استعدادات كبيرة تشهدها الساحة المصرية المضطربة على وقع دعوات لمظاهرات يعتزم نشطاء من أنصار الرئيس المعزول تنظيمها فى 30 أغسطس المقبل على غرار تظاهرات 30 يونيو التى أطاحت بحكم الإخوان. وتستعد جماعة الإخوان المسلمين لتحريك عدد من المسيرات بالميادين الكبرى فى المحافظات المختلفة لرفض ما أسموه «الانقلاب العسكرى» وما ترتب عليه من تغيرات. وأعلنت الجماعة وحلفاؤها فى تحالف دعم الشرعية عن اعتزامهم تنظيم فاعليات ضخمة ستركز جهودها على المحافظات وليست القاهرة أو الاسكندرية، حيث انتشرت مؤخرا على صفحات التواصل الاجتماعى وصفحات النشطاء المنتميين للجماعة دعوات إلى المشاركة فى مظاهرات ضد ما وصفوه ب«الانقلاب العسكرى»، ويطالب الداعون إلى هذه المظاهرات بعودة الرئيس محمد مرسى إلى منصبه، والعمل بالدستور المعطل، وعودة مجلس الشورى المنحل. وكشف التحالف فى بيان رسمى عن إعداده لقوائم سوداء ستضم بحسب وصف البيان «كل من يضع يده ويلوثها فى يد الانقلابيين، لتبقى سجلا مشينا فى تاريخ الوطن وليكونوا موضع محاسبة ومساءلة فى يوم تعود فيه الشرعية قريبا جداً»، بحسب البيان. من المنتظر أن تعلن جماعة الإخوان المسلمين عن خريطة واضحة للوقفات الاحتجاجية والمسيرات، خلال الفترة الحالية أمام المساجد التى تسيطر عليها الجماعة وحلفاءها، وليست الموجودة فى الميادين الرئيسية، لتفادى ما حدث فى مسجدى رمسيس ورابعة العدوية، والتركيز على المناطق النائية والقرى والمراكز. وعلمت «الشروق» من مصادر مطلعة بحركة شباب مصر الأحرار التابعة للجماعة عن تطبيق استراتيجية جديدة تشمل تغيير ميعاد الوقفات والمسيرات، فبدلا من المساء ستكون نهارا بدءاً من صلاة الفجر وحتى العاشرة صباحاً ، على أن تبدأ المسيرات مرة أخرى بعد صلاة العصر وحتى بدء ميعاد حظر التجول. وبخلاف الدعوات على الإنترنت تنتشر على جدران وأسوار مختلف أحياء المحافظات عبارات تحمل «30-8 انزل و 30/8 جمعة غضب« و 30 /8 ثورة من جديد، دشن ناشطون صفحات على موقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) تدعو إلى الاحتشاد نهاية الشهر الذى سيوافق يوم الجمعة، معتبرين أنها ستكون بمثابة «ثورة ضد الانقلاب» وأنها «جزء ثان من ثورة 25 يناير». فى الوقت نفسه تداولت الصفحات الرسمية الناطقة باسم «حزب الحرية والعدالة» الدعوة لمليونيه صلاة الفجر يوم الخميس 29 أغسطس، خاصة بعد عمليات الاعتقالات لأغلب القيادات من الصف الأول والثانى داخل مكتب الإرشاد وجماعة الإخوان المسلمين ومسئولى التنظيم بالمحافظات وسط تصعيد وجوه بالجماعة وتوليهم المسئوليات الإدارية والتنظيمية خلال الفترة الحالية. فى حين طالبت حركة «إخوان بلا عنف» المنشقة عن الجماعة، شبابها بعدم النزول وعدم إراقة الدماء، مؤكدة أن الجهاد هو جهاد فى سبيل الله وليس جهادا فى سبيل كرسى السلطة الزائف بحسب تعبيرهم وطالب شباب الحركة بالتفاعل التام مع كافة اعضاء الجماعة فى كافة المحافظات لإفشال مخطط يوم 30 أغسطس، وإفشال مساعى القيادات المتورطة فى الدماء، وتفويت الفرصة عليها فى إراقة مزيد من الدماء.