لم تتوقف محاولات التنظيمات الإرهابية الخارجة من رحم جماعة «الإخوان»، عن محاولات بث الرعب فى نفوس المصريين عبر انتهاج العنف وبث الفوضى بعمليات إرهابية تترصد رجال الجيش والشرطة، ورغم فشل هذه المحاولات العبثية، إلا أن بعض القوى المتشددة، مازال يراوده الأمل فى أن العنف هو الطريق إلى السلطة، وقد انضمت «الجبهة السلفية» إلى هذا الطابور، بعدما بدأت فى تربية شبابها على فكر كتائب «عزالدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» الفلسطنية، لتشكيل تنظيمات مسلحة فى الفترة المقبلة. «الصباح» علمت أن «الجبهة السلفية»، إحدى القوى المنضوية تحت لواء «تحالف دعم الشرعية» الإخوانى، تُدرب أعضاءها على منهج «كتائب القسام»، الخاص بالجهاد، وانتهاج العنف المسلح ضد قوات الأمن، بعدما فشلت وسائل التظاهر المتبعة منذ الإطاحة بالرئيس «الإخوانى» محمد مرسى، 3 يوليو الماضى، فى إعادته إلى الحكم من جديد، فضلًا عن فشل مخططات التنظيم الدولى لجماعة «الإخوان»، فى إسقاط الدولة المصرية، ما استدعى اتباع سياسة جديدة تستهدف تنفيذ أكبر قدر من العمليات الانتحارية لبث الذعر بين المصريين. وتضع «الجبهة السلفية» على عاتقها مهمة تجنيد الشباب وإعدادهم للمشاركة فى عمليات انتحارية باسم الدفاع عن شريعة الإسلام، وهو براء منها، من خلال استدعاء الموروث الجهادى للشيخ عزالدين القسام، الذى قاد المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال البريطانى اليهودى، قبل أن تنسب «حماس» إليه، ذراعها العسكرية، المعروفة ب«كتائب عزالدين القسام». وتبدأ جلسات شباب «الجبهة السلفية»، بالاطلاع على سيرة القسام، وتستهدف الجبهة من هذه الجلسات ترسيخ أفكار كتائب «القسام»، فى نفوس وعقول الشباب السلفى، وخلق طرق مبتكرة فى أساليب المقاومة، وحسن قيادة الميادين بما يحقق مطالب «التحالف الوطنى»، وأجندته بتنفيذ أعمال إرهابية، من خلال خلط المفاهيم حول الجهاد ضد المحتل الأجنبى والانقضاض على السلطة الشرعية للبلاد، وزرع أفكار تبيح حمل السلاح لمواجهة الحكومة الحالية، بدعوى أنها تحارب الشريعة، بعد الإطاحة بالرئيس الشرعى مرسى، من وجهة نظرهم. قيادى ب«الجبهة السلفية» كشف ل«الصباح» عن اجتماعات غير معلنة تعقدها قيادات الجبهة مع الشباب داخل بعض مراكز تحفيظ القرآن والمساجد، فى عدة محافظات، لدراسة منهج كتائب «القسام»، والتى تركز على أفكار المقاومة والجهاد المسلح والتدريب العسكرى، فمثلاً فى محافظة الدقهلية، تلتقى مجموعة من الشباب فى مدينة «دكرنس»، مع أحد القيادات السلفية فى «كُتاب» لتحفيظ القرآن، الذى يلقى دروسه حول سيرة الشيخ عزالدين القسام، وبطولاته فى الجهاد. ويتابع المصدر- الذى فضل عدم ذكر اسمه - «خارج الكُتَّاب يُجرى الشباب بعض التمرينات الرياضية والتدريبات القتالية الخاصة بالمقاومة والدفاع عن النفس والمراوغة، على يد شخص يُدعى الشيخ إسماعيل أبوالحسن، المكنى ب«أبوإسماعيل الأفغانى»، نسبة إلى سفره للقتال سابقًا فى أفغانستان، ويضيف: «مدينة كرداسة بجنوب الجيزة، التى يتمركز فيها عدد كبير من الجهاديين والسلفيين، تشهد اجتماعات لأعضاء «الجبهة السلفية» فى مسجد «السلف الصالح»، بقيادة شيخ يُدعى «محمود» يقوم بدور القائد لمجموعة من الشباب، ويدربهم على الاستبسال فى النضال والمقاومة، ويحثهم على الجهاد، بينما تجتمع قيادات سلفية داخل مسجد «عمرو بن العاص»، فى جزيرة «بين البحرين» بمنطقة الوراق، لجمع الشباب والدفع بهم فى خطة جديدة متطورة لمناهضة الحكومة، تتضمن بعض أساليب المقاومة التى تنتهجها كتائب القسام. فى السياق، قال المتحدث باسم «الجبهة السلفية»، هشام كمال، إن الجبهة تسعى إلى ابتكار العديد من أساليب المقاومة فى الميادين ضد العسكر، من بينها الاطلاع على منهج كتائب القسام، لتطوير أساليب المقاومة وفعالياتها، مؤكدًا أن الأوضاع فى مصر حاليًا لا تستدعى تدريس فكر القسّام بالكامل، سواء التدريب على استخدام الذخيرة الثقيلة، أو التأهيل للقيام بعمليات استشهادية، مضيفًا: «هناك الكثير من وسائل المقاومة التى لا يجوز الإعلان عنها حتى لا يتم ضربها أمنيًا». الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، سامح عيد، أكد أن اتباع «الجبهة السلفية» منهج كتائب القسام، أمر فى غاية الخطورة، لأنه سينتج مجموعة من الشباب غير مؤهلين للعمل السياسى وينصب اهتمامهم على تنفيذ الأعمال الإرهابية، وهو ما سوف يضر بعمل التيار السلفى كله، ويقيد من حركته حيال المشاركة فى العمل السياسى مستقبلًا. وأضاف عيد: «الفترة المقبلة لن تخلو من عمليات انتحارية وتفجيرات، إذا لم يكن هناك حل سياسى، بالتوازى مع خروج قيادات التيار السلفى إعلاميًا للرد على مثل هذه الممارسات وقتلها فى مهدها، فضلًا عن ضرورة رفع الغطاء الشعبى والفقهى عن هذه الجماعة، لجعلها منبوذة وسط المجتمع»، متوقعًا تزايد التفجيرات اليومية حال فشل الدولة فى محاربة هذه الأفكار. من جهته، قال أستاذ علوم الحديث بجامعة الأزهر ورئيس جمعية «أنصار السُنة المحمدية» فى الجيزة، ياسر مرزوق، إن بعض ممارسات من يدعى الانتماء إلى التيار السلفى، تعبر عن المصالح الشخصية واللهث خلف مكاسب الدنيا، لكنها ستواجه برفض شعبى يحبط مفعولها، ويجمد نشاطها، لأنهم عبارة عن جسم غريب تطفل على جسم الوطن وحان أوان لفظه.