- مصدر جهادى: 600 إرهابى من المرابطين يستعدون للانتقال إلى مدن القناة واستهداف منشآت عسكرية -أنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة يبايعون بلمختار زعيما لأنه الأقوى -منصور القواسمى: عناصر ليبية ساعدت المرابطين على دخول مصر عبر الممرات التى تهرب منها السلاح فى حين تواصل الحكومة حربها ضد جماعة «الإخوان» الإرهابية والتنظيمات المتفرعة منها، تسعى العديد من التنظيمات الإرهابية فى العالم العربى إلى زرع موطئ قدم لها فى مصر، ساعية إلى نشر الخراب، ويعد تنظيم «المرابطين» آخر تلك التنظيمات، والذى يسعى - وفقًا لمعلومات حصلت «الصباح» عليها - إلى تنفيذ عمليات إرهابية فى الفترة المقبلة، بعدما نقل زعيم التنظيم مختار بلمختار نشاطه من الصحراء الكبرى فى مالى إلى شرق ليبيا، واضعًا نصب عينيه التقدم إلى الحدود المصرية وتنفيذ عمليات إرهابية فى طول البلاد وعرضها.
مصدر جهادى مطلع كشف ل«الصباح» عن أن تنظيم «المرابطين» الجهادى، وزعيمه مختار بلمختار الملقب ب«الأعور»، قرر نقل نشاطه من الصحراء الكبرى إلى ليبيا، تمهيدًا لوجهة بلمختار التالية مصر، حيث يطمح للسيطرة على الشريط الساحلى الممتد من ليبيا إلى مصر، والسيطرة على منفذ السلوم مستعينًا بألف مقاتل من جنسيات مختلفة تم إدخال 600 منهم عبر الأودية والجبال التى تربط ليبيا بمصر، وتسكينهم بواحة سيوة، و400 آخرين، من المقرر إدخالهم خلال الأيام القليلة المقبلة، وتم توفير السلاح لهم من قبل الميليشيات الليبية فى مدينة درنة ومعاونة أبوحمزة الليبى، علاوة على المعلومات التى استقيناها من مصادر جهادية حصلنا على معلومات من تقارير أمنية صادرة عن بعثة الأممالمتحدة بمالى، والتى نفت مقتل «الأعور» زعيم تنظيم المرابطين وانتقاله إلى ليبيا، فى مفاجأة تهدد بنسف الاستقرار فى ليبيا ومصر على حد سواء. وأكد المصدر أن أغلب أعضاء تنظيم «المرابطين» من مالى والجزائر، وكون بلمختار مجلس شورى المرابطين، من 6 قيادات سابقة بتنظيم «القاعدة»، يتولون مسئولية التفاوض مع الجماعات الأخرى، ويعتمد عليهم بلمختار فى كل أمور التنظيم، مشيرًا إلى أن بعض أفراد التنظيم الذين دخلوا مصر سبق لهم السفر إلى أفغانستان ويساعدون أفراد التنظيم المتواجدين فى واحة سيوة حاليًا، عن طريق توفير بيوت آمنة فى مرسى مطروح والإسكندرية والشرقية، فمن المقرر أن يتم إدخال أفراد التنظيم على شكل مجموعات صغيرة تتألف الواحدة منها، من 5 أفراد بحيث يكون العدد النهائى لهم 120 مجموعة، موزعين على مستوى الجمهورية للقيام بعمليات نوعية، بينما سيتبقى مع بلمختار 400 فرد سيظلون معه فى ليبيا. وقال القيادى الجهادى السابق، منصور القواسمى ل«الصباح»، إن «بلمختار جاء إلى ليبيا ليس هربًا من الملاحقات الأمنية فى مالى فقط، ولكن لأنه يرى أن مشروع الإمارة الإسلامية التى طالما حلم بها، وقت أن كنا سويًا فى أفغانستان، عندما بدأت تظهر ملامحه من جديد بالتزامن مع سيطرة الميليشيات المسلحة، ووجود عناصر موالية له بين صفوف ثوار ليبيا، وبعضهم ساعده فى دخول الأراضى الليبية، ووفرت له ومجموعته السلاح وساعدوهم فى دخول مصر عبر الممرات التى يسيطرون عليها، وهى نفس الممرات التى يهرب منها السلاح ويعاون بلمختار، أبوحمزة الليبى، واسمه الحقيقى محمد عبدالله المقداد، وقد سبق له السفر للجهاد فى أفغانستان، وعاد مع قيام الثورة الليبية ليقود مجموعة من الأمازيغ». وتابع القواسمى: «أنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة، سيبايعون بلمختار إذا ما دخل مصر، لأن عدد تنظيم «المرابطين» أكبر، وتسليحهم ومواردهم المالية أضخم، لأنهم يحصلون على دعم من ميليشيات ليبيا التى يسيطر بعضها على آبار بترول حيث يتخذ المرابطون من ليبيا مقرًا للقيام بعملياتهم الارهابية ضد مصر، ودخول بلمختار مصر ورجاله إلى مصر وتعاونهم مع الجماعات الإرهابية يعنى كارثة بكل المقاييس». وأشار القواسمى إلى أن اختيار بلمختار لدولة ليبيا لتكون مركزًا لنشاطه الإرهابى، جاء لوجود العديد من الكتائب المسلحة التى تضم الآلاف من العناصر المسلحة، التى تنتظر القائد الذى يقودها فى الجهاد المسلح ضد أمريكا، ولأن بلمختار يرى فى نفسه أنه صاحب التاريخ الأعرق فى الجهاد، اختار ليبيا ومن خلالها يسيطر على باقى الجماعات المسلحة فى المنطقة، علاوة على حصول بلمختار على معلومات تفيد بأن تنظيم القاعدة فى أفغانستان يجهز حاليًا أميرًا جديدًا لقيادة جماعات أنصار الدين، فعرض نفسه عليهم، ولكنهم رفضوا فقرر السفر إلى ليبيا ليسيطر على تلك الميليشيات، ومنها ينتقل إلى مصر حيث هدفه الأول تأسيس إمارة إسلامية ومقرها سيناء. من جهته، قال خبير الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور على بكر، ل«الصباح» إن «مختار بلمختار عندما أسس جماعة المرابطين رفع شعار تأسيس الدولة الإسلامية من موريتانيا إلى مصر، وسعى للتنسيق مع الجماعات المسلحة فى عدة دول إفريقية وليبيا وسوريا، حيث نسق مع أنصار الشريعة فى ليبيا، ومع تنظيم القاعدة، إلا أن الأخير رفض التعاون، لكن رفض القاعدة لم يوقف تطلعات بلمختار فى جمع شتات كل الحركات المسلحة تحت راية المرابطين، ويسعى الآن وبكل قوة للتنسيق مع أنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة فى مصر، ولم يتضح بعد ما هى نتائج تلك المحاولات». وأكد بكر أن عقلية بلمختار لا يفهمها المقربون منه فهو شخصية متطرفة للغاية ومؤمنة بالفكر التفكيرى، مضيفًا: «فى ظل سيطرة الميليشيات الليبية على آبار البترول، فإن ذلك سيضمن للمرابطين الدعم المالى الكافى، وربما ينقل نشاطهم إلى مصر باستخدام ممرات بين الجبال، التى لا نعلم عنها شيئًا، خاصة أن عناصر هذا التنظيم تلقت تدريبها على يد قيادات تنظيم القاعدة، وأرجح ألا يدخل بلمختار بنفسه إلى مصر لأن شكله ولهجته معروفة لدى أجهزة المخابرات المصرية، وأنه ربما يختار بعض مساعديه لدخول مصر مستغلًا عدم معرفة الأمن بهم». فى السياق، قال الخبير العسكرى، اللواء محمود زاهر، ل«الصباح» إن هناك أجهزة مخابرات أجنبية تقف وراء تنظيم المرابطين، وتموله بشكل غير مباشر لضرب الاستقرار فى المنطقة، كنوع من أنواع الحرب بالوكالة، حيث تقوم هذه الأجهزة بتقديم الدعم اللوجيستى، أما دخول عناصر تنظيم المرابطين وتنسيقه مع أنصار «بيت المقدس»، هو أمر مفروغ منه، فالتنسيق دائمًا يكون بين الحركات الإرهابية مهما كانت الاختلافات، ولكن الى أى مدى وصل هذا التنسيق ونتائجه، هذا ما ستشكفه طبيعة تحركات تلك التنظيمات فى الفترة المقبلة. وتابع زاهر: بلمختار يسعى لجنى الأموال عن طريق الهجمات الإرهابية التى يقوم بها لصالح جهات أجنبية، أما بخصوص عدد الأفراد الذين دخلوا مصر من جماعته، فيحتاج إلى تدقيق، لأنه لا يمكن أن يستقروا فى الأماكن المكشوفة مثل واحة سيوة التى تعد مساحة مفتوحة، لكنها مراقبة بشكل جيد لقوات الأمن، وانتقالهم إلى مدن القناة مرهون بالمساعدات التى قد يتلقونها من جماعة الإخوان الراعى الرسمى لكل الجماعات المسلحة داخل مصر. من جهته، أكد الخبير الأمنى اللواء طلعت مسلم، أن مثل هذه العناصر تكون مأجورة من قبل أنظمة معادية، لنشر الفوضى فى البلاد حتى تكون الدولة غير قادرة على مواجهة المخططات الدولية، وأن المواجهة تبدأ بجمع المعلومات حول عدد الأفراد وتسليحهم وعلاقاتهم بالمنظمات الإرهابية العالمية ومدى الدعم التى تحصل عليه، وعدد الأفراد الذين تسللوا إلى الداخل والأماكن التى تسللوا إليها، تمركزوا بها من أجل القيام بضربات إرهابية، حتى تتمكن قوات الأمن من مباغتتهم والقضاء عليهم سريعًا. جدير بالذكر أن تنظيم المرابطين ظهر بعد الهجوم الأخير الذى قاده بلمختار على منشأة غاز جزائرية، وقام باحتجاز عدد من الرهائن، وكانت مجزرة دموية، نددت بها فرنسا ودول الاتحاد الأوروبى، وهو الأمر الذى جعل الجماعات الإرهابية التى كانت تتبع تنظيم «القاعدة» تبايع بملختار على تأسيس جماعة جديدة تضم ثلاثة تنظيمات وهم جماعة بلمختار، وجماعة «الملثمين» وجماعة «التوحيد والجهاد»، فى جماعة واحدة أطلق عليها «المرابطون» وزعيمها مختار بلمختار، بهدف معلن وهو تأسيس إمارة إسلامية من النيل حتى المحيط الأطلنطى.