هذه رسالة إلي شرفاء مصر في سلك القضاء المصري العظيم، كي ينتفضوا لتطهير أعظم وأهم مؤسسة في مصر من الفاسدين، فهؤلاء يسيئون إلي الشرفاء ويلطخون سمعتهم فهؤلاء الفاسدون معروفون بالاسم للجميع ومازالوا يسيطرون علي سلك القضاء ويقيمون شبكة من العلاقات مع فلول مبارك وفاسدي عصر المخلوع، وقد أعمي الله بصيرة هؤلاء وأضلهم عن سبيله ولا يصح بقاؤهم في سلك القضاء، فالثورة التي صنعها الشعب المصري لن تنجح إلا بتطهير البلاد من الفاسدين والمرتشين وبائعي الضمير. أقول هذا الكلام وأنا أكاد أبكي علي هذا الوطن الذي يحاكمنا علي كلمات ننشرها ويترك الحبل علي الغارب للفاسدين كي يواصلوا سرقة ثروات هذا الوطن. لقد صدر مؤخرا حكم ضد صحيفة «الموجز» ورئيس تحريرها لصالح "حسن حمدي" رئيس النادي الأهلي الذي يتمتع بنفوذ بالغ في كافة الأوساط، وكانت «الموجز» قد فتحت ملفات حسن حمدي مثل عشرات من كبار رجال الأعمال في مصر عقب اندلاع الثورة، وكان حسن حمدي علي قوائم المطلوبين للمحاكمة والمساءلة حتي داخل جدران مؤسسة «الأهرام» نفسها التي يدير لها وكالة إعلاناتها، وتظاهر زملاؤنا في المؤسسة العريقة علي سلالم «الأهرام» ورفعوا اللافتات مطالبين بإقالة حسن حمدي من إدارة الإعلانات وتطهير المؤسسة من الفاسدين، ونشرنا أوراقا ومستندات تدين حسن حمدي، وبدلا من التحقيق فيها ومراجعتها تم الحكم لصالحه ومعاقبتنا علي ما قيل إنه سب وقذف دون الاهتمام بالوقائع المنشورة!!.. وصدر الحكم بناء علي ذلك وليس بناء علي براءة حسن حمدي من التهم الموجهة إليه!! والرسالة موجهة إلي زملائي في مهنة الصحافة في كل مكان، إن قانون النشر في تلك الظروف يحتاج إعادة نظر خاصة أن العشرات بل المئات من الزملاء في المهنة قد فتحوا ملفات الفاسدين عقب اندلاع ثورة يناير وإذا تم الحكم بناء علي البند المعيب بالقانون والذي يخص ألفاظ السب والقذف فإن نصف الصحفيين في مصر سيقفون خلف القضبان كمتهمين في حين سيحصل المتهمون بإفساد الحياة السياسية علي البراءة ولن يجرؤ صحفي علي الاقتراب من أي ملف لواحد ممن تتردد أسماؤهم ضمن كشوف المتهمين بالفساد، إن مهمة مهنة الصحافة كشف الوقائع حتي يتم التحقيق فيها، وتوضيح الأمور ومن حق المتهم أن ينشر حيثيات براءته في كل الصحف، لكن أن يتم الزج بالصحفيين خلف القضبان وتغريمهم آلاف الجنيهات فذلك سيكون هو الفساد نفسه، فسوف يفكر الصحفي عشرات المرات قبل أن يتناول ملفا لأي متهم، لقد صدر الحكم بتغريم «الموجز» 20 ألف جنيه، فهل سيتم تغريم كل صحفيي مؤسسة «الأهرام» الشرفاء الذين تظاهروا ضد حسن حمدي ورفعوا اللافتات داخل المؤسسة للمطالبة بمحاكمته؟!.. هل سيتم الزج بكل هؤلاء إلي السجون وتغريمهم لأنهم اقتربوا من ملف أحد المتورطين في الفساد؟! إننا لن نستسلم لتلك القوانين التي تم تفصيلها لصالح كل فاسد ومتورط في فساد أو متهم، وسيقف المحامون عنه للبحث عن الألفاظ وسيصدر الحكم بناء علي ذلك دون مراجعة الوقائع الواردة في التحقيق الصحفي!! إننا سنواصل حملاتنا ضد الفاسدين في كل مكان وسنكشف بالأوراق والمستندات كيف سرقوا ثروات البلاد وجمعوا المليارات في سنوات معدودة. إن تلك الرسالة التي أتوجه بها إلي شرفاء القضاء أتوجه بها أيضا إلي الزملاء في كل المؤسسات الصحفية كي ينتبهوا إلي المؤامرة الخطيرة علي الصحافة في المرحلة المقبلة، فمن الواضح أن عبيد وخدام وماسحي أحذية المجلس العسكري سيلعبون دورا خطيراً في التحريض ضد كل من يقف في وجه الفاسدين وسيحاولون حماية هؤلاء بكل الوسائل والطرق حتي نرجع إلي عصر الفساد الكبير ويعيش الفاسدون في حماية عبيد المجلس العسكري، لكن هذا لن يحدث وسنقاتل جميعا لكي نكشف كل الفاسدين والمتورطين في إفساد مصر.