهران من جديد، وأنه طلب من بعض قيادات الجماعة الإسلامية السفر خارج مصر معه، وخاصة القياديان رفاعى طه وأسامة الغمرى، بينما تم القبض على القيادى مصطفى حمزة، وأصبح الإسلامبولى الصغير الآن هو همزة الوصل بين التنظيم الدولى للإخوان والمخابرات الإيرانية. التقارير أوضحت أن الأجهزة الأمنية الإيرانية أرادت أن تسمح للإسلامبولى الصغير وعدد من رفاقه بالإقامة فى طهران حتى تملك بعض أوراق اللعب التى تمكنها من التحاور مع مصر، فى إطار المساعى الإيرانية لإعادة العلاقات الدبلوماسية أو رفع مستوى التمثيل الدبلوماسى، إلا أن الجانب المصرى لم يهتم كثيرًا بالقيادات الإرهابية التى هربت من مصر إلى طهران. وأشارت التقارير الأمنية المصرية إلى أن إيران رفضت إقامة عدد من هذه القيادات ومنهم محمد مختار الذى قرر الذهاب إلى بريطانيا، وأن عملية هروب صفوت عبدالغنى إلى السودان ومنها إلى إيران فشلت، وتم القبض عليه بالقرب من الحدود «المصرية - السودانية»، والجانب الإيرانى مازال يتحفظ حتى الآن على فكرة فتح الباب على مصراعيه أمام الهاربين من مصر. «الصباح» حاولت التأكد من تلك المعلومات الأمنية، فى محاولة لكشف مخطط الإسلامبولى وجماعته الذين يحتمون بالمخابرات الإيرانية ضد مصر، ومعرفة تفاصيل ما ينوون عليه من مخططات إرهابية تهاجم مصر فى الفترة الحالية. من جانبه قال الشيخ وليد الغمرى، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية وعضو حركة تمرد الجماعة الإسلامية، إن الجماعة تربطها علاقات واسعة مع المخابرات الإيرانية من بعد العام 1981، لأنهم يتلقون منهم تمويلًا لوجستيًا وماديًا كبيرًا من الدولة الشيعية، كما أن طهران هى من أوت أعضاء الجماعة الإسلامية الذين شاركوا فى الجهاد بأفغانستان من الهجوم الأمريكى ضدهم. ويضيف الغمرى، «لكن إيران باعت أعضاء الجماعة بسبب مصالحها السياسية مع مصر، فقد سلم الحرس الثورى الإيرانى الشيخ مصطفى حمزة القيادى بالجماعة الإسلامية إلى مصر مقابل إقامة مركز ثقافى إيرانى»، ولذلك عندما أتى أحمدى نجاد رئيس إيران السابق إلى مصر فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، قام رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بانتقاد مرسى بل وهاجمه على تلك الخطوة، كرد فعل على ما فعلته إيران معهم قديمًا. ونوه عضو تمرد الجماعة الإسلامية، بأن محمد شوقى الإسلامبولى كان معتقلًا فى تركيا، وعندما أفرج عنه وافقت ايران على استقباله، لكنه ليس أمير الجماعة فى الوقت الحالى، لأن رفاعى طه هو الأقوى تنظيميًا منه والأولى بالإمارة، لكن محمد شوقى دوره يقتصر فقط على أنه أكبر جامع للأموال فى الجماعة الإسلامية، وأنه يستغل فى ذلك سمعة أخيه خالد الإسلامبولى قاتل الرئيس الراحل أنور السادات، معتبرًا أن الجماعة دورها أصبح ينحصر فقط فى إطلاق فتاوى إرهابية من قبل قياداتهم كأسامة حافظ، وعاصم عبدالماجد، وطارق الزمر، والذين يعتبرون أن ما يحدث فى مصر حرب ضد الإسلام، وينقلون خبراتهم فى العنف لشباب الإخوان المسلمين المتحمسين، ولا تزال جهات التحقيق تحاول كشف ملابسات تورط الجماعة الإسلامية فى الاعتداء على الأقباط والكنائس بعد عزل مرسى. فى السياق ذاته، قال القيادى الجهادى محمد أبوسمرة، إن هناك عداوة بين إيران وبين التيارات الإسلامية فى مصر، خاصة بعد عزل الرئيس مرسى، وذلك لأن المراجع الإيرانية كانت تراهن على الشيعة المصريين وأنهم سينتفضون لنصرة إيران، لكن هذا لم يحدث، وأضاف أبوسمرة: «عندما رفضت تركيا مساعدة الأكراد لدخول «كوبانى» عين العرب، قامت أمريكا بتوجيه تهم لتركيا بأنها تأوى بعض الهاربين من قوائم الإرهاب، لذلك قامت تركيا بضربة استباقية لتفويت الفرصة على أمريكا وألقت القبض على محمد شوقى الإسلامبولى الذى كان يقيم على أراضيها ومعه قيادات أخرى». أبوسمرة قال: إن علاقاته مع قيادات إيرانية أكدت له إن إيران تعتبر ما حدث فى مصر «إنقلاب عسكرى»، وأنها تحاول إعادة فتح اللعبة من جديد مع مصر من خلال استقبالها لبعض الهاربين من مصر. على الصعيد الأمنى، قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية سابقًا، أن إيران تلاعب تحاول اللعب مع مصر سياسيًا من خلال دعمها للجماعات الإسلامية، وأكبر دليل على ذلك هو ما تفعله من ضغط سياسى مع حزب الله فى سوريا ولبنان، منوهًا بأن ألاعيب إيران لن تكون فى صالح مصر أبدًا. وأوضح نور الدين أن قادة إيران يعتبرون أن مصر خرجت بعد تولى السيسى من وطأة وسيطرة أمريكا لهذا فهم يحاولون فتح العلاقات معنا بأى طريقة، لأننا نملك مفاتيح دول الخليج وتربطنا علاقة قوية بهم ولن يستطيعوا دخول الخليج إلا عن طريق مصر، مشيرًا إلى أن المخابرات الإيرانية تعد من أخطر الأجهزة عالميًا، كما أنها قامت بأدوار فى ثورة 25 يناير، وهؤلاء الإرهابيون إن استقروا فى إيران ستحقق مكاسب سياسية من رفع المستوى الدبلوماسى ودفع العلاقات مع الدول العربية، وأنه علينا الحذر منهم.