كشفت الفترة الأخيرة عن قوة العلاقات بين قطروتركيا تمثلت في دعم الأولى بشكل دائم لسلوك أنقرة العدواني حتى لو تعارض مشروعها مع مصالح الدول العربية ،و تحت عنوان " أخوة في السلاح" أعدت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية الأمريكية تقريرا حول العلاقات بين قطروتركيا وكيف تطورت لتصبح بينهما مصالح مشتركة في تخريب عدد من الدول على رأسها ليبيا ، حيث بدأت هذه العلاقات منذ سنوات ولكنها ازدهرت في عهد حزب الحرية والعدالة. وأوضح التقرير أنه في 5 يونيو 2017 قطعت المملكة العربية السعودية والبحرين ومصر والإمارات العربية المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرضت حصارا بريا وبحريا وجويا، حيث اتهم جيران الدولة الخليجية الصغيرة بدعم الإرهابيين والتعاون مع إيران ونشر الفوضى في جميع أنحاء الشرق الأوسط ، وأدت هذه الخطوة المفاجئة إلى إغلاق الطريق الوحيد بين الدوحة والأسواق الخارجية ، واصيب السكان القطريون بالذعر ،عندما وجدوا أرفف السوبر ماركت خالية ، لكن الهلع تضاءل بعد أقل من 48 ساعة ، حيث بدات تركيا في إرسال طائرات مليئة بالطعا والسلع الأخرى. وقال التقرير إن هذه المساعدة التركية لم تكن مجرد لفتة إنسانية ،لكنها كانت أبرز مثال على التقارب الاستراتيجي بين انقرةوالدوحة ، واتضح ذك جليا عندما كانت قطر واحدة من الجهات الفاعلة القليلة إلى جانب حماس وباكستان ،التي دعمت العملية التركية العسكرية في شمال سوريا في اكتوبر 2019 وتعود العلاقات الدبلوماسية بين قطروتركيا إلى مايقرب من 50 عاما ، لكنها لم تتحسن إلا بعد وصول حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية إلى السلطة في انقرة عام 2002 ، فخلال العقد الأول من حكم حزب العدالة والتنمية ، عقدت الدولتان أكثر من 70 اجتماعا ثنائيا رفيع المستوى ، ولا تزال الدوحة الوجهة الأكثر شعبية للبعثات الدبلوماسية التركية ، كما قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمفرده بسبع زيارات كرئيس وزراء من أولوياته زيارة الدولة الخليجية الصغرة عندما تولى الرئاسة في عام 2014. واكد التقرير أن تركياوقطر أخوة بالكامل في السلاح ، حيث تشترك كلتا الدولتين في التقارب للإسلاميين حيث يشكل هذا الأمر لب تعاونهما الإقليمي ، ومن هنا يمتد التعاون التركي القطري مدفوعا بالإلتزامات الإيدولوجية المشتركة ، إلى مجموعة متنوعة من القطاعات ، بما في ذلك الدفاع والمصارف والإعلام والطاقة ، ومن المرجح ان يزداد هذا التعاون مع تعميق شراكتهم. ووفقا للتقرير يمثل المحور التركي القطري تحديا للولايات المتحدة وشركائها لأن أنقرةوالدوحة لاتسعيان فقط إلى البحث عن أشكال مشروعة من التعاون ولكن أيضا يسعان غلى مشروعات مشتركة في التمويل غير المشروع، ودعم المتمردين الإسلاميين في الخارج ،وتشجيع الإيدولوجيات المتطرفة ، وإيواء الإرهابيين ، وهذه الإجراءات مثيرة للقلق بشكل خاص لأن تركياوقطر شريكان مهمان للولايات المتحدة. ولفت التقرير إلى أن تركيا العضو في حلف الناتو منذ أكثر من 60 عاما تستضيف قاعدة إنجرليك الجوية ، التي تعد موطن الجناح الجوي للقوات الجوية الامريكية التاسعة والثلاثين والأسلحة النووية للمسرح الأمريكي ، وفي الوقت نفسه تعد قاعدة العديد الجوية القطرية مقر القيادة المامي للقيادة الأمريكية المركزية ، التي تشرف على العمليات العسكرية المريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وتعجب التقرير من ان واشنطن فشلت في محاسبة هاتين الدولتين على مر السنين ، حيث كان يتعين على الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة استكشاف مواقع بديلة للمنشآت العسكرية الأمريكية التي تستضيفها قطروتركيا ،ولا تزال هناك حاجة إلى مثل هذه الدراسة ، لكن في الوقت الحالي ،على الولاياتالمتحدة أن تكون مستعدة للترحيب بعودة تركياوقطر إلى الحظيرة إذا عادتا بشكل حاسم من طريقهما المتهور ، في دعم الإرهاب. وأشار التقرير إلى أن ليبيا كانت واحدة من اولى ساحات المعارك التي بدأ فيها التنافس بين الفصائل التركية القطرية والسعودية الإماراتية ، حيث تدعم الدوحةوأنقرة المليشيات الليبية الغربية ذات الغالبية الإسلامية ، بينما تدعم الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر الجيش الليبي في شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر وقال التقرير إنه عندما بدأ التمرد ضد معمر القذافي في عام 2011 أصبحت قطر أول دولة عربية تعترف رسميا بمتمردي ليبيا وأرسلت مقاتلات للمساعدة في التدخل الدولي بقيادة الناتو ، حتى انها أرسلت المئات من القوات لدعم المتمردين، واعترف اللواء حمد بن علي العطية رئيس الأركان القطري ، بأن قواته في كل منطقة في ليبيا وأشرف على خطط المتمردين بنفسه. وإلى جانب ذلك تم الإبلاغ عن وجود مستشارين قطريين يقومون بتدريب المقاتلين الليبيين في كل من غرب وشرق البلاد في أغسطس 2011 ،وعندما قفز الليبيوم باتجاه مجمع باب العزيزية التابع للقذافي في طرابلس كانت القوات الخاصة القطرية موجودة على الخطوط الأمامية. ووفقا للتقرير كان الدعم القطري للثوار في عام 2011 عظيما لدرجة أن الليبيين كانوا يرفعون العلم القطري إلى جانب علم بلادهم في 23 اكتوبر 2011 ، عندما تم غعلان تحرير بنيغازي ،بل غنه تم تغيير اسم ميدان الجزائر في طرابلس إلى ميدان قطر. وعندما اندلعت الحرب الأهلية في عام 2014 دعمت كل من قطروتركيا المؤتمر الوطني العالم بقيادة طرابلس ، كما حافظوا على روابط وثيقة مع تحالف فجر ليبيا الذي أثبت فشله حتى الآن ، وهو مجموعة من المليشيات الموالية للإسلاميين بقيادة الإخوان المسلمين ، وهي المليشيات التي هاجمت مطار طرابلس الدولي واستولت على أجزاء كبيرة من العاصمة عام 2014 . وقال التقرير غن الدوحة سلمت بالفعل أسلحة إلى تحالف فجر ليبيا ، واتهمتها الأممالمتحدة بإرسال المال والسلاح للمقاتلين الإسلاميين منذ بداية الأزمة في عام 2011 ، وخلص تقرير للأمم المتحدة صدر في مارس 2013 إلى أن قطر أرسلت أسلحة للقوات المناهضة للقذافي في عام 2011 و 2012 ، في انتهاك لحظر الأسلحة الذي فرضته المنظمة الدولية. ووفقا للجيش الوطني الليبي قدمت تركيا الدعم العسكري المباشر للمليشيات الإسلامية العاملة في غرب ليبيا ، حيث قال الأمين العام للجيش الوطني الليبي أنه لديه شهود وصور أقمار صناعية تثبت أن أنقرة توفر الأسلحة والذخيرة والمركبات وحتى المقاتلين التراك في مصراتة. وفي عام 2017 قال متحدث باسم الجيش الوطني الليبي إن هناك عدد من الطائرات القطرية هبطت بانتظام في البلاد لدعم الجماعات الإرهابية. وفي مايو 2019 أي بعد شهر واحد من بدء حفتر عملية تطهير طرابلس ، وصلت شحنة من العربات المدرعة التركية وطائرات بدون طيار إلى العاصمة . كما باعت تركيا معدات بقيمة 350 مليون دولار لمليشياتها المتحالفة في طرابلس في اعقاب هجوم حفتر عليها في العاصمة، حيث ادعى المسئولون الأتراك أن مبيعات الأسلحة لاتنتهك حظر الأسلحة الذي فرضته الأممالمتحدة على ليبيا وتم إجراؤها بموجب اتفاقية دفاع ثنائية تم توقيعها عام 2012 ، وفي يوليو أعلنت قوات الجيش أنها أسقطت طائرة تركية بدون طيار بالقرب من طرابلس. وشدد التقرير على أن الجهات التي تسعى لجنى المصالح في ليبيا تؤدي فقط إلى تفاقم الأوضاع واستمرار حالة عدم الاستقرار في البلاد.