عادت جماعات الظلام لممارسة أعمالها الإرهابية الخسيسة مرة أخرى، لم يكتفوا بقتل أفراد الجيش والشرطة، بل امتدت جرائمهم لتقتل الأطفال والنساء، دون أدنى اكتراث بالألم الذى عاشه المصريون.. الأيادى الخسيسة حولت حفل زفاف صغير إلى مأتم كبير، فقط محاولة لزعزعة أمن الوطن، وإنهاك قوته، ليسقط 4 قتلى و20 مصابا أمام كنيسة العذراء بالوراق بمحافظة الجيزة. أجهزة الأمن بوزارة الداخلية عثرت على 20 فارغا لطلقات الرصاص بمجرد وصولها إلى مكان الحادث، فيما أكد المعمل الجنائى، أن المتهم أطلق الرصاص بطريقة عشوائية لإصابة أكبر قدر من الأشخاص الموجدوين أمام الكنيسة. وفجرت تحقيقات جهاز الأمن الوطنى مفاجأة، حيث أكدت أن العملية تم التخطيط لها فى منزل أحد قيادات الجماعة الإسلامية بالوراق، وأن أجهزة الأمن داهمت المنزل، لكنها لم تعثر على المتهم، الذى لاذ بالفرار قبل القبض عليه، وأضافت التحريات أن المتهمين ترددوا على منزل القيادى قبل الحادث بشهر، حيث قاموا بالتخطيط للعملية داخل المنزل واصطحبهم القيادى عدة مرات لمعرفة الشوارع المؤدية إلى الكنيسة. وكشفت التحقيقات أن الدراجة البخارية التى استخدمت فى تنفيذ العملية لم تحمل لوحات معدنية، وأن المتهمين لم يكونا ملثمين إلا عند وصولهما إلى مقر الكنيسة، والبندقية الآلية التى تم ارتكاب الحادث بها كانت مفككة، وتم تركيبها بشارع جانبى بجوار الكنيسة. وذكر شهود العيان فى التحقيقات أن المتهم الذى أطلق الرصاص على الكنيسة، لم يكن بمفرده، واشترك معه 4 أشخاص آخرين، فى مراقبة الكنيسة من بعد، ومساعدته على الهرب، وقال شاهد عيان أثناء التحقيق فى الأمن الوطنى إنه بعدما قام المتهم بإطلاق الرصاص، وفر هاربا شاهد أحد العناصر ملثما، يستقل معه الدراجة البخارية ويلوذان بالفرار، إلا أن هول الموقف منعه من أن يطاردهما، خاصة بعد تجمع الأهالى حول الكنيسة، ولم تكن هناك فرصة لضبط المتهمين وأنهم نفذوا العملية باحترافية شديدة. وفجر أحد الشهود مفاجأة فى التحقيقات عندما أكد أنه شاهد المتهم بإطلاق الرصاص يشير بعلامة رابعة العدوية ولاذ بالفرار. من جهة أخرى، علمت «الصباح» من مصادرها داخل مديرية أمن الجيزة، أن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم قرر إجراء حركة تنقلات كبيرة داخل المديرية، بسبب التقصير الأمنى فى تأمين الكنائس بعد إلقاء القبض على المتهمين، وهناك قيادات ستحال إلى التحقيق داخل الوزارة بسبب التقصير فى الدوريات الأمنية التى تمر بشوارع الجيزة، وكيف وصل المتهان مستقلين دراجة بخارية بحوزتها أسلحة آلية إلى مكان الحادث بدون أن يتم تفتيشهما؟. ورجح مصدر أمنى داخل الوزارة أن يتم إقالة اللواء كمال الدالى، مدير أمن الجيزة، وذلك بعد أن عنفه الوزير داخل مكتبه عقب الحادث، وأضاف المصدر أن هناك تقصيرا أمنيا واضحا من القيادات الأمنية بالمديرية، وأن المتهمين نفذا العملية فى توقيت كانت فيه بعض قيادات المديرية عائدة من الحج من بينهم اللواء محمود فاروق وكيل المباحث الجنائية بالجيزة. وأكد المصدر أن ما حدث كان متوقعا، وهو ما رصدته الداخلية فى الأيام الأخيرة من تحركات سرية لعناصر جماعة الإخوان، وتنجيد عناصر لارتكاب عمليات إرهابية لإظهار الدولة فى صورة المرتعشة أياديها عن حماية المواطنين، وجاء الحادث قبل محاكمة المعزول محمد مرسى والتى تم تحديدها فى 4 نوفمر المقبل، وكأنه رسالة تريد الجماعة أن توصلها إلى وزارة الداخلية بأن المحاكمة لن تمر مرور الكرام وأنهم سيدافعون عن مرسى لو احترق الأخضر واليابس.