تعيش جماعة الإخوان المسلمين أسوأ حالاتها التنظيمية ولا سيما بعد القاء القبض على قياداتها بمن فيهم المرشد العام الدكتور محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر، وحملة الاعتقالات التى شنتها قوات الامن واستهدفت الصف الأول والثانى للجماعة. وتستعد الجماعة غدا لإطلاق كارتها الاخير فى تظاهرات 30 أغسطس تحت اسم «جمعة الشعب يسترد ثورته» والتى دعت إليها منذ مطلع الشهر الحالي، بهدف الحشد أمام مؤسسات الدولة ومحاولة السيطرة عليها، وإعلانهم للاعتصام حتى عودة الرئيس المعزول، وهو ما كان متفقا عليه قبل فض الاعتصام برابعة العدوية والنهضة. وكشفت مصادر من حركة «منشقون عن الإخوان» ان خطة الإخوان الاخيرة تتضمن «إحراق مصر» والتعرض للمنشآت العامة والخاصة وانطلاق مسيرات إلى أماكن سيادية منها وزارة الدفاع والداخلية والهجوم على المقر الباباوى بالعباسية ومشيخة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية، وقيام عناصر مسلحة تابعة لجماعات جهادية بعمل عمليات تفجيرية واستشهادية، واستهداف المصالح الحكومية والهجوم على منشآت عسكرية وشرطية. وأضافت المصادر ان الجماعة ستستعين بحركة «شباب مصر الأحرار» التابعة للجماعة، لعمل استراتيجية جديدة تؤدى لتصعيد وتقضى على الانقلاب تماما، وهو تغيير ميعاد الوقفات والمسيرات، فبدلا من المساء ستكون نهارا بدءاً من صلاة الفجر وحتى العاشرة صباحاً، حيث تقوم كل منطقة بقطع أقرب طريق فلا يذهب أحد لعمله. وتبدأ المسيرات مرة أخرى بعد صلاة العصر وحتى بدء ميعاد حظر التجول ، حتى لا يستطيع أحد العودة من عمله. ونشرت الحركة مزايا هذه الاستراتيجية وهى أنها لا تخرج عن السلمية و جعل البلد كلها فى حظر تجول طوال اليوم وشل حركة البلد تماما وعدم استطاعة الأمن مطاردة المتظاهرين فى مناطقهم، ومعرفة من اعترضوا على مرسى بسبب الاقتصاد ومن تضررت مصالحهم أكثر، مطالبا من الجميع التجهيز للبدء فى التنفيذ فجر الغد. كما تستعد جماعة الإخوان المسلمين فى الحشود خلال الفترة الحالية أمام المساجد التابعة لهم وليست المتواجدة فى الميادين لتفادى ما حدث فى مسجدى رمسيس ورابعة العدوية، والتركيز على المناطق النائية والقرى والمراكز وخروج الاحتشاد منها للاستمرار وعمليات الاشتباك مع الأهالي. من جانبها طالبت حركة «اخوان بلا عنف» المنشقة عن الجماعة من شباب الإخوان عدم الاشتراك فى اية مسيرات او فعاليات للجماعة وعدم إراقة الدماء، مؤكدة أن الجهاد هو جهاد فى سبيل الله وليس جهادا فى سبيل كرسى السلطة الزائف، وطالبت شباب الحركة بالتفاعل التام مع كافه أعضاء الجماعة فى كافة المحافظات لإفشال مخطط يوم 30 أغسطس، وإفشال مساعي القيادات المتورطة فى الدماء، وتفويت الفرصة عليها فى إراقة مزيد من الدماء. ووصفت الحركة من يشارك فى التظاهرة بأنه «خائن لتعاليم الشهيد حسن البنا الذى أسس الجماعة». وحذر احمد يحيى منسق حركة «اخوان بلا عنف» من مخطط تقوده القيادات المتطرفة والتى تسعى الى اشعال نار الفتنة وتعمل بكل الوسائل الى اثارة النزاعات بين اطياف الشعب الواحد. وأشار الى ان التنظيم الدولى عقد اجتماعا بعمان لوضع الخطوات التى سوف يتم اتخاذها يوم الثلاثين من اغسطس القادم يستهدف هذا المخطط إحراق مصر والتعرض للمنشآت العامة والخاصة وانطلاق مسيرات إلى اماكن سيادية منها وزارة الدفاع والداخليه والهجوم على المقر الباباوى بالعباسية ومشيخة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية وقيام عناصر مسلحة تابعة لجماعات جهادية بعمل عمليات تفجيرية واستشهادية واستهداف المصالح الحكومية والهجوم على منشآت عسكرية وشرطية وسوف يدفع التنظيم الدولى بعناصر الى مصر للمشاركة فى تلك الأعمال وتؤكد الحركة ان شباب الجماعة بانفسهم سوف يتصدون الى هذا المخطط بشتى الوسائل الممكنة. وقال حسين عبد الرحمن، عضو حركة «إخوان بلا عنف» إن حملة «ابتعد عن العنف» هدفها الأساسي هو دعوة أعضاء التيارات الإسلامية، بمن فيهم «الإخوان» للابتعاد عن العنف، وسنقوم بجولات طرق الأبواب عبر حملات تثقيف وتوعية لإعادة المراجعات الفكرية والدينية لتلك الجماعات، والأخذ بالمنهج الإسلامي الوسطي والابتعاد عن المنهج المتشدد في المفهوم الخاطئ للإسلام، بالإضافة لحملة «الإخواني مش إرهابي»، والتي ستبدأ فعالياتها عقب مظاهرات 30 أغسطس، للدفاع عن الجماعة وتصحيح صورتها وإجراء مصالحة داخلية، وتوجيه اعتذار للشعب عما بدر منها. وكشف ان الحركتين تهدفان لافشال مخططات جماعة الإخوان المسلمين فى القيام بأعمال تخريب وعنف في الفترة المقبلة، وتجنيب شباب الإخوان القيام بشغب في المسيرات والمظاهرات بدعوتهم إلى عدم المشاركة في مظاهرت (30 أغسطس، وأن يقبلوا بالأوضاع الحالية ويسعوا للمشاركة في الحياة السياسية والابتعاد عن العنف بشكل مطلق، خاصة أن أعضاء حركة «إخوان بلا عنف» قرروا المشاركة في الانتخابات والحياة السياسية نيابة عن الجماعة. بينما أعلنت حركة منشقون عن عدم مشاركتها فى مظاهرات 30 اغسطس الداعية اليها النظام الارهابى المجرم فى حق الشعب مؤكدة انها لن تشارك فى اى مظاهرات تدعو إليها الإخوان ولم تشارك قبل ذلك، مبررة الحركة ان كل مظاهرات الإخوان مظاهرات عنف وتخريب وترويع المواطنين الأبرياء التي تصل إلى القتل احيانا، وتبرأت من العنف الذى سوف يحدث داعية الله ان فى هذا اليوم لا يحدث عنف او دم سواء من الطرفين. وقال محمود الحبيشى منسق حركة «منشقون» أن الإخوان يطبقون الان سيناريو «يا نحكم مصر يا نحرق مصر»، داعيا وزارة الداخلية للتصدى بكل حسم وحزم لمن يخرج على القانون ويروع المواطنين. واضاف ان مظاهرات 30 أغسطس ما هى إلا ورقة اخيرة من جماعة الإخوان لإضعاف الدولة وارباك المشهد السياسى الحالى اكثر مما هو مرتبك، معتبرا ان الإخوان ليس لديهم بديل الا المواجهات سواء مع الجيش او الشرطة أو الشعب أو أى مؤسسة فى الدولة. ولفت إلى ان القبض على قيادات الإخوان اضعف شباب الإخوان والمسيرات بشكل عام لانهم لا يجدون من يقود المسيرات أو يمولهم بالمال. وأشار الى ان ثمة عمليات عنف ستحدث ولكن بشكل قليل عما كانت عليه الفترة الاخيرة مطالبا وزير الداخلية بحماية مؤسسات الدولة والضرب بحسم وحز م علي يد من يروعون المواطنين. يأتى هذا فى الوقت الذى يتبنى تيار اصلاحي داخل الجماعة مهمة تصحيح المسار بعدما أبدى اعتراضه على تولى محمود عزت الرجل الحديدى فى الجماعة منصب المرشد العام، وتبنى الفريق الاصلاحى عمل «مراجعات» تعتمد على الاعتراف بالأخطاء والتبرؤ الكامل من العنف، لكن يبدو أن تلك المساعي ستحتاج إلي سنوات لإنضاجها، لا سيما في ظل سيطرة رموز التيار القطبي المعروفين ب«صقور الجماعة» على مقاليد الأمور في الجماعة منذ فترة. وكشف احد القيادات المنشقة عن الإخوان ان جماعة الإخوان المسلمين أصبحت منقسمة على نفسها بعد وجود تيار اصلاحى قوى يسعى لضم المنشقين مؤخرا عن الجماعة لتحسين صورتها اما الرأى العام، ويشدد هذا التيار على ضرورة الانزواء عن المشهد السياسى لفترة حتى تظهر قيادات جديدة تستطيع قيادة الإخوان. ويواجه هذا التيار الإصلاحى محاولات مستميتة من كل من محمود عزت ومحمود حسين الأمين العام للجماعة المصرين على الاستمرار في التصعيد في مواجهة الحكم المؤقت، بينما يرى البعض ان التيار الاصلاحى «الحمائم» سيأخذ فرصته عاجلا ام أجلا ولا سيما وان معظم القطبيين ملاحقون قضائيا وتم توجيه تهم لهم.