جيش الاحتلال يستهدف الصحفي أنس الشريف أمام خيمته.. وهذه وصيته الأخيرة

استشهد الصحفي الفلسطيني في قناة الجزيرة "أنس الشريف" أمس الأحد بعد قيام قوات جيش الاحتلال باستهدافه بشكل مباشر من أمام الخيمة التي يقيم بها.
جاء هذا بعد تهديدات عديدة وجهها الاحتلال ل "الشريف"، الذي اشتهر بعبارة "التغطية مستمرة"، جراء نقله للوضع الكارثي الذي يعيشه الفلسطينيون داخل قطاع غزة، بعد انضمامه لمراسلي "الجزيرة" منذ بداية الحرب على القطاع.
كانت كاميرات الصحفي الفلسطيني تنقل الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال منذ بداية الحرب. وحتى قبيل استشهاده بساعات نقل أخبار عن خطة الاحتلال الإسرائيلي لغزة، والتي تجهز لها تل أبيب بقرار من بنيامين نتنياهو.
يقول زملاء الصحفي الشهيد إنه كان قبل استهدافه خرج من خيمته حتى يساعد إحدى السيدات في الحصول على طعام، ولكن جاءه اتصال هاتفي، فتوقف ليرد، وبعدها تم استهدافه بشكل مباشر برصاص جنود إسرائيليين، ليلقى حتفه على الفور برفقه زمليه الصحفي محمد قريقع.
وصية الصحفي أنس الشريف
ترك الصحفي الشهيد وصية ليتم نشرها بعد وفاته عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي توثق حجم معاناة الغزيين، ومناشدة للعالم بإنقاذ الفلسطينيين من هذه المعاناة، وكلمات مؤثرة لأفراد عائلته.
فكتب "أنس": "هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة.. إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي".
وتابع: "بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة (المجدل) لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ".
واستطرد: "عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف".
واستكمل: "أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم.. أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يمهلهم العمر ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام.. فقد سحقت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران".
وأردف: "أوصيكم ألا تسكتكم القيود، ولا تقعدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمس الكرامة والحرية على بلادنا السليبة".
وأضاف "الشريف: "أُوصيكم بأهلي خيرًا.. أوصيكم بقُرّة عيني، ابنتي الحبيبة شام، التي لم تسعفني الأيام لأراها تكبر كما كنت أحلم.. وأوصيكم بابني الغالي صلاح، الذي تمنيت أن أكون له عونًا ورفيق دربٍ حتى يشتد عوده، فيحمل عني الهم، ويكمل الرسالة.. وأوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلت لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي.
أدعو الله أن يربط على قلبها، ويجزيها عنّي خير الجزاء".
واختتم قائلًا: "وأوصيكم كذلك برفيقة العمر، زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرقتنا الحرب لأيامٍ وشهورٍ طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة".
تم نسخ الرابط