"سكب المزيد من الزيت على النار المشتعل" هكذا جاء إعلان جماعة الإخوان المسلمين المحظورة عن تشكيل ما تسمى ب"حكومة المنفى المصرية" في الخارج بالعاصمة باريس والمكونة من 25 وزيراً ورئيس وزراء من الشخصيات الكبرى الداعمة لها بمصر، حسب ما جاء على لسان د.محمد الجوادي المعروف بدعمه وتأييده للجماعة وتأكيده على وجود أكثر من 20 دولة ستعترف بالحكومة في أسبوعها الأول. وهو ما اعتبرته جموع الأوساط السياسية والحزبية في مصر بمثابة خطوة تصعيديه من قبل الجماعة تؤكد على عدم انتمائها للوطن، واتهامها بالخيانة الوطنية والتخابر لحساب كل من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوتركياوقطر من أجل الحصول على مزيد من التأييد والاستقواء بالخارج في مناهضة الإرادة الشعبية الحرة التي أسقطت الرئيس السابق المعزول محمد مرسي عن حكم مصر في ثورة 30يوينو 2013 ، وذلك بتنفيذ عدد من قيادات الإخوان الهاربين من القانون والتابعين للتنظيم الدولي للجماعة ، المخطط الإرهابي الدولي لإسقاط مصر من خلال نشر الفوضى والعنف ضد مؤسسات الدولة وهيئاتها، خاصة مؤسسة الجيش والشرطة برعاية وتمويل كل من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر ومساعدة وإرشاد نائب الجماعة الهارب د.محمود عزت صاحب التاريخ الدموي للمحظورة. لتتشابه خطة الجماعة في تشكيل حكومة المنفي حالياً مع زعيم الثورة الإيرانية آية الله الخميني الذي مارس السياسة وتشكيل حكومة من منفاه في باريس في القرن الماضي ، ومحاولة التحريض على قلب نظام الحكم الإيراني والإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي ، عن طريق تحريض أعوانه داخل إيران بدفع الشعب للخروج في التظاهرات ضد الجيش والشرطة لسلب الحاكم الحماية ونشر الفوضى بالبلاد والتصعيد حتى إسقاط الشاه والنجاح في الاستيلاء على السلطة الإيرانية . وعلى النهج ذاته تتبع الجماعة في مصر بافتعال الأزمات واندلاع العنف والفوضى في محافظات الجمهورية بدعوة إسقاط ما تطلق عليه حكومة الانقلاب الحالية ومساعدة حكومة المنفى في تولي الحكم مجدداً . د.محمود العلايلي القيادي بحزب المصريين الأحرار ، أكد أن محاولة الجماعة المحظورة لتشكيل حكومة من المنفى تهدف لإثارة المزيد من القلاقل والعنف بالبلاد من ناحية ، ومحاولة الاستقواء بالخارج واستعطاف الغرب من ناحية أخرى، وهو ما يعكس في الوقت ذاته عدم انتماء هذه الجماعة للوطن ومحاولاتها التسلق فوق جثث ضحاياها الأبرياء من أجل السطو على السلطة رغم رفض الشعب لوجودهم بالحكم خلال عام فقط من تولي المعزول محمد مرسي منصب رئاسة الجمهورية، حتى اندلعت ثورة شعبية حرة في 30 يونيو 2013 أمام العالم للاعتراف بفشل المعزول في إدارة البلاد تحت وصاية مكتب الإرشاد العام للجماعة الحاكم الفعلي لمصر في ذاك الوقت . كما أوضح د.أحمد بهاء الدين شعبان القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني ، أن سعي الإخوان المسلمين لتشكيل حكومة موازية من باريس "وهم" تصدره هذه الجماعة الكاذبة للتعبير عن مدى العجز والانتحار الذي تقبل عليه بصورة سريعة باستمرار الدعوات العبثية للتظاهر والعنف مع السلطات الأمنية والقضائية ، والضغط على مؤسسات الدولة وهيئاتها لعدم ملاحقتهم أمنياً وقانونياً ، وعودة الرئيس المعزول لحكم مصر وتحقيق حُلم الخلافة الإسلامية المحال تنفيذه على أرض الواقع المصري، الذي اكتشف سريعاً كذب هذا الفئة والنفاق السياسي واستخدام الدين كقناع لإخفاء الحقيقة الفاشية والإرهابية التي تحملها جينات قياداتها . مؤكداً على استمرار خارطة الطريق الوطنية التي وضعها المصريون عقب الثورة حتى نهاية المرحلة الانتقالية دون خلاف أو محاولة عرقلة مهامها لصالح تيار الإسلام السياسي، خاصة المحظورة التي نأت بنفسها عن المصلحة القومية واقتصرت أهدافها على تحقيق أغراضها الخبيثة وفق المخطط الدولي الذي يستهدف الوطن . ويرى حسام الخولي القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني ، أن ما يتردد عن تشكيل الإخوان لحكومة موازية تسمى "حكومة المنفى" هراء سياسي يعبر عن عدم إدراك هذه الجماعة لحقيقة الموقف الذي وصلت إليه أمام الشعب المصري ، لذا يحاولون من خلال هذه الحكومة الظهور بصورة الأحرار المدافعين عن الشرعية الوهمية التي يكررها تحالف دعم الشرعية رغم أخطاء المعزول محمد مرسي وقيادات الجماعة أثناء تولي إدارة شئون البلاد ، وحقيقة تآمرهم مع دول أجنبية وعربية لإسقاط السيادة الوطنية للدولة للجيش والشرطة بأي شكل من الأشكال للانتقام من المصريين الذين خرجوا في تظاهرات 30يوينو التي قضت على طموحاتهم وآمالهم بالانفراد بالسلطة وتحويل مصر دولة تابعة لكل من أمريكاوقطروتركيا ، وهو ما أثبتته تحريات المخابرات المصرية التي كشفت مخططات تركيا والتنظيم الدولي الذي تقدم له مصادر التمويلات لإثارة الفوضى في مصر ، وذلك بعد أن فشلت جميع محاولاتهم وتظاهراتهم في الشارع المصري لكسب التعاطف الجماهيري والضغط على السلطة الانتقالية الحالية للتراجع عن موقفها من الثورة وعودة الحكم للإخوان والإفراج عن جميع المعتقلين من الإخوان .. معتبراً التهديد والتلويح بتشكيل حكومة منفى في الوقت الحالي غير مجدي ولن يكون في صالح مخطط الإخوان ، لأن الشعب لن يعترف بهذه الحكومة التي تشكلها جماعة ليست لها مصداقية وشعبية بين المواطنين حالياً . واعتبر د.وحيد عبد المجيد القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني ، التصريحات بإعلان الإخوان عن تشكيل حكومة منفى من العاصمة باريس بمثابة الاعتراف الرسمي والشعبي من قيادات المحظورة بالخيانة العظمي للبلاد ، والتي من شأنها التأكيد على وقوع قضية التخابر المتهم فيها المعزول محمد مرسي لصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية ، والتخابر أيضاً لصالح مخطط الإرهاب الدولي الذي يرعاه رجب أردوغان ودولة قطر لإسقاط مصر وزعزعة استقرارها القومي في حال نجاح تشكيل الحكومة الموازية المحال تحقيقه في الظروف السياسية الجديدة التي تمر بها مصر حالياً، وبعد نجاح الإرادة المصرية في إفشال مخطط الإخوان بالداخل وإفشاله مرة أخرى بالخارج بعدم الاعتراف بحكومة منفى فاشية . وأضاف قائلاً :" محاولات الإخوان الاستقواء بالخارج حالياً تعد رداً على أكاذيب وادعاءاتها للقوى الوطنية والسياسية التي كانت تلتقي بمسئولين دوليين وأجانب لبحث الأوضاع السياسية في مصر بالعمالة للغرب .في حين أثبتت خطوة تشكيل حكومة المنفى نفاق هذه الجماعة . ويرى وحيد الأقصري رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي أن إعلان محمد الجوادي عن تشكيل جماعة الإخوان المتأسلمين لحكومة المنفى بباريس غير معترف به ، لكون الجوادي عميل لعدة جهات ترعى مصالح الجماعة والتنظيم الدولي ، ويعمل على نشر مثل هذه الشائعات التي تهدف إلى نجاح المؤامرات الدولية على مصر بالخارج .مشدداً على ضرورة قيام الحكومة المصرية بسحب الجنسية المصرية عن الجوداي باعتباره يعمل لصالح جماعة متهمة بالتخابر على مصر. لافتاً إلى أن حكومة المنفى التي يهدف الإخوان من خلالها الحصول على المزيد من التمويلات الخارجية خاصة من حكومة قطروتركيا. وفي السياق ذاته ؛ أشار السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق ، إلى أن تصريحات د.محمد الجوادي عن تشكيل قيادات الجماعة لحكومة منفى موازية للحكومة المصرية الحالية بالعاصمة باريس، غير صحيحة ولا يجوز إعطائها المزيد من الاهتمام، خاصة أن مصر ليست دولة محتلة أو تقع تحت وطأة الحكم العسكري أو الانقلاب على السلطة كما يزعم هؤلاء المغيبين الذين يكذبون أنفسهم بأن ثورة 30يوينو 2013 انقلاباً عسكرياً على الشرعية حتى يتم تشكيل حكومة لها في المنفى كما حدث في الجزائر والعديد من الدول في العالم في القرن الماضي . موضحاً أن الاتفاقيات الدولية تمنع أي دولة من الإقدام على الاعتراف بمثل هذه التكوينات التي لا يوجد في الدبلوماسية ما يؤكد على الاعتراف بمثل هذه الحكومات الوهمية في العصر الحالي ، وبالتالي ليس من المعقول الاكتراث لمثل هذه المحاولات التي تهدف من خلالها الجماعة التأكيد على استمرارها في الشارع السياسي المصري فقط . كما يعتبر السفير ناجي الغطريفي مساعد وزير الخارجية الأسبق، دعوات جماعة الإخوان المسلمين والإعلان عن تشكيل حكومة منفى بباريس "وهمية" تهدف لكسب وتأييد الدول الأوروبية، خاصة بعد اقتناع معظم دول العالم بأن الثورة المصرية شعبية حرة وليست انقلاباً على الحكم الإخواني الباطل ،كما أن تجارب الحكومات الموازية في الخارج سواء في الجزائروإيران، ومصر في عهد الراحل جمال عبد الناصر لم تكن مؤثرة على الدول الخارجية التي لا تعترف بهذه الحكومات ، وبالتالي نفس المصير سيكون في انتظار حكومة الإخوان التي لا يوجد أساس على أرض الواقع من تشكيلها سوى من الدول الداعمة للإخوان فقط أمريكاوقطروتركيا، التي كان موقف الخارجية المصرية بطرد السفير التركي من مصر رداً صريحاً على تدخل الحكومة التركية التي يترأسها رجب أردوغان في الشئون الداخلية لمصر . وبدوره ؛ أكد د. هشام النجار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية ، أن إعلان د.الجوادي عن لجوء الإخوان لتشكيل حكومة منفى بالعاصمة باريس يعكس حالة التطور الخطير لهذه الجماعة وتوجهاتها المتعددة للحصول على أغراضها دون التعقل إلى مدى الخطوات التي تنتهجها لغياب العقل وفقدان الاتزان مع نهاية ثورة 30يوينو الغير متوقعة النجاح لدى الإخوان الذين اعتقدوا خطأً أنها ستكون مجرد تظاهرات دون نتائج تصل لحد إسقاط الحكم الإخواني، وخروجها من المشهد السياسي بصورة نهائية، خاصة بعد إصدار الحكم القضائي بحظر جماعة الإخوان ، والقبض علي جميع القيادات التي تمثل حلقة الوصل بين أنصار الجماعة في الداخل والذين فقدوا اتزانهم بفقدان القيادات ، وقلق التنظيم الدولي للجماعة والدول المؤيدة والداعمة له في الخارج بعد أن افتضحت غالبية مخططاته في النيل من مصر ، وكان قرار تشكيل حكومة المنفى خطة جديدة لجأت إليها الإخوان في الخارج كوسيلة لإسقاط الحكومة الحالية ، مع تصعيد لأعمال العنف والفوضى التي تصدر عن تظاهرات تحالفات دعم الشرعية من أجل عرقلة خارطة الطريق، ومنع خروج الدستور الجديد للنور وعدم إجراء الانتخابات التشريعية للبرلمان القادم وأيضاً الرئاسية التي تعكس استقرار الدولة الحديثة لمصر. مشيراً إلى أن الجماعة تحاول أن تفعل مثلما فعلت سوريا وليبيا بتشكيل حكومة منفى فشلت في تحقيق الغرض منها. بينما طالب د.أحمد بان الخبير في شئون الحركات الإسلامية، الحكومة الانتقالية الحالية والسلطات بالانتهاء من جميع الإجراءات التي تعرقل صدور الدستور المنتظر لتنفيذ جميع بنود خارطة الطريق التي تعبر عن أهداف ومطالب ثورة 30يوينو الشعبية ، لتكون رداً حاسماً على جميع محاولات الجماعة الرجوع لممارساتها التخريبية ضد الوطن، وفقاً لمخططات الخارج الذي ينتظر لحظة انهيار السلطات الوطنية .محذراً من محاولات المحظورة في التحايل على الشعب المصري من خلال دعوات تشكيل حكومة منفى موازية، للالتحام مجدداً بصفوف الثوار والمتظاهرين الثائرين ضد بعض الممارسات الحالية ، واستغلالها في العودة مجدداً للمشهد السياسي على غرار أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 ومحاولاتها لسرقة الثورة بعيداً. في حين أكد سامح عيد القيادي الإخواني المنشق ، أن إعلان د.محمد الجوادي عن تشكيل الإخوان لحكومة مصرية في المنفى حيلة يائسة تهدف إلى وحدة الصف الإخواني وتدعيم تحالف الدفاع عن الشرعية للاستمرار في النضال والدفاع عن الشرعية التي أوشكت على الرجوع، وإن كان هذا لن يحدث لأن الشعب لن يحترم مثل هذه الحكومات التي لا تعبر عنه والتي تعمل وفق مخططات خارجية تعد هذه الحكومة الوهمية أحدهما . وجدير بالذكر ؛ أن حكومات المنفى انتشرت في القرن الماضي وكان الهدف من تشكيلها في ذاك الوقت إما للحروب الأهليّة والنزاعات الداخلية على الحكم أو في حالة حدوث انقلاب عسكري على السلطة ، وفي حالة احتلال دولة لدولة أخرى كما حدث أثناء الحرب العالمية الثانية أثناء الاحتلال النازي لعدد من الدول الأوربية، عندما تشكلت عدة حكومات في المنفى مثل حكومات ملكة هولندا التي اتخذت لندن مقراً لها، وحكومة اليونان التي تشكلت عام 1941 واتخذت جزيرة كريت مقرًا لها.كما يذكر أيضاً أن حكومات المنفى تعمل على تمثيل دولها في المحافل الدولية كالأمم المتحدة والجمعية العمومية ومجلس الأمن الدولي والجامعة العربية عن طريق رئيسها أو وزير خارجيتها وفق نصوص الأعراف الدولية.