تصدرت الأزمة التي تشهدها سوريا منذ منتصف مارس 2011 والمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء. ففي دولة قطر، أكدت صحيفتا (الشرق) و (العرب) أن تردد المجتمع الدولي في حل الأزمة السورية هو الذي سمح بظهور المتشددين على الساحة في سوريا .. وشددتا على حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه .. مشيرتا إلى ما طرحه الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس للوصول إلى شرق أوسط أكثر استقرارا نظرا لأن قضايا المنطقة كلها متشابكة. ورأت الصحيفتان أن المنطقة الأكثر توترا واشتعالا في العالم بحاجة إلى وقفة دولية تسعى إلى تحقيق الاستقرار الذي لا يمكن أن يتحقق عبر قضية دون أخرى فقضايا الشرق الأوسط اليوم أصبحت أكثر ترابطا من أي وقت مضى. وبدورها، نبهت صحيفة (الشرق) إلى أن الساحة السورية مازالت أسيرة التردد الدولي في وقف أكبر مأساة إنسانية يشهدها العالم في الألفية الثالثة ويذهب ضحيتها الشعب السوري جراء أسوأ أنواع الإرهاب الذي يمارسه النظام وعلى رأسه بشار الأسد الذي لا يتورع عن قتل شعبه بأبشع أنواع الأسلحة والأساليب التي لم تستخدم حتى في الحروب العالمية. وأكدت الصحيفة أن دعم الشعب السوري ومد ثواره بالسلاح للدفاع عن نفسه ليس إرهابا بل حق مشروع للدفاع عن النفس بوجه نظام يمثل رأس الإرهاب في العالم .. وعبرت عن قلقها من أن تنجح حيل النظام السوري الذي يستخدم دعاية مبتكرة لإقناع الغرب بأن عملية مد المعارضة السورية بالسلاح تؤدي إلى تنمية التيارات الإرهابية داخل سوريا. وأشارت الصحيفة إلى ما نبه إليه الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني من أن يجد مثل هذا الكلام أذانا صاغية في الغرب .. موضحا أن المطلوب هو دعم المعتدلين، لكن إطالة الأزمة تتسبب بدخول أطراف متطرفة. وقالت (الشرق) "الحقيقة التي يجب أن يدركها الغرب وجميع المعنيين بالملف السوري أن القضاء على الإرهاب يبدأ بإبعاد رأس الإرهاب عن السلطة، كما أن منع إطالة الأزمة يمنع ظهور التيارات المتطرفة ويرجح كفة الاعتدال والمعتدلين في سوريا". ومن جانبها، قالت صحيفة (العرب) إن قطر كان لها رؤية واضحة حول طرق حل الأزمة السورية غير أن المجتمع الدولي وقف متفرجا .. ولفتت إلى ما أكده الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن العالم اليوم لا يمكن أن يسمح لرئيس نظام أن يقصف شعبه بصواريخ سكود. وأوضحت أن إطالة أمد الصراع في سوريا كان السبب الرئيسي لظهور المتشددين، إلا أن ذلك ليس سببا مقنعا لمنع تسليح الثوار في سوريا، خاصة وأن أغلب الأسلحة التي تصلهم لم تكن سوى قاذفات آر.بي.جي وأسلحة كلاشينكوف للدفاع عن النفس. وحثت الصحيفة المجتمع الدولي على أن يسارع إلى تصحيح ما ارتكبه من أخطاء بحق الشعب السوري، مضيفة أن المجتمع الدولي أعطى المبرر تلو الآخر للنظام لقمع الشعب حتى وصلنا إلى أن أصبحت هذه الأزمة تهدد المنطقة كلها. وفي سلطنة عمان، تحدثت صحيفة (الوطن) عن ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية والتي لاتزال تواجه رهانات متعددة وعقبات كثيرة بدأت تأخذ أشكالا متنوعة. وقالت الصحيفة تحت عنوان (مراهنات خاسرة.. حتما) "إن من بين هذه الرهانات التي تحاول المعارضة السورية المسلحة الترويج لها هى لعبة التحريض الطائفي وجر الدول التي تتشاطر الحدود مع سوريا وتحديدا ذات التعدد الطائفي والمذهبي والعرقي إلى تفجير حرب أهلية طائفية". ورأت (الوطن) أن السعي إلى إثارة حرب طائفية مذهبية لن يكون فيها فائز سوى الذين يقودون مشروع التدمير والتقسيم والتفكيك في المنطقة والذين يتقدمهم كيان الاحتلال الصهيوني، ومن يسع إلى هذه الفتنة إنما هو متآمر وعميل وفي النهاية سيرجع خالي الوفاض وسيخسر خسرانا مبيا.