في هذا اليوم يوم أن وهبك الله غلاما صبيا أهديك مني رسالة محبة وسلام..وأما المحبة فهي بقدر الحب الذى يملكه كل إنسان إلي شخصك العظيم ونقاء فؤادك وصفاء نفسك وطهارتك وعفتك التي آثرت أن تحتفظي بها لتظلي بين يدي الله أكبر فترة ممكنة فلا يشغلك زوج ولا يلهيك أبن، ولإخلاصك ولحبك لله وحده اصطفاك وطهرك علي نساء العالمين ليهب لك غلاما صبيا فكنت أنت مريم ذلك الاسم الذى تفردت به عبر التاريخ وهو الاسم الذى خلد القرآن ذكره فكانت لك سورة قرآنية تحمله وما أن يمر اسمك وآيات ذكرك علي مسامع المصريين حتي تري رؤؤسنا تهتز في خشوع ممزوج بالتقوي حينما نسمع قول الله تعالي "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا "، أو نسمع أنينك في الآم الولادة وأنت وحيدة هناك لا يظلك إلا ظل الرحمن " فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ". اليوم في ذكري ميلاد عيسي الذى آتَاه الله الْكِتَابَ وَجَعَلَه نَبِيًّا أهبك رسالة سلام بقدرما ملك عيسي من المحبة والسلام والذى أنعم الله عليه من معجزاته فصار بيديه يبرئ الكمه وألابرص وينفخ من الطين كهيئة الطير فيصير طيرا بإذن الله. أي محبة وسلام ذلك الذى تفردت به يا عذراء يا أم المسيح عيسي. قليلة هي أسماء النساء اللائي حملت سور القرآن أسمائهن، وقليل هن النساء اللائي ذكرن في آيات تصف قدر عظمة الإيمان الذى لمس قلوبهن فأفاضت به محبة وسلام ورحمة علي كل من حولها، لكم يعشق الواحد منا أم مثلك تكن لابنها كل شئ ويكون هو لها كل شئ، تعيش معه وبه وله ، فقد عشت أنت يا أمنا الآلام حينما أتهمك الناس في طهارتك ونقاء روحك" فأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا"، وعشت مع ابنك فرحة المعجزة حينما نصرك الله بلسان طفل كان في المهد:" قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا"، وعشت كل يوم وأنت ترين الفرحة في عيون أولئك المرضي الذين يشفون بيد ولدك وأولئك الموتي الذين يعودون للحياة ببركة لمسة من يده، أي أم عظيمة أنت التي اصطفاها الله وأي رسول ذاك هو المسيح عيسي ابن مريم, أي فخر لرجل ينادي باسم أمه الطاهرة النقية التي قدمت للبشرية بعد انقطاع دام سنوات من التقوي والإيمان والإخلاص لله وحده روح الله القدس النبي عيسي الذى أخذ من ضربات قلب أمه وهو في بطنها التوحيد وسمع أنفاسها الذاكرة لله وأحس بخطواتها الساعية في طاعة الله حتي في نومها كان يشعر وهو آخذ في النضوج إلي براحة في عالم آخر أسلمت له مريم روحها قبل أن تنام فتصحو من جديد لتحب عبادة الله . بقلم: حسام عبد الشافي كاتب صحفي [email protected]