بعد اعلان الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي عن عدم رغبته في خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، تتجه الانظار في ايران الى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني لخوض هذه الانتخابات ومنافسة المرشحين الاخرين المنتمين للمعسكر المتشدد والمحافظ. اذ اعرب رفسنجاني - المعروف باتجاهاته المعتدلة - في تصريحاته الاخيرة عن امله للترشح لهذه الانتخابات المقرر اجراؤها في 14 حزيران (يونيو) المقبل مثيرا بذلك حفيظة المتشددين. وللحيلولة دون ترشحه للانتخابات الرئاسية، تعرض لهجوم عنيف من وزير الاستخبارات حيدر مصلحي ومحمد خامنئي الشقيق الاكبر للمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي. وقد عزا وزير الاستخبارت الاضطرابات التي تلت الانتخابات الرئاسية في ايران عام 2009 الى دور رفسنجاني واعتبره الشخص الاساسي الذي كان يقف وراء تلك الاحداث التي راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى. ودخل اية الله محمد خامنئي، الذي لم يتخذ خلال الاعوام الاخيرة موقفا حول اي من الاحداث السياسية، على الخط متحدثا عن "تخطيط الغرب لفتنة 2013 بقيادة هاشمي رفسنجاني" واصفا رفسنجاني ب"منفذ خطة اسقاط النظام" في ايران. ويعني شقيق خامنئي باسقاط النظام اسقاط المرشد الاعلى واعوانه من السلطة في ايران. فوفقا لصحيفة "روز" (النهار) الايرانية، كان لتصريحات الشقيق الاكبر للمرشد الاعلى انعكاس واسع في الاعلام الايراني والاقليمي، حيث وُصفت من قبل هذا الاعلام ب "المواجهة النهائية بين رفسنجاني وخامنئي". وقد حذره مهدي فضائلي، احد قادة الاستخبارات العسكرية الخاصة بالحرس الثوري الايراني، من مغبة الترشح للانتخابات الرئاسية، مؤكدا ان على رفسنجاني ان يستعد "للنيران المكثفة لمدفعية المعارضين لترشحه". ووصفت وكالة "آفتاب" للانباء الموالية لرفسنجاني ما جرى بانه "مرحلة تدمير شخصية رفسنجاني" التي تتم بشكل علني ومن جانب الحلقة الاولى من افراد حاشية اية الله علي خامنئي وذلك خلافا لعام 2005 عندما كانت تتم بصورة غير رسمية وسرية وبشكل منشورات ليلية بسبب منافسة رفسنجاني لإحمدي نجاد انذاك. وافادت وكالة فارس ان اية الله محمد خامنئي الذي يرأس "مؤسسة صدراء" هاجم رفسنجاني قائلا: "استخدام عبارة الانتخابات الحرة من قبل البعض يعد انطلاقا للهجمة الدعائية واثارة الاجواء ضد الحكومة والنظام، وهي في الواقع اطلاق لإبواق الحرب." يذكر ان هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي وشخصيات اصلاحية ومعتدلة اخرى تطالب بحرية ونزاهة الانتخابات الرئاسية في ايران. واضاف اية الله محمد خامنئي: "عمل اعداء الجمهورية الاسلامية بشكل جيد في العام 2009 اذ اختاروا ميرحسين موسوي (مرشح الانتخابات الرئاسية انذاك والمحتجز حاليا في منزله) لتنفيذ اهدافهم وذلك بمساندة هاشمي رفسنجاني والمجموعات المعارضة. ولم ينقص مشروعهم القاضي لقيام ثورة ملونة شيء الا عدم انتباههم للغيرة الاسلامية والوطنية للشعب الايراني ووعي الجماهير. ويعد السيد هاشمي رفسنجاني افضل شخص لمخطط "فتنة 2013" الخاصة بالمفسدين ولا فرق بين ان يكون هاشمي رفسنجاني على علم بعمق المؤامرة ام لا". ويتكلم شقيق المرشد الاعلى اية الله خامنئي عن مخطط ذي 3 مراحل لما يصفها بالتحضير لفتنة 2013 قائلا: "اولا، وفقا لهذا المخطط يجب ان يتم ترشيح الشخص المعني للانتخابات الرئاسية تحت انوار مطفأة وان يتم التحدث عن احتمال الترشح وعدم الترشح، وربط امر الترشح بالواجب الشرعي وفقدان المرشحين الكفؤين وما شابه ذلك من امور. اي لا يتضح الامر الى اي شخص حتى اللحظة الاخيرة، كما يحدث في الافلام الهوليوودية. ثانيا، يتم التحضير للمخطط بشكل لا يواجه معه اي مقاومة من قبل الشعب وحزب الله، ولذا فإنهم يبذلون جهودا دقيقة كي لا يصطدموا بحزب الله وان لا يتفوهوا بامور تثير اهتمام وحساسية الشعب والمسؤولين الكبار. ثالثا، يحاولون ان يستخدموا عناصر معروفة وحسنة الصيت في المجتمع – والتي تميل الى السيد هاشمي رفسنجاني بسبب تعلقها المادي اليه او لبساطتها اولإسباب اخرى – للقيام بالدعاية لصالحه. وقد تمت جدولة هذا المشروع وسيتم تطبيق اجزائه رويدا رويدا بشكل لا يجذب الانتباه اليه ولإهدافه وتكتيكاته". ويتحدث اية الله محمد خامنئي عن وصول "مساعدات مادية ومعنوية من الغرب الى هاشمي رفسنجاني" و"سيناريو للاضطرابات في الشوارع" ويؤكد: "الركن المهم الاخر لهذا السيناريو هو المساعدات المادية والمعنوية التي وصلت وستصل الى ايران – كما كان في العام 2009 – من بقاع العالم وستشتري اصوات كثيرة ولا يختلف الامر ان كان المرشح مطلعاً على ذلك ام لا. وتفيد التقارير ان مجموعات من الاوباش تخطت الحد المعمول به في طهران حيث يشاهد من خلال اعتقال الشرطة للاوباش انهم يملكون البنادق والاسلحة الهجومية الخاصة بحرب الشوارع – بل وحتى الادوات المضادة للالغام – ونحن نعرف ان هؤلاء يملكون عادةً اسلحة بيضاء وقلما يكون لديهم سلاح ناري. وهذا يدل انهم يتوقعون وقوع اضطرابات في هذا السيناريو". وطالب اية الله محمد خامنئي، شقيق المرشد الاعلى، ضمنيا مجلس صيانة الدستور المختص بالتدقيق في سجلات المرشحين، بعدم تزكية اية الله هاشمي رفسنجاني في عملية الترشح للانتخابات الرئاسية. واذا تم ذلك، فسيشكل سابقة في تاريخ الجمهورية الاسلامية الايرانية بالنظر الى ان رفسنجاني كان الرجل الثاني بعد آية الله الخميني خلال حياته وقاد القوات المسلحة الايرانية في حربها ضد العراق وكان رئيسا للبرلمان وللبلاد ولمجلس الخبراء في فترات مختلفة منذ قيام الثورة الايرانية في 1979. وسيبدأ يوم غد الثلاثاء تسجيل المرشحين للانتخابات الرئاسية في ايران ولمدة خمسة ايام، ومن ثم سيبحث مجلس صيانة الدستور في اهلية المرشحين وسيزكي المؤهلين ويرفض ترشيح غير المؤهلين لرئاسة البلاد.