هل تقود قطر سيناريو تقسيم الدول العربية؟.. وهل يصب ذلك في صالح سياساتها التي يري البعض أنها تخدم في المقام الاول المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة؟ وهل تسعي الي سحب البساط من تحت أقدام عملاقي المنطقة مصر والسعودية لكي تلعب دورا سياسيا أكبر من حجمها يغير موازين القوي في المنطقة العربية؟. في إجابتها علي هذه التساؤلات قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن قطر هي الشريك الأول للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وإنها تتطلع للخروج من عباءة السعودية وأن تصبح كيانا منفصلا قويا وهو ما لن يحدث إلا من خلال تفتيت الدول العربية المحيطة لكي يكون لها صوت مسموع في المنطقة. وخرجت الصحيفة من البيان الختامي الصادر عن قمة الدوحة بأن تركيزه علي الأزمة السورية دون البحث في إيجاد سبل لإنهاء الكارثة التي يعانيها العراق اذ يواجه خطر التقسيم الي3 دويلات وهو الأمر الذي قد يحدث قبل نهاية العام وفقا للاحتقان الطائفي الذي ينذر بذلك. واضافت أن هذ الأمر يفضح الأطماع القطرية ويشير بالاتهام الي الجامعة العربية التي انساقت وراء الأهداف القطرية ولم تركز سوي علي الأزمة السورية دون التطرق الي أزمات البلدان الأخري كفلسطين حيث اكتفت فقط بإدانة ممارسات الاحتلال وطالبت بضرورة العودة الي طاولة المفاوضات والعودة الي حدود ما قبل1967 دون اتخاذ أي اجراءت ضد كيان الاحتلال. وتتساءل الصحيفة: لماذا الاهتمام العربي بالمذابح البشعة التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه دون التطرق لنفس العمليات الاجرامية التي يرتكبها النظام في البحرين بحق المتظاهرين السلميين؟. علي صعيد متصل اوردت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالا أشارت فيه الي أن الدول العربية نجحت في إقصاء الرئيس بشار الأسد ودقت المسمار الأخير في نعشه بقرارها تسليح المعارضة إلا أن الدول العربية لم تحسب تداعيات ومخاطر ذلك القرار لأن دعم المعارضة بالسلاح مقابل دعم إيران وموسكو لجيش الأسد بأحداث الأسلحة وأكثرها تطورا يهدد بدخول سوريا في حرب أكثر دموية, كما أن قرار القمة يجهض أي فرص للحوار مع النظام السوري ولم ينجح في وقف اراقة الدماء السوري بل يزيد الوضع تعقيدا حسب ما أشارت الصحيفة. ويري محللون ان تلميحات أمير قطر بإمكانية نشر قوات عربية في سوريا يقصد به تهيئة العرب لقبول فكرة تدخل عسكري غربي في حال إجماع دول الاتحاد علي ذلك, وهو ما دفع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري الي القول بأن السوريين هم من سيقررون مصيرهم ومن سيحكمهم وليس اي دولة اخري في اشارة الي قطر التي دعمت غسان هيتو المنتمي للإخوان المسلمين وأصرت أن يرأس أول حكومة انتقالية في سوريا. وتظل الاجابة علي تلك التساؤلات رهنا بالأيام المقبلة التي قد تكشف عن حقائق غائبة عن الكثيرين خاصة وأن قطر تتعرض لحملة شعواء لانها الوحيدة من بين دول الخليج التي منحت مصر5 مليارات دولار في وقت تخلي عنها كثير من الدول العربية. رابط دائم :