كشف مصدر مطلع عن «مكوّن سياسى جديد» يضم عددا من الشباب الثوريين، ويعد حليفا لما يسمى «التحالف الوطنى لدعم الشرعية»، وداعما لفكرة «إسقاط الانقلاب العسكرى»، وهذا المكون هو وجه خفى جديد من وجوه جماعة الإخوان، فى محاولة جديدة للعمل فى الخفاء بعيدا عن أعين الأمن. وأضاف المصدر أن «هذا المكون يعمل على تكوين أكبر ائتلاف من شباب القوى الثورية من المنشقين عن قوى التيار الإسلامى والتيار المدنى من المؤيدين لفكرة (الشرعية) المزعومة ومناهضة الجيش والشرطة والداعمين لأكذوبة «الانقلاب العسكرى»، تحت اسم «ائتلاف تيار المجددين». والهدف من الائتلاف الجديد، حسب المصدر، هو العمل على تنفيذ مخطط يهدف إلى «إسقاط حكومة الانقلابيين حسب تعبيرهم، والعمل على تنفيذ مخطط بناء دولة جديدة مستقيمة، تقوم على أسس ثورية وتتبع منهجا إصلاحيا ثابتا داخل مؤسساتها للوصول إلى الدولة المرجوة من ثورة 25 يناير، والتى تحفظ للمواطنين الحقوق والحريات، وتقوم على مبدأ الفصل بين السلطات». وبدأ «ائتلاف المجددين» خلال الفترة الأخيرة فى التنسيق لتشكيل قياداته، وبناء الهيكل التنظيمى له، ويجرى الآن من خلال اللجنة السياسية له العديد من المشاورات مع قوى سياسية وشبابية للتنسيق بينهم على الاستعداد للأحداث المقبلة مع حلول شهر يناير من العام الجديد 2014، والتى تبدأ باحتفالات أعياد الميلاد، ثم امتحانات النصف الدراسى الأول لطلبة المدارس والجامعات، والتى يتوسطها عملية الاستفتاء على الدستور، ثم الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير. ورحب «التحالف الوطنى لدعم الشرعية» -بقوة- بإنشاء هذا الائتلاف، وبمعاونته فى ضم قوى ثورية وسياسية للمشاركة فى مخطط بناء «الدولة المستقيمة»، وهو ما اتفق عليه الكثير من القوى الثورية والأحزاب السياسية والشباب والشخصيات العامة الذين تقدموا بطلب الانضمام للائتلاف. كما يضم الائتلاف مجموعة كبيرة من شباب الإخوان، وحركة «إخوان بلا عنف»، و«طلاب ضد الانقلاب»، وحركة «أحرار الأزهر»، وشباب «التحالف الوطنى»، وأعضاء من «جبهة الضمير»، وأعضاء من «الجماعة الإسلامية»، وحزب «الوسط»، و«حازمون»، وحركة «6 إبريل»، وعددا من الحرس القديم لائتلاف شباب الثورة، فضلا عن عدد من ممثلى التيار القبطى، وحركة «مسيحيون ضد الانقلاب»، وشباب من حملة دعم البرادعى، وبعض من قيادات حملة حمدين صباحى، والاشتراكيين الثوريين، وعددا من المحاربين القدماء. ويكشف «م.ح» أحد الشباب المنشقين عن الإخوان، عن مرحلة ما قبل الانضمام للائتلاف وحضور الاجتماعات، والتى يجب أن تمر بها جميع القوى الثورية المشاركة، وتُعرف ب«جلسة الاعتراف»، وهى تعنى اعتراف كل فصيل مشارك بالأخطاء التى ارتكبتها قياداته، وبعدها يتم الاتفاق على نقاط ثابتة، تعد من أهداف الائتلاف، أولاً: الاعتراف بالأخطاء مهما كان الفصيل المشترك، لكيفية تدارك هذه الأخطاء وعدم الوقوع فيها مرة أخرى، ثانيا: الاعتراف بأن ما حدث فى 30 يونيو «خروج على الحاكم».. وأن ما حدث فى 3 يوليو «انقلاب عسكرى». واستقرت الآراء داخل الائتلاف مؤخرا على مقترح مقدم من «الاشتراكيين الثوريين»، يقضى بخروج التظاهرات فى الفترة القادمة تحت غطاء «إعادة الشرعية للشعب»، دون المطالبة بإعادة الشرعية المشروطة بعودة «مرسى»، وقُوبل هذا المقترح بالاعتراض من القيادات الشبابية للإخوان، فى ظل ترحيب وتحمس من شباب 6 إبريل، ثم تم التصويت عليه، وحصل على الإجماع. ومن جانبه، يقول «ب .ع» عضو اتحاد شباب ماسبيرو «ليس من الغريب أن تلتقى آراء قيادات الصف الثانى من جماعة الإخوان مع توجهات قيادات حركة (6 إبريل) و(الاشتراكيين الثوريين)، لأنه دائما ما يلتقى أقصى اليسار مع أقصى اليمين». ويضيف «ب.ع»: «لقد حضرت واحدة من اجتماعات الائتلاف، وكان النقاش يدور حول فكرة المحاسبة، وهى إحدى الأفكار التى بنى عليها «ائتلاف المجددين»، أى محاسبة كل من شارك فى إهدار الدم المصرى، مهما كان منصبه منذ 25 يناير حتى الآن، ومحاكمة كل من شارك فى الانقلاب العسكرى بتهمة الخيانة العظمى، حتى يمكن تطبيق المسار الثورى والنهج الإصلاحى من أول يوم بعد انتصار ثورة المجددين، وهزيمة الانقلاب فى كل مرافق الدولة ومؤسساتها، وتدعيم كل المؤسسات بمراقبين ثوريين من شباب الثورة لمراقبة النهج الإصلاحى الثورى، وتجفيف منابع الفساد، والقضاء على الشبكة العنكبوتية لرجال الأمن المسيطرة على مفاصل الدولة، ووضع مبادئ ثورية جديدة، ومن يخالفها سيعد من خونة الثورة». ويوضح عضو «اتحاد شباب ماسبيرو» أن أهم «ما تقوم بنشره عناصر الائتلاف داخل المؤسسات لضم أعضاء جدد هو فكرة أن هناك فرقا بين (مرسى) كرئيس مدنى معزول، للمحافظة على تداول السلطة المدنية، وكونه منتميا لجماعة الإخوان». وتُعقد اجتماعات «ائتلاف تيار المجددين» فى عدة أماكن منها على سبيل الذكر لا الحصر، أحد مقرات الأحزاب بمنطقة «ناهيا» بحى بولاق الدكرور فى الجيزة، كما يتم التواصل عبر وسائل الاتصال الحديثة التى تسمح بتبادل الرسائل بين أكبر عدد فى آن واحد، بالإضافة إلى شبكات التواصل الاجتماعى داخل غرف المحادثات المغلقة «بال توك»، ويقوم بإدارة هذه الاجتماعات والحوارات النقاشية داخل هذه الغرف عضو ممثل لكل فصيل، يتابع النقاش وما يسفر عنه ويجمعه لبلورته إلى أفكار منتقاة تمهيدا لطرحها مرة أخرى للتصويت. وعلمت «الصباح» أن مخطط «المجددين» يعمل على تنفيذ خطتين على التوازى، خطة ظاهرية وأخرى خفية، والأخيرة تهدف إلى ظهور الإخوان بوجه جديد، يكون بمثابة غطاء سياسى تعمل الجماعة من ورائه لبناء جيل جديد من شباب التنظيم، لتنفيذ المخطط الذى يرمى إلى التنسيق مع أكبر عدد من المسئولين المنتمين للجماعة ومن لهم «ميول إخوانية»، فضلا عن المتعاطفين والمؤيدين ممن يشغلون مناصب قيادية فى مؤسسات الدولة، وخاصة المؤسسات التى يمكن من خلالها السيطرة على مفاصل الدولة. والمخطط الثانى ل«المجددين» والذى يقوده شخص يُدعى أبى الحكم عضو بالجماعة الإسلامية، تحت اسم خطة «الميتادور والثور»، ويهدف إلى العمل على فقدان قوات الأمن لتوازنها خلال المرحلة المقبلة، من خلال زيادة التظاهرات فى كل مكان، لعرقلة إنجاح تنفيذ خارطة الطريق والتى تبدأ بإقرار الدستور بعد انتهاء عملية الاستفتاء. وفى السياق ذاته، يكشف مختار نوح، المحامى والقيادى السابق بالجماعة المحظورة وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، عن مكالمة هاتفية جرت بينه وبين عمرو عمارة منسق حركة «إخوان بلا عنف»، طلب منه فيها الانضمام إلى مكون جديد يضم عددا كبيرا من المنشقين عن التيارات الإسلامية والمدنية، على أساس شغل منصب قيادى فى هذا المكون، للعمل على «تحسين صورة الإخوان والقضاء على حكم العسكر وإعادة الشرعية»، مشيرا إلى أنه رفض هذا العرض، وأرجع رفضه إلى «اعتبار هذا المكون مجرد قناع جديد من أقنعة الإخوان يحاولون من خلاله دخول الحياة السياسية بكروت جديدة لم يتم حرقها بعد، والهدف من الائتلاف هو إعادة إنتاج تنظيم إخوانى جديد».