فتح الألماني يورجان كلوب عقله وقلبه وتحدث حول مباراة السبت المقبل التي ستجمعه مع توتنهام في نهائي دوري أبطال أوروبا وذك في حديث للموقع الرسمي لنادي ليفربول. في البداية تحدث المدرب الألماني حول التأهل المعجز أمام برشلونة بالفوز 4-0 في إياب قبل النهائي وقال : "لقد كانت ليلة استثنائية. كان الأمر يبدو وكأن جمهور الكوب يدفعون الكرة للدخول إلى المرمى". ثم اضاف ":بالطبع، كل من كان حاضرًا في آنفيلد في تلك الليلة شاهد كيف حقق لاعبو ليفربول معجزة تاريخية بالتأهل إلى المباراة النهائية على حساب برشلونة. ويعلق كلوب قائلًا: "عندما تتحدث عن الأجواء، فلقد قلت من قبل أنني عشت بعض الأجواء غير المسبوقة في الكثير من المرات". وعند سؤاله عن إحساسه عقب مباراة برشلونة، أجاب كلوب: "لم أصدق ما حدث إلا بعد صافرة النهاية. عندما خسرنا المباراة الأولى أمام برشلونة، كنت راضيًا عن أداء الفريق، بل وكنت سعيدًا أيضًا، ولكن بالطبع لم تكن النتيجة مُرضية لنا. آنذاك، كان كل تفكيري في الأداء الذي قدمناه وليس النتيجة التي خرجنا بها من المباراة. لطالما سُئلت عن إحساسي في هذه اللحظات وعن ما إذا كنت أستمتع بها. لقد استمتعت بالمباراة كثيرًا، فلقد كانت رائعة بحق! ولكننا هُزمنا بثلاثية في النهاية! بعد المباراة، لم نتحدث عن النتيجة. بالتأكيد لم تكن أفضل نتيجة يمكننا تحقيقها لدفعنا إلى التلويح بالظفر ببطاقة التأهل من آنفيلد. لقد جلسنا في غرفة الملابس وتحدثت مع اللاعبين لبعض الوقت. لم نصب بالانهيار ولم نحتج لبداية جديدة". وأتبع حديثه بقوله:"أردنا الاستفادة مما حدث في برشلونة. بعد ذلك، كان علينا مواجهة نيوكاسل في الدوري، وهو فريق قوي وعنيد، وبعدها كان أمامنا يومان فقط للاستعداد لمباراة آنفيلد. كنا نعلم أننا سيتعين علينا خوض المباراة بدون فيرمينو وصلاح، وهذا لا يساعدنا كثيرًا بالتأكيد، ولكننا لم نشك ولو للحظة في قدراتنا كفريق. كنا ندرك مدى صعوبة المهمة، وأن البعض كان يراها مستحيلة. من جانبنا، لم نرها مستحيلة، وهذا كان الدافع وراء بذل أقصى ما لدينا في المباراة. بالنسبة لي، أظهرت بداية المباراة كيف ستسير الأمور بنسبة كبيرة. لقد مرر لاعبو برشلونة الكرة إلى الخلف وقمنا بالضغط عليهم بكل قوة. آنذاك، شبهت لاعبي ليفربول بالأسود الجائعة التي لم تأكل أي شئ منذ 8 أسابيع! وقتها شعرت أننا حققنا بداية جيدة وأننا ربما تكون أمامنا فرصة حقيقية في العودة في النتيجة". وتابع المدير الفني الألماني: "أنا فخور جدًا باللاعبين، ولكن هذا ليس الوقت المناسب للشعور بذلك. الآن علينا الاستعداد جيدًا للمباراة النهائية، ويتعين عليّ أن أقوم بتحفيزهم ودفعهم إلى الأمام. علينا أن نبذل أقصى ما لدينا لتحقيق هدفنا". لا يخفى على أحد الهزيمة التي تعرض لها ليفربول في نهائي النسخة الماضية ضد ريال مدريد بنتيجة 3-1 في كييف. وأكمل كلوب حديثه: "نحن في النهائي مرة أخرى، وهذا يثبت أن الاستسلام لا مكان له في قاموس اللاعبين. العام الماضي، سيطر علينا الحزن والاحباط في طريق عودتنا من كييف. آنذاك، وقفت بجانب اللاعبين في المطار وقلت لهم أننا يجب علينا أن نعود مرة أخرى ونصحح الأمور، وأن نصل إلى النهائي للمرة الثانية على التوالي فهذا يُعد إنجازًا ضخمًا. نحن نكن الكثير من الاحترام للمنافس، فمشوارهم في دوري الأبطال هذا الموسم كان استثنائيًا أيضًا. ستكون مباراة صعبة بكل تأكيد". أعرب لاعبو ليفربول عن احترامهم الشديد لتوتنهام ومدربهم ماوريسيو بوتشيتينو، وعلى الرغم من فوز ليفربول على الفريق اللندني في مباراتي الدوري هذا الموسم، أكد الجميع في ليفربول أن هاتين النتيجتين لن يكون لهما أي تأثير على المباراة النهائية يوم السبت. وقال كلوب: "إنهم فريق قوي للغاية. لقد فزنا عليهم مرتين في الدوري وهناك فارق كبير في النقاط بيننا وبينهم في جدول الترتيب، ولكن هذه الأشياء لن يكون لها قيمة في المباراة النهائية. عندما نسترجع شريط أحداث مباراة آنفيلد في الدوري، سنجد أننا لعبنا بشكل جيد في الشوط الأول، ولكن الشوط الثاني لم يكن الأفضل لنا. الفارق بين الفريقين لا يُعتبر ضخمًا، والمباريات النهائية دائمًا ما تكون لها ظروفها الخاصة. توتنهام لديهم مرونة تكتيكية كبيرة، وهذا ما شاهدناه في مباراة آنفيلد. بعد 3 أسابيع من نهاية الموسم، ربما نجدهم يلعبون بطريقة مختلفة في النهائي. سنرى ما سيحدث". "يجب أن نستعد للمباراة كما ينبغي. أعلم أن البعض يتوقعون فوزنا بالمباراة، والبعض الآخر يقولون أننا سنُهزم مرة أخرى. في النهاية، يجب أن نلعب المباراة، وأعد الجميع أننا سنلعب بشجاعة وبرغبة كبيرة في تحقيق الفوز كما فعلنا طيلة الموسم. نحن في نهائي دوري الأبطال للموسم الثاني على التوالي…كم هذا رائع! لقد خضنا مباريات صعبة للغاية ومررنا ببعض الأوقات العصيبة، والتي استطعنا التغلب عليها في النهاية. نحن مستعدون ونثق في قدرتنا على الفوز". كانت النتائج الرائعة التي حققها ليفربول وقدرة لاعبي الريدز على التغلب على الظروف الصعبة والعودة لتحقيق الانتصار في العديد من المناسبات قد جعلت كلوب يصف لاعبيه بالوحوش أصحاب العقلية الرائعة. وعلق كلوب على هذا الأمر ضاحكًا وقال: "لقد استخدمت وصفًا آخر قبل ذلك، ولكن ليس مسموحًا لي بمشاركته معكم! لقد رأى الجميع كيف كان الجزء الأخير من الموسم، بل والموسم كله، مثيرًا. بعد الوصول للجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي، بدا أن الموسم سيكون رائعًا، ولقد كان كذلك بالفعل. طوال الموسم، قال الجميع أننا لا يجب أن نفقد أي نقاط لأن المنافسين لا يفقدون النقاط بدورهم. هذا ما جعل الموسم مثيرًا منذ بدايته. في دوري الأبطال أيضًا، نجحنا في التأهل إلى الدور ربع النهائي بعد مباراتين رائعتين ضد بايرن، ثم تأهلنا إلى نصف النهائي بعد منافسة جيدة في ربع النهائي، وبعد ذلك وصلنا إلى النهائي بعد ليلة تاريخية في آنفيلد. خلال ذلك، كان علينا خوض بعض المباريات الصعبة في الدوري، مثل مباراة نيوكاسل خارج أرضنا. لقد كانت أشبه بمباراة نهائية!". "لقد تأثرت كثيرًا بما فعله اللاعبون في العديد من المرات…بالأهداف التي أحرزوها والعودة التي حققوها وكل هذه الأمور. لقد كان أمرًا استثنائيًا. فريقنا يتمتع بجودة عالية ولقد مزج اللاعبون بين امكانيتهم الرائعة وأدائهم الرائع في الملعب بطريقة لم أرها من قبل، وهذا أمر رائع. هذا ما عنيته عندما وصفتهم بالوحوش". جدير بالذكر أن ليفربول استطاع حصد 97 نقطة في الدوري الإنجليزي، وذلك بعد أن تلقى هزيمة واحدة في 38 مباراة، ليُنهي الموسم في المركز الثاني بفارق نقطة وحيدة عن البطل مانشستر سيتي. وقال كلوب: "نحن نتحسن ومستوانا يتطور بشكل كبير. إذا كانت هناك جائزة لأكثر الفرق تطورًا خلال السنة الماضية، فليفربول هو الأحق بالفوز بها. لقد قام اللاعبون بعمل رائع. هدفنا هو الفوز بالبطولات، وإذا لم نستطع تحقيق ذلك، فعلى الأقل كنا قريبين إلى أقصى حد. من المهم أن نستمر في السعي نحو ذلك. الآن سنلعب النهائي مرة أخرى، ووجودنا في النهائي يعني أننا قريبين أكثر من أي وقت مضى من الوقوف على منصة التتويج. بعد الهزيمة التي تعرضنا لها في نهائي النسخة الماضية، كنت متفاجئًا بردة فعل اللاعبين. إذا سألتني هل كنت أتوقع أن نحصد 97 نقطة هذا الموسم، كنت لأجيب بالنفي بكل صراحة، ولكنني كنت أعلم أننا سنقدم موسمًا جيدًا، وأعد بتكرار الأمر نفسه في الموسم القادم". "في كرة القدم، الأمور تتوقف على أداء ونتائج الفرق الأخرى أيضًا، لأنهم أيضًا يمكنهم التطور. لقد حالفنا الحظ في بعض الأوقات وعاندنا في بعض اللحظات الأخرى؛ هكذا كان موسمنا وفي النهاية حصدنا 97 نقطة. إنه رصيد ضخم، ولكن الموسم قد انتهى ويجب أن نركز في ما سنفعله في الموسم القادم الآن". وكما يؤكد كلوب، ينصب تركيز ليفربول الآن على نهائي دوري الأبطال فقط، وهو النهائي الذي وصل إليه ليفربول بعد مشوار صعب وملئ بالعقبات، وذلك بعد 3 هزائم خارج القواعد في دور المجموعات، وأداء ناضج ضد بايرن في دور الستة عشر، ثم اختبار أقل صعوبة ضد بورتو في دور الثمانية، قبل معجزة آنفيلد أمام برشلونة في نصف النهائي. ولعل القاسم المشترك بين كل هذه المباريات كان هو الدعم الكبير وغير المشروط من جماهير الريدز، والذي من المنتظر أن يتكرر في مدريد يوم السبت. ويعلق كلوب عن ما إذا كانت جماهير ليفربول قد لعبت دورًا كبيرًا في تأهل الريدز إلى المباراة النهائية: "الأمر واضح للجميع ولا يحتاج للكلام. نحن نعمل كفريق واحد وكلنا جزء من نفس الكيان. لقد عشنا لحظات لا تُنسى سويًا. لا أريد أن أتحدث عن هذه الأمور الآن، لأننا نستعد لخوض نهائي دوري الأبطال الآن ويجب أن نستعد له جيدًا، ولكن ها نحن في نهاية الموسم، فلا بأس من الحديث عن ذلك قليلًا. لقد خضنا سويًا العديد من المباريات الرائعة داخل وخارج آنفيلد. لقد أبديت إعجابي بأداء الفريق الناضج في مباراة بايرن في ألمانيا في أكثر من مناسبة، فلقد قدمنا مباراة تكتيكية على أعلى مستوى وقمنا بالعديد من الأمور على نحو رائع". "أدرك جيدًا أننا مدينون برد الجميل لكل عشاق ليفربول في كل أنحاء العالم. بكل تأكيد لسنا النادي الوحيد الذي عاش لحظات كالتي عشناها، ولكن هذا ليس من شأننا. لقد مررنا بهذه اللحظات واستمتعنا بها، وهذا شئ رائع".