- المتهم يعترف: جلبت لى العار بعد أن سرقت أصدقاءها وأهالى القرية.. رغم عدم حرمانى لها من أى شىء التربية تسبق التعليم، هذا ما تعلمناه فى مدراسنا، لكن يبدو أن مفهوم التربية أصبح معكوسا عند بعض العقول العقيمة، التى تكشف هذه الحادثة عن أحدها، ففى هذه الجريمة قام عامل بقتل ابنته شنقا للتخلص من عارها وإدمانها سرقة الجيران والأصدقاء، ظنا منه أن الطريقة المثلى لإصلاح التربية الخاطئة هى القتل، ربما لأنه لم يعرف كيف يربى ابنته على الأخلاق القويمة، وربما أيضا لأنه لا يعرف أن حالة السرقة المتكررة هذه هى مرض عصبى يسمى «كليبتومانيا» يحتاج إلى العلاج وليس القتل. تحريات المباحث بدأت عندما عثر أهالى قريه طهنا الجبل بمركز المنيا على جثة فتاة شابة بالزراعات المجاورة للقرية. وتبين من تحريات البحث الجنائى التى أجراها العقيد أحمد نشأت مفتش مباحث مركز المنيا والمقدم عماد عبد الظاهر رئيس مباحث المركز، تبين أن المجنى عليها ربة منزل تدعى (فاطمه – م – ر) 20 سنة مقيمة بقرية طهنا الجبل، وأن المتهم بقتلها هو والدها (م – ر) 45 سنة عامل ليتخلص من العار الذى يلاحقه وعائلته بسبب سوء سلوكها واعتيادها السرقة والتسبب فى حدوث مشكلات له. يقول المتهم فى اعترافاته: إن ابنته جلبت له العار، فرغم أنه لم يحرمها من شىء منذ أن أنجبها، إلا أنه فوجىء بأنها تقوم بسرقة أصدقائها طوال الوقت، الذين عندما اكتشفوا ذلك منعوها من الخروج معهم. ولم تكتف فاطمة بذلك بل كانت تقوم بسرقة الجيران عندما تتردد عليهم داخل المنزل، مما يضطره هو إلى تسديد قيمة ما سرقته لهم. الأب القاتل قال إنه حاول أن يمنعها كثيرا من هذه السرقات، لدرجة أنه كان يعتدى عليها بالضرب، لكنها لم تمتثل، معتبرا أن تدليله لها فى الصغر هو السبب فيما وصلت إليه، وبعدما فشلت كل محاولاته فى إصلاحها قرر التخلص منها ومن أعبائها للأبد، موضحا: «قمت باستدراجها إلى المنزل وشنقتها بحبل حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ثم تركت جثتها وسط الزراعات، وبعد ثلاثة أيام اكتشف الأهالى الجثة وقاموا بإبلاغ المركز. أبدى المتهم ندمه على ما ارتكبته يداه من قتل ابنته، واعتبر أن الإعدام سيريحه من عذاب الضمير فى الدنيا، رغم أنه يظن أنه أنقذ إخوتها وأمها من عارها الذى لحقهم وسط أهالى القرية.
كان اللواء أسامة متولى مدير أمن المنيا قد تلقى إخطارا من العميد هشام نصر مدير البحث الجنائى باستقبال مستشفى المنيا الجامعى جثة ربة منزل. وتبين من تحريات البحث الجنائى التى أجراها العقيد المقدم عماد عبد الظاهر رئيس مباحث المركز، أن المجنى عليها «فاطمة – م – ر» 20 سنة، وأن المتهم بقتلها هو والدها «م – ر» 45 سنة. تم تحرير المحضر اللازم عن الواقعة، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى المنيا العام، وأخطرت النيابة العامة لتباشر التحقيقات.