«الضرب فى الميت حرام».. مثل مصرى يقال عندما يراد النهى عن تصرف لا يجلب سوى المزيد من الدمار لكيان أو لشخص مدمر فى الأساس، وهو ما ينطبق تماما على حالة هيئة تنشيط السياحة، فعلى الرغم من حالة الكساد التى يعيشها القطاع منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، فإن الهيئة أهدرت مئات الملايين من الجنيهات، حيث منحت 100 مليون و28 ألفا و664 دولارا أمريكيا لشركة «جى دبليو تى» بلبنان خلال الفترة من 2009 حتى 2012، بموجب تحويلات بنكية موقعة من مدير عام الشئون المالية بالهيئة، ومدير الحسابات، على حساب بنكى رقم «100-194279-005» المفتوح ببنك «أتش أس بى سى» بلبنان، على الرغم من تعاقدها مع شركه «تى أم آى جى والتر طومسون- مصر» للدعاية والإعلان، لترويج مصر بالخارج ، ورفضت الهيئة تحرير أى مستند يوضح سبب تحويل ذلك المبلغ. تجاهل الهيئة للرد دعا إحدى الجهات السيادية لسؤالها حول سر التعاقد «المليارى» مع تلك الشركة وهو التعاقد الذى لم يؤت ثماره نهائيًا، وسألت الجهة عن مبررات تعاقد «جى دبليو تى» مع شركة «ويبر شاندويك» وتكلف ذلك ميزانية ضخمة علما بأن الوزارة والشركة الأجنبية لم يذكرا سبب ومبررات هذا التعاقد ولم يذكرا المناطق التى تغطيها الشركة الجديدة أو طبيعة عملها وجنسيتها، وسألت أيضا عن لغز تحويل مبلغ 1036732٫74 دولار أمريكى لنفس الشركة فى الفواتير أرقام 446 و445 و443 بتاريخ 26/7/2011، أى فى خضم انشغال مصر بأحداث الثورة والانفلات الأمنى والحكومى، والغريب أن الهيئة لم ترد حتى الآن. «الصباح» علمت أن هيئة تنشيط السياحة المتحكمة فى صندوق السياحة «المنهوب»، وصل رصيدها فى 1/7/2012 نحو 132 مليون دولار أمريكى أى ما يوازى 806 ملايين جنيه مصرى، ولم تقم الهيئة بتسوية المبلغ حتى تاريخه، بحيث ظل بحساب الأعمال المفتوحة تحت بند «اعتمادات بالخارج». واستمرارًا لمسلسل إهدار المال العام، تجاهلت الهيئة استغلال الفنيين المتخصصين المعينين بها للرد على استفسارات السائحين عند إطلاقها خدمة «اتصل بنا»، وتعاقدات – دون مبرر - مع شركة «akn» للقيام بهذا الدور، وقالت إن تكلفة الخدمة وصلت إلى 105 آلاف دولار أمريكي، علمًا بأن تكلفة الخدمة الفعلية لا تتعدى 300 دولار فقط فى العام، وتعاقدت أيضا معها على تنفيذ نظام «فارو» لنقل الصور والبيانات والأفلام عن طريق الشركة نفسها بمبلغ 445 ألف دولار أمريكى على الرغم من وجود أنظمة مشابهة بالهيئة تؤدى نفس الغرض. وفى العام الماضى فقط، منحت الهيئة 480 ألف دولار أمريكى لشركة جرافيك سليوشن مقابل تصميم وتنفيذ ديكور جناح مصر بمعرض وارسو، و600 ألف دولار لحساب شركة يونايتد جروب، مقابل ديكور جناح مصر بمعرض ليزر بموسكو، ومليون و999 ألف دولار لشركة جرافيك سليوشن، مقابل جناح مصر بمعرض «دايف شو» بلندن، وكذا 130 ألف دولار لشركة جرافيك سليوشن لنفس الغرض وفى نفس المعرض بلندن دون تبرير سبب ذلك، ثم 295 ألف دولار لنفس الشركة مقابل ديكور جناح مصر بمعرض «تى تى جى» بإيطاليا، وتمت كل تلك التعاقدات فى عام 2012 الذى شهد باعتراف هشام زعزوع وزير السياحة انخفاضا حادا فى عدد السائحين الوافدين.