تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم "السبت" عددا من القضايا المهمة. ففي مقاله (نقطة نور) بصحيفة"الأهرام"، قال الكاتب مكرم محمد أحمد إن المصريين يعانون حسرة شديدة على غياب مصر التى يعرفونها، مصر الاستقرار والتكافل والتراحم والوحدة، مصر النخوة والأصالة والشهامة التى ترفض الكراهية وتنبذ العنف، وتأنف من التعصب والتطرف وغياب الرحمة ولدد الخصومة. وتساءل الكاتب عن من الذي اختطف مصر من واديهم ليودع مكانها وطنا يستغربونه، منقسما على نفسه، ترتفع فيه تلال الكراهية تعزل بين الناس، وتسود فيه البلطجة ويغيب عنه سلطة الدولة وحكم القانون، ويتم فيه تعليق الاجساد على أعمدة الانارة!، وتجرى فى شوارعه عمليات السحل عيانا جهارا؟. كما تساءل الكاتب عن الحل الصحيح فى عودة الدولة القوية، وهل هى التي تبطش وتضرب وتصادر، أم انها الدولة العادلة التى تلم شمل الجميع!، وهل يكفى لعودة الدولة القوية اصدار قانون جديد أكثر حزما وتشددا ينظم التظاهر؟، أو تعليق الاتهام فى رقبة بعض السياسيين من المعارضة المتهمين بالتحريض على العنف، او تحميل ما حدث لحفنة من الإعلاميين كرسوا منابرهم للهجوم على الحكم. وقال إن تلك حلول تعالج ظاهرات المشكلات وليس أسبابها الجوهرية وربما يكون بعضها مطلوبا فى مرحلة لاحقة، لأن السبب الاصيل فى كل ما يحدث هو حالة الاستقطاب الحاد التي قسمت البلاد ومزقت وحدتها وأضعفت الدولة وغيبت حكم القانون وأسقطت ضوابط عديدة كانت تحفظ وحدة الوطن. وأكد الكاتب أنه ما لم نعالج المشكلة الاصل والجوهر فسوف نظل ندور حول انفسنا فى متاهة بلا مخرج!، حلها الصحيح الاسراع بالمصالحة الوطنية وترميم جبهة البلاد الداخلية، وصياغة علاقات جديدة بين الحكم والمعارضة تضمن صحة المسيرة الديمقراطية وتضع قواعد واضحة للتظاهر ونبذ العنف ورفض التطرف والمشاركة يتوافق عليها الجميع، تعيد للدولة قوتها واحترامها. وفي مقاله (أفكار متقاطعة)، قال الكاتب سليمان قناوي رئيس تحرير صحيفة (أخبار اليوم) يعتقد كل من اعتاد على أن يبيع ضميره أن مصر هي الاخري قابلة للبيع، ومن ثم خرجت من أفواههم اكاذيب وهرتلات بأن قناة السويس معروضة للبيع او للايجار وان الاهرامات الثلاثة هى الاخري لمن يشترى وحددوا المشتري في دولة قطر. واضاف أنه من المحزن أن رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها خرج في مؤتمر صحفي علي هامش القمة العربية ليعلن بملء الفم أن مصر أكبر من أن تشترى ويدحض بذلك كل التخرصات والاوهام التي خرجت للاسف من أناس ينتسبون زورا في جوازات السفر وبطاقات الرقم القومي إلى مصر العظيمة. وأشار إلى أن هؤلاء الذين خرسوا تماما أيام المخلوع، خرجوا اليوم كالأفاعى من جحورهم لم ينطق أحد منهم بكلمة حين وقع مبارك مع قطر مذكرة تفاهم بشأن مشاركة قطر في مشروع شرق التفريعة وكان ذلك قبل الثورة بشهرين. وأكد أنه وهو يتابع القمة العربية أحس من داخل القاعة الرئيسية بالدوحة أنها قمة مصر وسوريا بامتياز، فعلى سبيل المثال لقي الوفد الاعلامي المصري كل الحفاوة والترحيب والتقدير أينما حل، ولم يخل الخطاب الافتتاحي لأمير قطر رئيس القمة من التركيز على الاشادة بدور مصر بشكل جعل قامتنا ونحن في القاعة ترتفع إلى عنان السماء. وقال إن مصر كانت حاضرة بقوة في القمة العربية بالدوحة. حتي الهواجس والتخوفات من حكم الاخوان المسلمين ونظام الرئيس مرسي كانت حاضرة هي الاخري، وظهر ذلك بوضوح في المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس وزراء قطر بعد انتهاء القمة حين ذكر أن قطر دعمت مصر وتونس قبل وصول الاخوان إلى السلطة وقبل إجراء أي انتخابات. وأكد أنه أصبح واضحا للجميع أن الهدف من كل هذا التهجم على قطر هو الصد عن سبيل دعم مصر وتخويفها حتى تتراجع عن هذا الدعم في هذه المرحلة الحرجة، وكأن هذا الدعم سيصب في جيوب الاخوان المسلمين وليس في خزائن الاقتصاد المصري، ومن يعرف القطريين يدرك أنهم لا يلقون أموالهم في جيوب أحد.