" أبيات الشعر كالفتيات يبدون فاتنات في الثياب الحمر"، هكذا كانت إجابته المختصرة عند سؤاله عن سبب اقتران اسم ديوانه بلون الثوب الأحمر، إنه محمد عبد السلام، الشاعر الشاب، الذي استغرقه التفكير ليستنفذ الشغف من عمره خمسة أعوام، لتخرج كلماته المبدعة برحيق الشعر الأخاذ بلهجته العامية والفصحى، لتختلط فيما بينها بلهفة الشباب وتجارب الحياة، لتعبر قصائد ديوانه الأول لبر التجسيد الواقعي بحروف من حبر مطبوع على ورق أبيض، اختلطت نصعه لمعانه باحمرار الخجل على تعابير وجه فتياته المدللات بردائهن الأحمر، المنشور على أغصان بيوت شعره. فبين الحب والغضب انطلق طالب البرمجة بعلوم القاهرة، برحلته الشعورية متنقلاً بين حبال الرومانسية المرهفة، مروراً بألسنة الخيال الحارة، ليجسد باستحالة امكانية وصفها أملاً جديداً في صحراء السياسة اليابسة بمياه الوطنية الثورية، لتظهر كسراب لامع على مرمى بصر أعين قلمه الأسود. متخذاً من أئمة الشعر المصري والعربي قدوة له، بدءاً بالأبنودي وسيد حجاب، مروراً بنزار قباني وتميم البرغوثي، ختاماً بصلاح جاهين وفاروق جويدة وحتى محمود درويش. ليشق بأسلوبه المميز طريقه الخاص بين عمالقة هذا الأدب الثمين. ليخرج بذلك ديوان " قصائد في الثياب الحمر" لترى صفحاته النور عن دار "الحلم" للنشر والتوزيع، لينضم لأرفف نظائره الشعرية والإبداعات المؤلفة، ضمن أرفف معرض الإسكندرية للكتاب خلال شهر مارس الجاري. ضامماً في جعبته 13 قصيدة، نصفها عامي ونصفها الاخر باللغة الفصحى، بجانب قصيدة من الرؤية التراثية، ليقدم " عبد السلام" بذلك وجبة دسمة من أشهى أطباق الشعر الأصيل، مرفقة ببهارات من خليط متميز من الأحاسيس المتضاربة بين برودة الهدوء وحرارة اللهفة ومرارة الواقع، مضافاً إليها نكهات أدبية من عقلية فنان شاب هو باديء ذي بدء ممثل ومؤلف ومخرج مسرحي، قبل أن يخوض غمار حرب المشاعر والأوصاف في ديوانه الأول، الذي يبدأ به مشواره كرسام لحروف كلمات الشعر العربي.