يواصل رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، الفريق سامى عنان، الذى أعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، مساعيه لحشد أكبر عدد ممكن من القوى السياسية والثورية لدعمه كمرشح توافقى، وكنت آخر مساعى عنان لقاءات مع شباب من قوى ثورية، لمحاولة إقناعهم بدعمه للوصول إلى كرسى الحكم، فضلاً عن مغازلة الأقباط لإقناعهم بترشيحه، معلناً تقبله لعودة جماعة «الإخوان» الإرهابية للحياة السياسية مرة أخرى، شريطة الاعتراف بأخطائها. مصدر داخل حملة دعم ترشح سامى عنان، أكد ل«الصباح» أن الفريق التقى بممثلين عن شباب ثورتى «25 يناير و30 يونيو»، فى مكتبه الخاص بالدقى الأسبوع الماضى، فى محاولة من عنان لتقديم نفسه للشباب، من خلال حديثه لتصحيح الصورة السيئة عن إدارة الفترة الانتقالية السابقة، متبرئا من أخطاء تلك الفترة، بالتأكيد على أن المجلس العسكرى كان حريصاً على تسليم السلطة بناء على مطالبكم فى ميدان التحرير، قائلاً : «كل مطالبكم هنفذها وأوعدكم بذلك». وأضاف المصدر أن ممثلى شباب الثورة قدموا مقترحاتهم لعنان، خلال الاجتماع الذى استمر ثلاث ساعات، وضم مطالبهم بتحقيق جميع أهداف الثورة كاملة، على أن يقوم عنان بإدراج تلك المطالب فى برنامجه الانتخابى، ممثلين عن اتحاد شباب الثورة وأغلبية المستقلين الذين لا ينتمون لأى أحزاب أو حركات ثورية. عنان اهتم بنفى علاقته بجماعة «الإخوان» الإرهابية، مؤكداً لهم أنه لن يكون مرشح الجماعة فى الانتخابات، ولم يطلب دعم الإخوان أو حتى التنسيق معهم خلال الانتخابات الرئاسية، إلا أنه استدرك قائلاً: إنه مع المصالحة السياسية بين جميع التيارات الفاعلة على الساحة السياسية، بما فيها الإخوان، وأنه يقف على مسافة واحدة بين الجميع، مشدداً على أن جماعة «الإخوان» لابد أن يعترفوا بأخطائهم أولاً قبل الحديث عن قبولهم فى الجماعة الوطنية مجدداً، وأنه لا اعتراض لديه حال اعترافهم بأخطائهم أن يقبلهم مجدداً فى الحياة السياسية. وأكد المصدر، الذى فضل عدم ذكر اسمه، أن عنان سعى لمغازلة الأقباط، كونهم يشكلون كتلة تصويتية مهمة، من خلال دعوة حملته ل«اتحاد شباب ماسبيرو»، للقاء فى اجتماع مشترك يتضمن تقريب وجهات النظر، بناء على طلب عنان نفسه، الذى يسعى لنفى تهمة وقوفه خلف مذبحة ماسبيرو، أكتوبر 2011، إلا أن الاتحاد لم يرد علينا، فى ظل حديث عن أن أصوات الأقباط محسومة لوزير الدفاع، المشير عبدالفتاح السيسى، حال إعلان ترشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية. وأضاف المصدر أن الفريق عنان بصدد إجراء عدة مقابلات خارجية مع الجاليات المصرية المتواجدة فى بعض الدول العربية خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن آخر حوار إعلامى له فى إحدى الصحف السعودية، كان هدفه توصيل رسالة واضحة لدول الخليج، بأنه لا توجد أى علاقة بين عنان وجماعة «الإخوان»، سواء داخل مصر أو خارجها. فى هذه الأثناء، بدأت معالم الحملة الدعائية للفريق عنان تتبلور، بعدما كثفت حملة دعمه من نشاطها، وإجراءات تشكيل مكتب إعلامى متكامل، له فروع فى جميع المحافظات، على أن تكون مراكز النشاط فى القاهرة والإسكندرية والدقهلية، حيث مسقط رأس الفريق، وتلعب عائلته فى المنصورة دوراً كبيراً فى إنشاء مقر لحملة عنان فى مدينة «السنبلاوين». ويتولى سمير، نجل الفريق عنان، الذى يعمل فى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، الإشراف على مقرات الحملة بناء على خطة عمل، موضوعة لحملة والده، كما يقوم «سمير» باستضافة منسقى الحملات فى المحافظات وممثلين عن القبائل العربية، وممثلين عن الجاليات المصرية فى الخارج فى فيلا خاصة بالقطامية بجوار مسكن العائلة الرئيسى. وعلمت «الصباح» أن عددا من أبناء عائلة عنان، يشاركون فى حملة «الفريق رئيسا»ً، وعلى رأسهم اللواء حاتم عنان، شقيق الفريق، وهو الملقب بالشيخ حاتم، ويقوم بإدارة الحملة ويتولى المسئولية المالية لها، ويدير كل الأعمال المتعلقة بالحملة من مكتبه الخاص فى فيلا القطامية، ويعد أهم عمل دعائى تستعد الحملة لطرحه حالياً، كتيب يتضمن إنجازات الفريق طوال خدمته فى الجيش المصرى، بعض روايات عنان عن فترة إدارة المجلس العسكرى السابق للبلاد بعد اندلاع ثورة 25 يناير. وعن ملامح برنامج الفريق عنان الانتخابى، أكد مسئول الحملة، أن البرنامج يضم 4 ملفات رئيسية، هى مشروع تنمية سيناء والصحراء الغربية، تحت مسمى «مشروع توسيع مصر»، وملف مياه النيل، وملف التعليم، والملف الأمنى، مشدداً على أن الفريق استعان بخبراء ومتخصصين، كل فى مجاله لوضع برنامج متكامل يضمن استقرار مصر، مشيراً إلى أن البرنامج تم الانتهاء منه مع تكثيف لقاءات الفريق ببعض المسئولين الحكوميين لجمع المعلومات المتعلقة بكل ملف على أرض الواقع. فى السياق نفسه، أكد خبراء عسكريون أن ترشح عنان لانتخابات الرئاسية، لن يكون مؤثرا فى السباق الرئاسى، فى ظل التأييد الشعبى الكاسح للمشير السيسى، وأن المنافسة ستكون محسومة لصالح الأخير حال إعلان ترشحه، مستبعدين حدوث انقسام بين القوات المسلحة بسبب المنافسة بين اثنين من أبناء المؤسسة العسكرية. الخبير العسكرى، اللواء عادل فودة، قال: إن قرار الفريق عنان بخوضه الانتخابات الرئاسية لن يؤثر على حظوظ المشير السيسى فى حال حسم أمره بالترشح رسميا، وقرر خوض السباق الرئاسى، خصوصا بعد صعود أسهمه خلال الفترة الانتقالية منذ عزل مرسى، وهو ما يرجح أن يحصل على غالبية أصوات الناخبين، مشيرا إلى أن الأمر متروك للناخب، كما أن المنافسة بين شخصيتين من القوات المسلحة، ستجعلها منافسة حقيقية وليست تمثيلية كما كان يدعى البعض. نفس الموقف السابق، أكده الخبير الاستراتيجى اللواء مختار قنديل، قائلاً ل«الصباح»: إن شكل المنافسة الانتخابية لن يختلف كثيرا بترشح الفريق عنان ولن يؤثر على حصيلة الأصوات التى يضمنها السيسى، بعد تزايد شعبيته، مؤكدا أن القوات المسلحة لا تزكى مرشحاً على آخر، لكنها تركت القرار للمشير، حتى يصبح حرا فى اختياره بشأن الترشح للرئاسة من عدمه. وأضاف قنديل: «عنان سيحصل على أصوات أعضاء جماعة الإخوان وأنصارها، نكاية فى المشير السيسى، الذى استجاب للثورة الشعبية فى «30 يونيو»، وعزل مرسى، ومع هذا من المتوقع أن يكتسح السيسى السباق الرئاسى من الجولة الأولى دون النظر لفرص المرشحين الآخرين سواء كانوا من العسكريين أو المدنيين».