مواجهات جديدة بين متظاهرين والشرطة في طهران تجدد التظاهرات في العاصمة الإيرانية طهران : أفاد شهود عيان بتجدد الاشتباكات والمواجهات بين الشرطة الايرانية ومتظاهرين في العاصمة طهران يرفضون نتائج الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد في الثاني عشر من يونيو/حزيران وأسفرت عن فوز الرئيس أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن شهود عيان ان العشرات من المتظاهرين اعتقلوا في احدى ساحات طهران، عقب ترديدهم هتافات ضد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. وأضاف الشهود :" افراد من الشرطة ومليشيا الباسيج نزلوا الى الشوارع للحؤول دون مزيد من الاحتجاجات". واتهم قائد الشرطة الإيرانية الجنرال إسماعيل أحمدي مقدم قادة المعارضة بزرع التوتر في البلاد عبر التشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو الماضي. وقال في خطاب في مشهد (شمال شرق) إن "بعض الأشخاص الذين لم يحققوا أهدافهم في الانتخابات ينشرون الشك ويحولونه إلى مؤامرة". إلى ذلك اتهم المحافظون الرئيسين السابقين محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني بأنهما يعملان لإدخال إيران في فتنة جديدة استجابة لمخطط أمريكي يهدف الإطاحة بالثورة. واتهم ممثل خامنئي في مؤسسة كيهان الرئيس خاتمي بأن مقترحه حول تنظيم استفتاء على حكومة محمود أحمدي نجاد إنما هو سيناريو أمريكي لافتعال فتنة واضطرابات أمنية في إيران وأن هذا المقترح جاء لخاتمي من عضو مؤسسة (أمريكن اينتربرايز) مايكل لدين الذي شغل سابقا مساعد وزير الدفاع رامسفيلد ونائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني. كما اتهمت صحيفة " جوان" (الشباب) المقربة من الحرس الثوري الرئيس خاتمي بأنه يعمل لمنظمة هولندية تدعى(NGO) وأنها تخضع لإسناد من البرلمان الأمريكي والهولندي لأجل إقامة ثورة مخملية في إيران. وقالت الصحيفة إن خاتمي يعمل مع هذه المنظمة منذ عامين وأن زياراته المتعددة إلى الدول الغربية تأتي في هذا الإطار. في مقابل ذلك، واصل المحافطون انتقاداتهم لرفسنجاني حيث دعا إمام جمعة فارسان الشيخ بور أكبر ، السلطات إلى ضرورة عزل رفسنجاني عن إمامة الجمعة بطهران إذا واصل تكرار الموضوعات التي طرحها في صلاة يوم الجمعة الماضي. وقال بور أكبر: إن مكان صلاة الجمعة هو مكان للإسلام وليس مكانا ينبري فيه الخطيب للدفاع عن الأراذل والأوباش. وأضاف" أن كل ما طرحه رفسنجاني ليس فيه مصلحة لإيران". وفي السياق الأمني أكدت مصادر أمنية أن الشرطة دخلت في مواجهات عسكرية مع المعارضة في منطقة أرومية لمدة 7 ساعات. وقال رئيس المركز الإعلامي لشرطة أذربيجان الغربية علي جديدي: إن البناية كانت تضم عناصر متعددة من المعارضة الإيرانية المسلحة وقد تمكن البوليس من الدخول واقتحام المبنى ولكن بعد سقوط أعداد من الجرحى والقتلى بين الجانبين. وأوضح جديدي أن المبنى تعرفت عليه الشرطة من خلال تعاون الأهالي حيث حصلت على معلومات عن حركات الأشخاص والأسلحة والمعدات التي بحوزتهم وتبين فيما بعد أن هؤلاء الأشخاص ينوون القيام بعمليات مسلحة في الداخل الإيراني وقتل المسؤولين.
وكان المرشح الرئيسي المعارض لتلك النتائج مير حسين موسوي قد ذكر قبل ذلك ان الاستفزاز والتهديدات لن تسكت مؤيديه ، فيما اتهم المرشد الأعلى للثورة الاسلامية الإيرانية على خامنئي من اسماهم ب "اعداء البلاد" بتأجيج الأزمة المتعلقة بنتائج الانتخابات الرئاسية. وطالب خامنئي في خطاب بثه التلفزيون الإيراني الاثنين، القادة الايرانيين بتوخي الحذر من التدخل الأجنبي، معتبرا ان الوضع السياسي الراهن يضع البلاد امام اختبار صعب. وقال: "في حين ان تدخل الخارج وخصوصا وسائل اعلامه واضح جدا، فان ادعاءاته بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الايرانية هو علامة على خزيه". يذكر ان الخلاف على نتائج تلك الانتخابات، التي يزعم كل من المعارض والمرشح مير حسين موسوي، والرئيس احمدي نجاد، الفوز بها، كان قد ادى الى احتجاجات واسعة في المدن الايرانية، وتسبب في مقتل ما لا يقل عن عشرين شخصا.