ناشط قبطى: فى كل عام ما بين عيدى القيامة والعنصرة يحرص معظم الأساقفة على السفر لأوروبا وكنداوأمريكا.. وتبرير ذلك بجمع التبرعات أو الرعاية خداع للأقباط نادر صبحى: الأنبا بولا يسافر إلى الخارج أكثر من سفره إلى إيبراشيته فى طنطا بدأ رجال الدين فى الكنيسة الأرثوذكسية والمعروفون ب«الأكليروس»، موسم السفر إلى أوروبا وأمريكا، والذى يتكرر كل عام، فرغم تعدد وجهات الآباء والأساقفة، إلا أن سبب بعض السفريات معلن وبعضها الآخر يظل خفيًا، لكن الأغلب فيها يندرج تحت بند الزيارات الرعوية، والبعض الآخر يندرج تحت بند العلاج فى الخارج، وهناك من يتساءل من أين يأتى الأساقفة بمصاريف الرحلات المكلفة التى يقومون بها بصفة دورية؟ وهو ما حاولت «الصباح» الإجابة عنه فى السطور القادمة. موسم السفر، بدأ برحلة البابا تواضروس إلى الإمارات العربية المتحدة والتى تمت خلال الأسبوع الماضى، تلبية لدعوة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والتى وجهها للبابا فى شهر يناير الماضى عبر سفير دولة الإمارات محمد بن نخيرة الظاهرى، الذى زار البابا فى المقر البابوى فى إبريل من العام الماضى، لتقديم واجب العزاء فى ضحايا حادث الخصوص والكاتدرائية، فضلًا على لقائه برئيس الدولة وولى العهد، تلبية للدعوة التى تم تقديمها له. سفر البابا إلى الخارج لا تشوبه شائبة، فهو بطريرك الكرازة المرقسية فى جميع دول العالم، لكن تبقى المشكلة فى السفريات المتكررة التى يقوم بها الأساقفة إلى أوروبا وأمريكا وخاصة فى الإجازة الصيفية، حيث تدور علامات استفهام حول أسبابها ومن يتحمل تكلفتها؟ البعض يبرر تلك السفريات بأنها لأغراض رعوية، على الرغم من أن أقباط بلاد المهجر لهم أساقفة وكهنة يعيشون بينهم، فلماذا يترك أساقفة مصر رعاياهم المحليين ويهاجرون لتقديم الرعاية لمن هم خارج حدودهم؟! ويعد من أبرز الأساقفة دائمى التردد على أوروبا وأمريكا خلال الفترة الأخيرة، الأنبا بسنتى أسقف حلوان، وتاسونى إيمان مساعدته فى كندا، والأنبا صرابامون أسقف دير الأنبا بيشوى، والذى سافر إلى كاليفورنيا، وكذلك الأنبا روفائيل والأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى، والأنبا بولا، والأنبا باخوميوس أسقف البحيرة ومطروح، دائم التردد على أمريكا، أيضا الأنبا داود والمتواجد فى فرنسا، والأنبا موسى والأنبا مكاريوس المتواجدان فى أوروبا. الأسباب غير المعلنة لتلك السفريات كثيرة، وأهمها هو تلقى العلاج فى أفخم المستشفيات فى الخارج لأمراض قد تعد بسيطة يمكن علاجها فى مصر، حيث أكد مصدر مطلع من داخل الكنيسة ل«الصباح»، أن الأنبا روفائيل سكرتير المجمع المقدس، يسافر بشكل منتظم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لتلقى العلاج من فيروس سى وتليف الكبد، كما أن روفائيل قام بعملية زرع كبد فى أمريكا مما يستلزم بقاؤه هناك للمتابعة. وحول عدم جدوى الأسباب المعلنة فى إقناع شعب الكنيسة، أكد إيهاب شنودة، ناشط قبطى، ومن أقباط المهجر ل«الصباح»، أنه فى كل عام وخلال الفترة ما بين عيد القيامة وعيد العنصرة، يحرص معظم الأساقفة على السفر لأوروبا وكنداوأمريكا، فالبعض يسميها رحلات رعوية، والبعض يدعى أنها تهدف لجمع التبرعات، مضيفًا: «أعيش فى لوس أنجلوس وأسقفنا هو الأنبا سرابيون، وعلى مدى عشرين عامًا رأيته مرتين فى كنيستين، وقد تمضى 3 سنوات قبل أن يزور الأسقف الكنيسة المجاورة لمنزله، وبخصوص الكهنة بالكنيسة، فالمرة الوحيدة التى اتصل بى أحدهم كانت لإرسال نقود ودواء لأخيه بمصر» على حد قوله، ويتساءل شنودة قائلًا: «إذا كان الأسقف المعين بأمريكا لا يتابع رعيته، فهل الأسقف الزائر سيفعل ذلك ؟». وفيما يخص جمع التبرعات يقول: «الأساقفة والكهنة فى أمريكا حريصون على أموال كنائسهم لتوسعتها وإقامة مشاريع تعود بالنفع على رعاياها، وليس لديهم فائض ليعطوه للأساقفة الزائرين، والعديد من الكنائس هناك تقترض من الشعب وتعطيهم نفس فائدة البنك لتمول التوسعات فى الكنائس، وبعض الكنائس لديها ضائقة مالية، وفى إحدى المرات رفض كاهن كنيستى قيامى بإرسال العشور لمصر، وقال لى أنت تخدم فى أمريكا إذن عشورك يكون للكنيسة هنا». لافتًا إلى أن من يتحدث عن جمع تبرعات عليه أن يثبت ذلك بالتحويلات البنكية لأن نقل أكثر من 10 آلاف دولار نقدًا إلى أمريكا أو خروجًا منها يعتبر غسيل أموال.
ويستغرب شنودة من ظاهرة علاج الأساقفة بالخارج، متسائلًا: «لماذا لا يتم علاجهم بمستشفيات القطاع الخاص فى مصر؟ هل كان الرهبان قبل سيامتهم يتلقون علاجهم فى الخارج؟ هل الإنجيل يقول الراعى يبذل نفسه عن الرعية أم العكس؟». وأضاف شنودة قائلًا: «توجد لدينا كنائس فى باكستان وتنزانيا وليبيا والجزائر، لماذا لايقوم هؤلاء الأساقفة بزيارتها بدلًا من كنداوأمريكا، ويتابع قائلًا: «الأم تريزا تركت أوروبا لتخدم فقراء الهند، والأم هيلين تركت هولندا لتخدم فى طما بسوهاج، فلماذا لا يفعل هؤلاء الأساقفة مثلهم ويذهبون فى رحلات رعوية إلى الدول الفقيرة». الجدير بالذكر أن الأنبا بولا سافر إلى أمريكا فى رحلة «أحوال شخصية» لحل المشكلات الخاصة بالزواج والطلاق، حيث إنه مسئول عن هذا الملف فى مصر والخارج، حيث يقول نادر صبحى ناشط قبطى، أن الأنبا بولا يسافر إلى الخارج أكثر من سفره إلى ايبراشيته فى طنطا، والتى يفتقد أقباطها رعايته، ويتساءل صبحى كيف يترك الأنبا بولا ملفات الأحوال الشخصية المتراكمة هنا بالآلاف، ويذهب إلى الخارج، مشيرًا إلى أن تعدد السفريات للأساقفة هو إهدار لأموال الكنيسة. وعلى جانب آخر، قال كمال زاخر منسق التيار العلمانى ل«الصباح» إن الأساقفة عندما يسافرون إلى الخارج فإنهم لا يسافرون لقضاء الإجازات، فالأسقف هو أب وسفره للخدمة فى الخارج يتم بإذن من البابا بطريقة منظمة، ومن يرى غير ذلك فليذهب للمجلس الملى لمناقشة هذا الأمر، وتابع: «بالنسبة لعلاج الأساقفة فى الخارج فإن الشخص عندما يكون أبوه مريضًا يعالجه بكل طرق العلاج المتاحة، وهذا ينطبق على الأساقفة الذين يتلقون العلاج فى الخارج لأن الأسقف أب، وهذا أقل ما يقدم له من أبناء إيبراشيته». وفى نفس السياق، اعتبر الدكتور مينا مجدى منسق اتحاد شباب ماسبيرو أن سفر الأساقفة للخارج لو كان بهدف الرعاية فلا مشكلة فيه، لكن مازال جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا وإفريقيا مفتقد للرعاية، ولم يقم بزيارته أى أسقف حتى الآن، مشيرًا إلى أنه من غير المقبول أن يترك الأسقف إيبراشيته ويسافر للخارج للرعاية، إلا إذا كانت هناك حاجة شديدة لذلك. mal;�oa@�H��-family:Muna-Normal;mso-hansi-font-family:WinSoftPro-Medium'من جانبه يقول المستشار القانونى للكنيسة الأرثوذوكسية، رمسيس النجار ل «الصباح» إنه لا يجوز إعطاء تصريح بالزواج الثانى إلا وفق تعليمات الكتاب المقدس ولا يمنح ذلك التصريح لمن أخطأ، وكشف النجار أن أعداد من يطلبون التصريح بالزواج الثانى لا يتجاوزون 1500 حالة، مرجعًا الأزمة إلى سوء الاختيار وداعيًا الشباب إلى التريث فى الاختيار وإجراء الكشوف الطبية اللازمة قبل الزواج.
ومن جانبه نفى القمص رويس عوض وكيل المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية ل«الصباح» صحة ما يتردد بأن عدد حالات الزواج الثانى فى الكنيسة تقدر بمئات الآلاف، كاشفًا أن الملفات التى بين يدى مسئولى الإكليركى 5 آلاف حالة فقط لا غير. وأضاف أن المسألة بالنسبة للكنيسة محسومة وفى النصوص الدينية «من البدء خلقهما ذكر وأنثى» و « لا طلاق إلا لعلة الزنى»، ولن تخالف الكنيسة هذه النصوص مهما حدث -بحسب قوله-. ويتابع : الكنيسة حددت خمس حالات لإعطاء تصريح ثانٍ للزواج وهى «الانحراف تغيير الدين، المرض النفسى، العجز الجنسى، الإكراه فى الزواج». ولابد لهذه الحالات أن يتم إثباتها بحكم المحكمة، وما عدا ذلك ليست هناك حلول لدينا.
ويؤكد وكيل المجلس الإكليريكى أن من يريدون تصريحًا بالزواج الثانى غير الحالات الخمس ليس لديهم أى حق، وبشأن شهادة تغيير الملة فإنها لاتوجد لها قيمة لدينا - بحسب تعبيره- إلا فى حالة واحدة أن تكون هذه الشهادة مدروسة لدينا وينطبق عليهم الشروط الخمسة السابقة.