الاقباط يواجهون المتاعب والمشاكل ولكن داخل اطار مشاكل ومتاعب تواجه المجتمع كله.يذكر ان الثورة اكدت للاقباط ان الخارج لن يقوم بحمايتهم لانه يبحث عن مصلحته فقط، فهب الاقباط ينتقدون ويرفضون اى تقارير خارجية تنتقد او تتحدث عن اضطهاد يتعرضون له فى مصر، لانهم عرفوا الخطر الحقيقى الذى يواجه المجتمع كله وليس هم فقط. الاقباط الذين لم توحدهم الانتخابات الرئاسية وفرقهم الاختيار بين المرشحين، وحدهم تقرير الخارجية الامريكية للحريات الدينية بالرغم من انه يطالب بمزيد من الحرية لهم، لكنهم ادركوا اللعبة وكيفية ادارتها فى الغرب لتفتيت مصر، فكان لنا هذه الجولة لاستطلاع آراء نشطاء الاقباط والكنائس والحقوقيون عن هذا التقرير المشبوه. كانت اللجنة الأمريكية المعنية بالحريات الدينية في العالم أصدرت الاسبوع الماضى تقريرها السنوي عن حالة الحريات الدينية في العالم للعام 2014، هذه اللجنة هي إحدى اللجان الفيدرالية ذات الطبيعة الاستشارية، وقد تم إنشاؤها وفقا لقانون الحريات الدينية الأمريكي، وذلك بهدف متابعة انتهاكات الحريات الدينية في الدول الأخرى. اللجنة أوصت في تقريرها الصادر بمناسبة مرور خمسة وعشرون عاما على تأسيسها عام 1998 باضافة مصر الى الدول التى تنتهك فيها الحريات الدينية، وأوصت ايضا بضرورة ربط المعونة التى تقدم الى مصر بالتقدم فى الحريات الدينية. تواصلنا مع مينا مجدى منسق اتحاد شباب ماسبيرو، الذي أعرب عن رفض الأقباط التدخل فى شئون مصر واستعمال المعونة كأداة لتهديد مصر، موضحا: "توصيف ان مصر يوجد بها اعتداء على كنائس وان هناك مشاكل تواجه المسيحيين حقيقى، لكن هذا ليس على المستوى الحكومى لكن يحدث من أفراد في المجتمع، فليس لدينا مشكلة فى التوصيف لكن مشكلتنا مع التوصيات، فلأول مرة يتم التلويح بالمعونة فى موضوع الاقليات فى مصر من قبل التقارير التى تصدر من الادارة الامريكية، كما أن توصيف مصر فى التقرير بانها مصدر قلق هو توصيف غير صحيح وقد يؤثر هذا على الحالة الاقتصادية والسياحية فى مصر، ويعطى انطباع للخارج ان المسيحيين يذبحون فى الشوارع، والحقيقة أننا كأقباط نرفض مثل هذه التهديدات التى ترد فى تقارير الادارة الامريكية." أما بالنسبة للجمعيات الحقوقية فيعتبر نجيب جبرائيل الناشط القبطى ورئيس منظمة حقوق الانسان المصرية أنه لا يمكن ان يقبل الأخباط مثل هذه التقارير، متسالا: "منذ متى وامريكا تدافع عن الاقباط؟ واين كانت عندما قتل الشباب المسلم والمسيحى فى الصعيد على يد أصدقائها الاخوان؟ .. ويتابع جبرائيل فى تصريحات خاصة ل" الصباح: "امريكا لها مصلحتها الخاصة فقط وهى تقول انها ضد الارهاب وهى تمول الارهاب عن طريق مساندتها للاخوان، نحن نرفض التقرير الامريكي والاقباط سيظلون صامدون مع الثورة المصرية مهما حدث" جبرائيل قال انهم كمنظمة حقوقية سيصدرون بيانا يرفضون فيه هذا التقرير جملة وتفصيلا، وفى نفس السياق تسآل ممدوح رمزى الناشط القبطى وعضو مجلس الشورى السابق: "لماذا لم تصدر الادارة الامريكية تقارير تنتقد ممارسات الاخوان ضد الاقباط فى فترة حكمهم رغم حرق الكنائس وقتل الاقباط ؟" مؤكدا ان الانتهاكات التى حدثت للأقباط منذ ثلاث سنوات لم تكن حكومية ولكنها حدثت بواسطة افراد ينتمون للتيارات الدينية المتشددة. هاني الجزيري مدير مركز المليون الحقوقى قال للصباح إنهم سيردون على هذا التقرير عن طريق ارسال مذكرة للسفارة الامريكية يرفضون فيها تدخلهم السافر فى الشئون المصرية، مضيفا: " يجب ان يرد الاقباط كأفراد على هذا التقرير، وارفض ان تقوم الكنيسة بالرد عليه لأنه لا يستحق هذا الشرف" الجزيرى اعتبر ان التقرير "قلة ذوق وبجاحة" لن ينسى الأقباط دفاع امريكا عن الاخوان وتمويل اوباما لهم بعشرات المليارات لهدم مصر، مؤكدا: الاقباط هم أول من يرفض المعونة الامريكية. من جانبهم شاركك اقباط الخارج أشقائهم في الداخل فى رفض التدخل الامريكى في الشأن المصري، حيث أعرب عدد من أقباط النمسا عن رفضهم الشديد لتقرير الحريات الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، وقال بطرس حكيم، رئيس اتحاد المصريين فى النمسا إن أقباط مصر يرفضون أي تدخلات أو وصاية من الخارج، خاصة من الولاياتالمتحدة التي لا تحمى إلا مصالحها وتستخدم ورقة الأقليات للضغط على الدول، بينما تمارس هي انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، مضيفا "لا يمكن الوثوق بالإدارة الأمريكية أو المؤسسات التابعة لها بعد موقفها المناهض لثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2013" اما عن الموقف الكنسى فقال الانبا انطونيوس اسقف الجيزة للأقباط الكاثوليك فى تصريحات ل" الصباح " أن على مجلس كنائس مصر الرد على هذا التقرير واتخاذ موقف صارم ضده، مستغربا من تدخل وزارة الخارجية الامريكية بما يحدث داخل فى مصر، فالاقباط عندما يحدث معهم شىء يتجهون الى مؤسسات الدولة والقنوات القضائية الشرعية لاسترداد حقوقهم، ولا يفكرون فى ان يأخذ لهم حقوقهم دول اجنبية، ويتابع اسقف الكاثوليك: "الدفاع عن حقوق الاقليات لا يأتى بضغط من الخارج" الكنيسة الانجيلية اتخذت نفس الموقف عن طريق متحدثها الرسمى القس رفعت فكرى، الذي قال ل الصباح: اقول لأمريكا العبوا غيرها ، ليس لكم شأن بمصر ومشاكلها الداخلية، ولابد من ان تقوم الحركات القبطية ومؤسسات حقوق الانسان بدورها فى الرد على هذا التقرير المسيء، والبدء فى حل كل المشاكل الداخلية لانه سيكون خير رد على مثل هذا التطاول."
من جانبه يقول الناشط والمحامى القبطى ايهاب رمزى أن مصر الآن لديها مشروع قومى هو الحرب على الارهاب، ولا يمكن ان نخرج عن الاجماع الوطني الذي يواجه قوى الظلام، متابعا: " لابد ان يكون هناك رفض من الكنيسة ومن الشعب القبطى والمصرى لمثل هذا الافلاس السياسى الامريكي، فواشنطون تحاول الحصول على ورقة ضغط جديدة بعد فشل مشروعها مع الاخوان وبعد افتضاح أمر مؤامراتها مع الجماعة، لكني اقول لامريكا الضغط على مصر لن يجدى بشىء فأبواب الأقباط موصدة أمامكم.
وقال بطرس حكيم رئيس اتحاد المصريين فرع مدينة (جراتس) إن أقباط مصر يرفضون أى وصاية من الخارج، خاصة من الولاياتالمتحدة التى لا تحمى إلا مصالحها وتستخدم ورقة الأقليات للضغط على الدول، بينما تمارس هى انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، واختتم بقوله: ''لا يمكن الوثوق بالإدارة الأمريكية أو المؤسسات التابعة لها بعد موقفها المناهض لثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2013''