سليمان قناوى يعتقد كل من اعتاد علي ان يبيع ضميره ان مصر هي الاخري قابلة للبيع، ومن ثم خرجت من افواههم اكاذيب وهرتلات بأن قناة السويس معروضة للبيع او للايجار وان الاهرامات الثلاثة هي الاخري لمن يشتري وحددوا المشتري في دولة قطر.. وكان من المحزن ان رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها خرج في مؤتمر صحفي علي هامش القمة العربية ال 42 ليعلن بملء الفم ان مصر اكبر من ان تشتري ويدحض بذلك كل التخرصات والاوهام التي خرجت للاسف من اناس ينتسبون زورا في جوازات السفر وبطاقات الرقم القومي الي مصر العظيمة. هؤلاء الذين خرسوا تماما ايام المخلوع، خرجوا اليوم كالأفاعي من جحورهم لم ينطق احد منهم بكلمة حين وقع مبارك مع قطر مذكرة تفاهم بشأن مشاركة قطر في مشروع شرق التفريعة وكان ذلك قبل الثورة بشهرين. لقد احسست وأنا اتابع القمة العربية من داخل القاعة الرئيسية بالدوحة انها قمة مصر وسوريا بامتياز، فعلي سبيل المثال لقي الوفد الاعلامي المصري كل الحفاوة والترحيب والتقدير اينما حل، ولم يخل الخطاب الافتتاحي لأمير قطر رئيس القمة من التركيز علي الاشادة بدور مصر بشكل جعل قامتنا ونحن في القاعة ترتفع الي عنان السماء، فقد اكد علي انه لايمكن لاحد ان ينسي التضحيات التي قدمتها مصر ودورها الكبير تجاه القضايا العربية واشقائها العرب ولذلك فإن تقديم الدعم لمصر الشقيقة في هذه الظروف واجب علي الجميع. هكذا كانت مصر حاضرة بقوة في القمة العربية بالدوحة. حتي الهواجس والتخوفات من حكم الاخوان المسلمين ونظام الرئيس مرسي كانت حاضرة هي الاخري، وظهر ذلك بوضوح في المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس وزراء قطر بعد انتهاء القمة حين ذكر ان قطر دعمت مصر وتونس قبل وصول الاخوان الي السلطة وقبل اجراء اي انتخابات. واشار »عندما بدأنا بتقديم المساعدات لم تكن هناك حكومات إخوان لا في مصر ولا في تونس وعندما بدأت الزيارات لمصر وتقديم المساعدات كان ذلك خلال حكم المجلس العسكري وحكومة الدكتور عصام شرف«. ووضح حرص رئيس الوزراء القطري علي تبديد مخاوف البعض منا في مصر من أنهم يدعمون الاخوان حين قال: »نتعامل مع حكومات وليس اشخاصا«.. وهكذا تبين كذب وافتراء احاديث بيع قناة السويس والاهرامات وماسبيرو والذي اقسم- رئيس وزراء قطر- علي انه لا يعلم في اي مكان يوجد ماسبيرو بالقاهرة. لقد اصبح واضحا للجميع ان الهدف من كل هذا التهجم علي قطر هو الصد عن سبيل دعم مصر وتخويفها حتي تتراجع عن هذا الدعم في هذه المرحلة الحرجة، وكأن هذا الدعم سيصب في جيوب الاخوان المسلمين وليس في خزائن الاقتصاد المصري، ومن يعرف القطريين يدرك انهم لا يلقون اموالهم في جيوب احد، وأن دعمهم حتي ايام مبارك كان لمشروعات موجهة لخدمة الشعب المصري مثل تخصيص اكثر من 002 مليون دولار لشراء جرارات لسكك حديد مصر بعد تكرار حوادث القطارات ايام المخلوع، لكن المشكلة ان من تعود علي بيع كل شيء وأي شيء يعتقد ان مصر هي الاخري معروضة للبيع.. هيهات فإن مصر مهرها اغلي وثمنها لم يخلق بعد من يستطيع دفعه.. فأرحموا بلدنا ولا تصدوا عن سبيل مساعدة الشعب المصري في هذا الظرف الحالك، والتاريخ لن يرحمكم لان خلافكم مع فصيل معين يجب ألا يكون تكأة لهدم مصر علي رءوس من فيها. أمراض الديمقراطية تابعت محاضرة شائقة للدكتور منصف المرزوقي رئيس تونس ألقاها في مركز الجزيرة للدراسات بقطر، قال فيها: ان الديمقراطية في العالم العربي هي نبتة مريضة زرعت في ارض غير مهيأة، وشخص المرزوقي امراض الديمقراطية في هذا العالم بأنها 7 أمراض.. الأول: ان الديمقراطية ليست سيادة الشعب بل سيادة القوائم الانتخابية، فقليل هم الذين يشاركون في الانتخابات في العالمين العربي والغربي، ففي الانتخابات التونسية الاخيرة لم يشارك فيها سوي 05٪ من التوانسة، كما ان أوباما انتخب بحوالي 03٪ من عدد السكان، والمرض الثاني: ان الديمقراطية لا تنهي حكم الارستقراطية، فهذه الطبقة تتراجع ولكن تبقي لها سلطة المال والمخابرات والاعلام، بينما السلطة السياسية هي التي تحاسب باعتبارها »في وش المدفع« لكن في حقيقة الامر وراءها عدة سلطات، والمرض الثالث: ان الديمقراطية مبنية علي الغش ويمكن ان تستغل لصالح الجماعات المناهضة للحرية او يتم تزوير الانتخابات، المرض الرابع: يكمن في ان الديمقراطية قد تحوي ديكتاتوريات صغيرة فمن الممكن ان تجد ديكتاتورا صغيرا علي رأس المجلس المحلي مثلا، وبالنسبة للخامس فإن الديمقراطيات تفترض في القادة ان يكونوا مسئولين ومنزهين ولكن هذا غير موجود عبر التاريخ، فالديمقراطيات تاريخ من الفضائح السياسية وفيما يتعلق بالمرض السادس: قال المرزوقي انه يتعلق بالمواطن نفسه الذي قد يختار تحت اسباب عنصرية او طائفية او قد يغرر به.. وبالنسبة للمرض الأخير: فهو عدم وجود علاقة بين الديمقراطية والعدالة الاجتماعية فالبورجوازيات كانت تخشي اعطاء الحق للفقراء في التصويت خوفا من حكمهم ولكن هذا لم يحدث.. وعلي الرغم من ان المرزوقي يري كل هذه الامراض في الديمقراطية إلا انه يفضلها. حقيقة ان النظام الديمقراطي سيئ لكن الانظمة الاخري اسوأ منه، كما يمكن اصلاح عيوب النظام الديمقراطي بمزيد من الديمقراطية ولكن لا يمكن اصلاح عيوب الاستبداد بمزيد من الاستبداد.. وشخص المرزوقي علل الوضع في دول الربيع العربي في ان الاعلام يلعب الآن دورا قذرا كما ان هناك صحافة مأجورة يحركها المال الفاسد، ضد كل سياسة وطنية وكل سياسي نزيه. وقال ان هناك نهبا وفسادا كان يتم في السابق ولايزال مستمرا حتي الآن، لعن الله الاستبداد والاعلام الفاسد والصحافة المأجورة.