- مصدر أمنى: تم القبض على ثلاثة من المنتمين للجماعة الجديدة أثناء محاولتهم زرع عبوة ناسفة قرب مطار «الجورة» الخاص بالقوات متعددة الجنسيات منذ عزل الرئيس «الإخوانى» محمد مرسى، 3 يوليو العام الماضى، لا يكاد يمر شهر واحد حتى تظهر جماعة جهادية جديدة بأفكار تكفيرية وبتمويل إخوانى، فخلال الأيام القليلة الماضية كشفت مصادر أمنية عن ظهور جماعة تُسمى نفسها «حماة الدين»، لتنضم إلى قائمة الجماعات الإرهابية التى ظهرت فى أعقاب «30 يونيو»، لتضرب أمن واستقرار البلاد، ولكن السؤال من أين ظهرت جماعة «حماة الدين» وما علاقتها بتنظيم الإخوان و«تحالف دعم الشرعية» الداعم له، وماذا عن تدريباتها المسلحة. المعلومات التى حصلت عليها «الصباح» من مصادر خاصة أكدت أن المهمة الأولى ل«حماة الدين» هى ضرب المطارات المدنية والحربية الموجودة فى سيناء، باستخدام صواريخ «سام7» التى أمدتها بها حركة «حماس» الفلسطينية، وبعض الألغام الأرضية التى تخطط الجماعة لزراعتها على مدرجات الطائرات قبل إقلاعها. مصدر أمنى قال فى تصريحات ل«الصباح»: فى بادئ الأمر رصدت أجهزة الأمن فى شمال وجنوب سيناء وجود مجموعات مسلحة تنظم نفسها تحت اسم «حماة الدين»، وتم إلقاء القبض على ثلاثة من المنتمين إلى هذه الجماعة الجديدة، أثناء محاولتهم زرع عبوة ناسفة قرب مطار «الجورة» الخاص بالقوات متعددة الجنسيات. علاوة على المعلومات الأمنية، أكد صبرة القاسمى الجهادى السابق ل«الصباح» وجود علاقة بين «حماة الدين» وتنظيم الإخوان ومسألة استهداف الطائرات الحربية، تنفيذًا للخطة المرسومة من قبل التنظيم الدولى، مضيفًا أن أعضاء جماعة «حماة الدين» هم من الميليشيات الليبية ومجموعة من الإخوان والجهاديين يقودهم أشخاص من تنظيم القاعدة، ليسوا معروفين إعلاميًا فهم فى مرحلة بناء المجموعات المسلحة بعد أن هربت قياداتهم إلى منطقة الدلتا، وقد ظهرت هذه الجماعة بتكليف من الإخوان للقيام بعمليات نوعية يستهدفون من خلالها الطائرات الحربية، وهذا مؤشر على أن عمليات التدريب الخاصة بهم تمت فى ليبيا، وعلى وجه الخصوص معسكرات «مصراتة» على يد مقاتلى ثورة 17 فبراير الليبية، لتمتعهم بخبرات فى صيد الطائرات الحربية وقت حربهم ضد نظام معمر القذافى. وأضاف القاسمى: رصد هذه المجموعات صعب لأنهم لم يأتوا من خارج البلاد بعد الثورة مباشرة بل دخلوا البلاد منذ فترة طويلة وتمركزوا فى شمال وجنوب سيناء وعملوا فى الأنفاق التى تربط مصر بغزة، وبعد هدم الأنفاق توجهوا إلى القيام بالعمليات الإرهابية ليعوضوا الخسارة التى تكبدوها لجنى الأموال والانتقام فى آن واحد. وردًا على سؤال، علاقة الاخوان بالجماعة الجديدة التى تستهدف الطائرات الحربية، قال: التنظيم الدولى يقوم الآن بشن حملة إرهاب على المستويين المحلى والدولى وتسانده أجهزة مخابرات أجنبية ويسخر كل إمكانياته المالية لتنفيذ مخططاته الإرهابية حيث استقدم التنظيم الإخوانى مدربين من سوريا واليمن لتدريب جماعة «حماة الدين»، خلال الفترة الماضية للقيام بالعمليات الإرهابية التى يكلفون بها. وقد كانت هذه المعلومة بداية الخيط الذى تتبعناه لمعرفة مزيد من التفاصيل حول تأسيس الجماعة الجديدة التى وضعت المطارات على أجندتها الإرهابية بالتزامن مع فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، فبداية تفاصيل تأسيس «حماة الدين» كانت قبل شهور مضت بتكليف من التنظيم الدولى لجماعة «الإخوان»، وبعض العناصر الإيرانية المرابطة فى مدينة رفح، وقد حصلت «الصباح» على هذه المعلومات من مصدر مقرب من تنظيم السلفية الجهادية - طلب عدم ذكر اسمه - والذى أضاف: تقرير الحالة الميدانية هو أحد أسباب ظهور «حماة الدين» فهو تقرير يقدم بشكل شهرى منذ عزل الرئيس مرسى إلى مكتب التنظيم الدولى ويركز على نقاط الضعف لدى النظام والقوات المسلحة فهو تقرير أشبه بالتقارير المخابراتية يتم إرساله عبر منتديات الجماعة المنتشرة على الإنترنت وعبر رسائل مشفرة غير مفهومة علاوة على التنسيق الذى تم خلال الفتره الماضية بين الإخوان وعناصر المخابرات الإيرانية فالجماعة الجديدة هم خليط من السلفية الجهادية والإخوان والحمساويين وبعض الإيرانيين قد يكونون الأخيرين عناصر مخابراتية متخفية خاصة أنهم نشطوا بكثافة بعد ثورة يناير، وفى عهد المعزول كان لهم غطاء شرعى ممثلًا فى الجماعات الجهادية التى تأسست بإشراف خيرت الشاطر وخالد مشعل. يتابع المصدر: عناصر من المخابرات الأجنبية كانت مهمتها تجميع العناصر المسلحة داخل جماعة جديدة وإمدادهم بالمال والسلاح، بهدف إنهاك الجيش المصرى فى معارك داخلية، وقد يكون تشكيل «حماة الدين» تم بالطريقة ذاتها فداخلهم عناصر إيرانية، وتلك العناصر على قدر معرفتى لا تحارب إلا فى العراق ولبنان وسوريا، ولم تدخل مصر من قبل وعدد أفراد «حماة الدين حوالى 80 مسلحًا تم تدريب بعضهم فى معسكرات مصراته بليبيا والبعض الآخر فى منطقة الجورة قبل تطهيرها، ويطلق عليهم أيضًا لقب «العائدون من ليبيا» لأن الغالبية منهم قاتلوا مع الثورة الليبية، وقد تدربوا على زرع الألغام الأرضية واستهداف الطائرات مستخدمين صواريخ «سام 7» مما يعنى أن هدفهم هو ضرب الطائرات لإدراكهم خطورتها فى ملاحقة العناصر الإرهابية لتكون نقلة جديدة للجماعات الإرهابية. وبسؤال المصدر عن تمويل جماعة حماة الدين، وزعيمهم والأفكار التى يعتنقونها، وكيف تأسست، قال: التمويل يتم على مستويين الأول هو التمويل المباشر عن طريق إشراك العناصر الإخوانية من أبناء سيناء فى الجماعة الجديدة، وبالتالى يوفر لهم العنصر البشرى ومعه السلاح ونسبه الإخوان فى «حماهةالدين» لا يتجاوز 40% وتم انتقاء هذه العناصر بواسطة رجل الإخوان بسيناء عادل قطامش قبل القبض عليه، والمستوى الثانى فى التمويل يتم عن طريق إمدادهم بالمال لاستئجار العناصر المسلحة التى انتشرت خلال الفترة الماضية والسلاح يأتى إليهم عن طريق حركة «حماس» الفلسطينية مستخدمين الأنفاق الحدودية الآمنة بين مصر وقطاع غزة، وإذا تعثرت الحركة عن إرساله تقوم الميليشيات الليبية التى سبق لها أن دربتهم بتوفير السلاح، وفى الغالب تكون أسلحة ثقيلة والفكر التكفيرى الجهادى هو المعتقد الأول لدى الجماعات المسلحة. أما عن أبرز القيادات التى أسست حماة الدين، يتابع المصدر: حماة الدين تأسست بواسطة قيادات إخوانية تمركزت فى مدينة رفح لفترة طويلة ثم أسندت المهمة بالكامل إلى شخص يدعى أبوعبيدة الحجازى نسبة إلى نشأته فى السعودية أو على الأقل هذا ما يشاع عنه، فالأشخاص لا يؤسسون الجماعات كما هو متعارف بل الأنظمة والجماعات الكبيرة هى من تتولى هذه المهمة ثم توفر لهم الغطاء الدعائى الذى يهول من حجمهم فأكبر جماعة إرهابية داخل مصر لا يتخطى عدد أعضائها 100 فرد. وبشأن عدد التشكيلات الموجودة داخل «حماة الدين»، يضيف المصدر: هناك مجلس الشورى الذى يناقش القرارات التى تتخذ وكتائب تابعة له تقسم حسب المهام المكلف بها فإذا كان عدد أعضاء الجماعة الجديدة 100 فرد، يتم تقسيمهم إلى كتائب لكل واحدة قائد بهدف خلق هالة إعلامية ضخمة حول الجماعة وتضخيمها. فى سياق متصل، صرح اللواء جوى محمد أبوبكر الذى سبق له الخدمة فى سيناء ل «الصباح»، قائلاً: حماة الدين جماعة إرهابية جديدة رصدتها الأجهزة خلال الأيام الماضية بعد محاولاتهم زرع عبوات ناسفة بالقرب من مطار الجورة فعلى الرغم من صعوبة الاقتراب من المطارات الحربية إلا أنهم نجحوا فى ذلك، وهذا دليل على قوة هذه الجماعة الجديدة واعتماد عناصرها على الأسلحة الثقيلة المضادة للطائرات من ألغام أرضية وصواريخ مضادة للطائرات فالهدف الأول هو الطائرات الحربية التى تقوم بتمشيط المزارع التى تأوى العناصر الإرهابية فهذه الطائرات من طراز الأباتشى قضت على الارهاب نوعًا ما، وبالتالى التخلص منها يعطى غطاء للمجموعات المسلحة على الأرض، وعلى الرغم من سرعة هذه الطائرات فى عمل المناورات والتطويق على المسلحين إلا أنه سهل استهدافها برشاشات ثقيلة أو صواريخ سام 7 عن طريق استهداف «تنك البنزين» أو الديل الخلفى للطائرة، ووجود هذه الجماعات التى تستهدف الطائرات هو نتاج طبيعى لحجم الأسلحة المهربة من ليبيا وغزة فمعظمها أسلحة ثقيلة تم تهريبها خلال الفتره الماضية، وقد سبق لهذه المجموعة تنفيذ عمليات فمن المحتمل أن يكونوا هم من استهدفوا الطائرة الهليكوبتر وقتل من فيها مستخدمين صواريخ سام 7 وإلصاق العملية لأنصار بيت المقدس لمنحها ثقلًا إعلاميًا لإرهاب المجتمع. يتابع أبوبكر: بظهور هذه الجماعة فإن معظم المطارات الموجودة فى سيناء لم تعد آمنة، فضرب المطارات بصواريخ الأرض أرض من خارج المطار سهل على الرغم من وجود القوات الأرضية للتدخل السريع لأن عدد الجهاديين زاد إلى الضعف مع زيادة كمية الأسلحة المهربة من ليبيا الداعم الأول للمجموعات المسلحة ووجود جماعات تضرب الطائرات ستكون فضيحة كبرى للبلد أن نفذوا أولى عملياتهم. وبشأن فرص نجاح جماعة «حماة الدين» فى استهداف الطائرات الحربية، قال: العمليات الإرهابية التى تستهدف الطائرات لا تحتاج إلى عدد كبير لتنجح العملية بل يقتصر الأمر على شخصين واحد لعملية الاستطلاع والآخر للتنفيذ، وهنا تكمن الخطورة الحقيقية فإذا كان عدد الجماعة الجديدة 80 مسلحًا فنحن أمام 40 مجموعة بمعدل 20 عملية، وهو عدد ضخم إذا ما نجح منها ثلاث عمليات فقط. من جهته، أكد القيادى الإخوانى المنشق طارق أبوالسعد ل«الصباح»، أن حماة الدين نتاج طبيعى لانخراط مجموعة كبيرة من شباب الإخوان المنشق داخل الجماعات الجهادية والمنتشرة بسيناء تلك الجماعات التى تنتهج العنف على طول الخط فالإخوان يصنعون الأفراد للدخول فى الجماعات المسلحة وأعمارهم تتراوح بين ال 18 الى ال 20 ثم تتدعى نبذها للعنف، وما تقوم به المجموعات الإرهابية فجماعه الإخوان الآن مفككة، وتحتاج للقيام بعمليات نوعية تعيدها إلى الحياة مرة أخرى واستهداف الطائرات الحربية عن طريق جماعة جديدة هو المطلوب من قبل التنظيم الدولى الذى يشرف الآن على الجماعات الإرهابية حيث يوفر لهم الغطاء المادى بتوفير السلاح والقنوات التى يأتى من خلالها كقطاع غزة بالإضافة إلى الدعاية التى تنظم لهذه الجماعة الجديدة عن طريق الفتاوى التى تخرج لهم من مشايخ موالين للإخوان وتمنحهم المبرر الشرعى لقتال الجنود المسلمين فى بقاع الأرض. وتابع أبوالسعد تصريحاته حول جماعة حماة الدين، قائلًا: ستنشط هذه المجموعات المسلحة لتحاول إرباك المشهد خلال المرحلة القادمة، واستهداف الطائرات الحربية والمطارات بمثابة الصيد الثمين للإخوان التى تسعى دائمًا إلى إحداث فوضى لتطفو على السطح من جديد. فى السياق، أكد الخبير العسكرى اللواء طلعت مسلم ل«الصباح» أن جماعة حماة الدين جزء من الجماعات الإرهابية القديمة انشقت عنها لجنى مزيد من الأموال خلف ستار الدين، فكل عملية يقومون بها يتم تصويرها وإرسالها إلى جهات خارجية للحصول على دعم مادى فهذه الجماعة الجديدة ما هم إلا مرتزقة.
يتابع مسلم: إذا صح وامتلكت حماة الدين صواريخ سام 7 صواريخ أرض أرض فإن طائرات الأباتشى تواجه خطرًا حقيقيًا لأنها تطير على ارتفاعات منخفضة وسهل اصطيادها خاصة أن الجماعة تضم عناصر تم تدريبها فى ليبيا وقت الثورة ضد معمر القذافى واستهداف الطائرات يؤمن غطاء لعمليات انتقالهم من المزارع فى قلب المناطق النائية إلى المدينة لأن سلاح الطيران يقوم بتمشيط المزارع بسيناء يوميًا، ويستهدف العناصر الإرهابية التى تختبئ هناك.