كل الجرائم الآن صارت تستغل التكنولوجيا الحديثة.. ومؤخرا استحوذت شبكات الجنس عبر الإنترنت على عقول الراغبين فى المتع الجنسية المحرمة، ومع توالى سقوط شبكات الدعارة التى تمارس خدماتها على الإنترنت صار الأمر ظاهرة جديدة تخترق المجتمع المصرى تستحق الرصد، خاصة أنها تهدد شبابنا بالعديد من الأخطار ليس أقلها مرض الإيدز الذى ينتقل من الممارسات الجنسية غير المنضبطة مع الأجانب. «الصباح» كشفت عن عدة عصابات تدير شبكات دعارة متعددة عبر الإنترنت.. تسهل لك الالتقاء مع فتيات روسيات وأمريكيات وأوروبيات لكى تحصل على خدماتهن الجنسية بمقابل مادى كبير، وتقوم تلك العصابات باستقطاب الشباب راغبى المتعة الحرام عبر أرقام هاتفية يروج لها الموقع، وبعد أن يتصل بها الشاب يتم خلال المكالمة الاتفاق على مواصفات الفتاة التى يرديها والثمن المدفوع. أغلب الشبكات الحالية لا توفر «المنزل الآمن» أو «بيت الدعارة» التقليدى لزبائنها، فالاتفاق يكون «ديلفرى» أى توصيل الفتاة للمكان الذى يريد الزبون ويتحمل هو مسئولية إيوائها بعد ذلك. شبكات الدعارة المتطورة هذه تم كشفها على أيدى الإدارة العامة لمباحث الآداب بمديرية أمن القاهرة، وبدأ طرف الخيط عندما وردت معلومات عن قيام أحد موظفى شركة إلكترونيات خاصة بإدارة شبكة جنسية، حيث استأجر شقة بمنطقة بولاق أبو العلا، واتخذ منها وكرا لتنسيق جرائمه مع 3 أفراد آخرين، يقومون باستقطاب راغبى المتعة الحرام عبر الإنترنت بواسطة صور فتيات أجانب والمقابل مبالغ مادية باهظة، يكون نصفها لهم والنصف الآخر للفتاة. عمليات التحرى عن الوقائع المذكورة أكدت صحة المعلومات، فتم وضع خطة بحث هادفة قام خلالها رجال المباحث بتجنيد متعاون دخل على الموقع الإلكترونى للشبكة وتظاهر بأنه يرغب فى فتاة أجنبية لا يتعدى عمرها 25 سنة، وبالتالى تم الاتفاق على دفع مبلغ 3000 جنيه. بعدها يسرت الشبكة للمتعاون مع المباحث اللقاء مع ساقطة روسية تدعى «أنا. .ن»، تقابل معها المتعاون بالفعل داخل حجرة خاصة بأحد الفنادق الشهيرة على كورنيش النيل، وهناك تم ضبط المتهمة متلبسة بتهمة الدعارة وبحوزتها 35 ألف جنيه وملابس وأدوات خاصة بممارسة الرذيلة، وتم تحرير محضر بالواقعة برقم 6437جنح بولاق أبو العلا، وبعدها تم ضبط كل أفراد التشكيل العصابى. ولم تمر سوى أيام على هذه العملية إلا وفوجئت مباحث الآداب ببلاغ غريب جدا، يتهم فيه إماراتى الجنسية يدعى «جميل بن على» مقيم بأحد الفنادق الشهيرة بدائرة قسم النزهة، يتهم أحد شبكات الإنترنت بالغش، ويقول إنه دخل على أحد المواقع الإلكترونية التى تقدم خدمات خاصة وسجيل طلب لقضاء سهرة حمراء مع إحدى الساقطات، وترك البيانات المطلوبة بعد موافقته على دفع مبلغ 400 دولار، وبالفعل أحضر له القواد العاهرة داخل الفندق الشهير وحصل على المبلغ المطلوب. المفاجأة كانت بالنسبة للإماراتى العاشق أن الساقطة التى صعدت إلى غرفته يتعدى عمرها 50 عاما، فحدثت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة بعدما طلب منها رد المبلغ الذى دفعه، مؤكدا أنه طلب بنتا صغيرة فى السن! الإماراتى المخدوع فى ثورة غضبه قام بإبلاغ الشرطة التى قامت بإلقاء القبض عليه وعلى الساقطة وعلى الشبكة كلها، والتى اتضح أن من يديرها هو عاطل مقيم بالنزهة، متخذا شقة هناك لممارسة أعماله المنافية للآداب، فتم مداهمة المكان وإلقاء القبض عليه وتحريز الأجهزة الموجودة بالشقة، وضبط عدد من الساقطات من مختلف الجنسيات، اعترفن بارتكابهن الرذيلة مقابل مبالغ مالية. وأمام عمرو طنطاوى، وكيل النائب العام، أقرت المتهمة الخمسينية بانضمامها إلى شبكة دعارة لممارسة الرذيلة مقابل أجر مادى فقرر حبسها وحبس المتهم الإماراتى 4 أيام على ذمة التحقيق وطلب تحريات النيابة حول الواقعة. الواقعة الثالثة حدثت بمنطقة مصر الجديدة، عندما وردت معلومات لمباحث الآداب بقيام شاب بإدارة موقع إباحى يسهل لراغبى المتعة الحرام الحصول على رغباتهم الجنسية فى أقل من ربع ساعة، بعد أن يتم الاتفاق على المبلغ المطلوب والمكان المتفق عليه، ويتم عرض صور لفتيات ساقطات يختار من بينهن الزبون لأن لكل فتاة منهن سعرا معينا، وتترواح هذه المبالغ ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف جنيه، بشرط أن يكون الميعاد بعد منتصف الليل. المباحث قامت بمداهمة الشقة التى يتم فيها إدارة الشبكة، وتم ضبط الشاب و4 فتيات روسيات وأمريكية واحدة.. وأحالهم اللواء أسامة الصغير مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة، إلى النيابة العامة التى أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق. مصدر أمنى مطلع قال ل«الصباح»: إن تلك الشبكات أصبحت ظاهرة تمثل خطورة على المجتمع بعد انتشارها السرطانى، مؤكدا أن هناك شبكات أخرى ما زالت تحت المراقبة حتى يتم مداهمتها متلبسة، وأن معظم الفتيات المضبوطات من الأجانب، وهذا يلقى بظلال من الشك فى احتمال تجنيدهن من قبل أشخاص للتجسس، عن طريق استقطاب شخصيات مرموقة ومهمة فى المجتمع، فيما يمثل خطورة كبرى على الأمن القومى المصرى. المصدر الأمنى شدد على أن مواجهة مثل هذه الشبكات يزداد صعوبة مع التطور العلمى الذى يحدث ويسهل عمليات التواصل، ويرى ضرورة قيام الأسر بالرقابة الدائمة على أبنائهم ومنعهم من الدخول على المواقع التى تسهل ممارسة الجنس عن طريق فلاتر الحماية التى توفرها متصفحات الإنترنت، حيث أوضح أن تلك الشبكات توجه طاقتها فى اجتذاب أكبر نسبة من الشباب للسيطرة على عقليتهم، خاصة أن الشباب فى مراحل العمر الصغيرة يكون من السهل اجتذابهم عن طريق الجنس، محذرا الشباب من أن معظم هذه الفتيات تكونون مصابات بالإيدز. وأوضح المصدر أن الإدارة العامة لمباحث الآداب كشفت أن أكثر الأحياء التى تنتشر بها شقق الدعارة هى مناطق وسط البلد والعجوزة ومصر الجديدة والهرم ومدينة نصر والشيخ زايد، موضحا أن هذه الشبكات تفضل العمل فى الأحياء الراقية حتى تضمن الزبائن القادرين على دفع مبالغ كبيرة، خاصة أن الجيران فى هذه الأحياء لا يتدخلون فيما لا يعنيهم، ولهذا يستخدمون الشقق المفروشة المنتشرة فى تلك المناطق الراقية.