ترددت أنباء قوية عن قرب عودة محمد شوقى، شقيق خالد الإسلامبولى، المتهم الرئيسى فى قضية اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، بعد رحلة هروب تمتد ل 24 سنة. وأشارت الأنباء الى أن الجماعة الإسلامية طلبت من شوقى عدم مغادرة إيران لأى دولة أخرى إلا مصر، خاصة أن حياته مهددة بالقتل، لأن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تنتظر خروجه إلى الحدود الباكستانية أو العودة إلى أفغانستان، حتى تتمكن من اصطياده. وأضافت أن قرابة 25 قياديا من الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد غادروا إيران فى الفترة الأخيرة، بعد أن أبلغتهم السلطات الإيرانية بأنهم غير مرغوب فى وجودهم، إلا أن «الإسلامبولى» تأخر فى المغادرة لسوء حالته الصحية. وقالت مصادر مطلعة إن الإسلامبولى وعدداً من الإسلاميين الذين كان يتعقبهم النظام السابق، سوف يصلون خلال ساعات من إيران على الخطوط الإماراتية عن طريق دبى. وأوضحت أنه تم تخيير العائدين ما بين تركيا أو أي بلد آخر لكنهم اختاروا مصرخاصة بعد التغيير السياسى الذي تشهده حاليا عقب الثورة وسقوط مبارك وعدم وجود خطورة علي حياتهم في حالة عودتهم. يذكر أن محمد شوقى الإسلامبولى هو الشقيق الأكبر لخالد الإسلامبولى الذى قام بقتل الرئيس المصرى السابق أنور السادات، وهرب من مصر فى مطلع الثمانينات بعد التضييق الأمنى عليه. وكان محمد شوقى الإسلامبولى قد حُكم عليه غيابياً بالإعدام فى ظل النظام السابق فى قضية العائدين من ألبانيا و تعرض لأزمة قلبية حادة مما جعل السلطات الإيرانية تسمح بعلاجه. من جانبه قال ناجح إبراهيم، القيادي بالجماعة الإسلامية إن هناك صعوبات تواجه عودة محمد الإسلامبولي، شقيق خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس السابق أنور السادات؛ من إيران إلى مصر. واضاف "أن قرار إيران بطرد قيادات الجماعة الإسلامية الذين دخلوا إيران عقب الغزو الأمريكي لأفغانستان، خاصة الجهاديين منهم، جاء في إطار مساعي إيران لتوثيق العلاقات بينها وبين مصر، مؤكدا ان وجوده في إيران كان وجوداً مثالياً له رغم أن إقامته هناك كانت محددة.". وكانت والدة الإسلامبولي طلبت من نجلها شوقي عدم مغادرة إيران لأي دولة أخرى، وأن يحاول البقاء بقدر المستطاع في إيران، لأنه لو خرج إلى باكستان فسوف يتعرض للتصفية من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكيةوالباكستانية، وحذرت الأسرة نجلها أيضاً من الخروج إلى أفغانستان أيضاً". ومحمد شوقي الإسلامبولي هو الشقيق الأكبر لخالد الإسلامبولي وأستاذه، ويبلغ من العمر الآن 57 عاماً، و لم يشارك في عملية اغتيال السادات منذ لحظة التخطيط حتى لحظة التنفيذ، لأنه في ذلك الوقت كان معتقلاً ضمن حملة الاعتقالات التي شنها السادات في سبتمبر 1981. واستطاع شوقي الإسلامبولي الهروب إلى أفغانستان، وشارك هناك في عمليات الإغاثة أثناء الحرب مع السوفييت، وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان وصل شوقي إلى الحدود الإيرانية ودخل إيران وظل هناك محدد الإقامة لما يزيد عن 24 عاماً، وهو يعاني من أمراض في القلب. و هناك محاولات حثيثة تبذلها الجماعة الإسلامية مع مسئولين مصريين لإسقاط الأحكام على شوقي الإسلامبولي أو إعادة إجراء المحاكمة، خاصة أن مشكلة شوقي فقط أنه شقيق خالد الإسلامبولي، فهو لم يرتكب أي أعمال عنف طوال حياته، ولكن هذه المحاولات ربما تأخذ وقتاً. وكانت أسرته قد عادت إلى مصر عبر مطار القاهرة الدولي ، وذلك بعد غياب دام أكثر من 23 عاماً قضتها الأسرة متنقلة من دولة إلى أخرى. وجاءت عودة الأسرة بعد تنسيق مع المجلس العسكري والمخابرات المصرية التي وافقت على عودتهم إلى مصر، خاصة أنه لم تكن أسماؤهم مدرجة على قوائم ترقب الوصول. وحضر من أبناء محمد شوقي الإسلامبولي نجله الأكبر خالد وزوجته وطفلاه إيمان وعبدالرحمن، كما حضر أيضاً معه أشقاؤه أحمد وسمية وفاطمة، بينما بقيت شقيقتهم الكبرى خديجة المتزوجة من نجل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل.