شهدت الأيام الماضية نشوب أزمة بين نقابة الصيادلة وكلية الطب البيطري بجامعة المنصورة على خلفية رفض الأولى لقرار إنشاء برنامج دراسي بالكلية لإعداد خريجين تحت مسمى «حاصل على بكالوريوس العلوم البيطرية تميز الأدوية والمستحضرات البيولوجية»، باعتبار ذلك تدخلًا مخالفًا للقانون في اختصاصات النقابة. وبناء على ذلك، أرسل المستشار محمد فكرى الحارس القضائى لنقابة الصيادلة، ولجنة الإدارة المكونة من الدكتور عبد الناصر السنجاب والدكتورة فاتن عبد العزيز والدكتور كريم بدر، مذكرة عاجلة إلى الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى، والدكتور محمد لطيف الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، للمطالبة بإلغاء هذا القرار الإداري، باعتباره باطلًا - على حد وصفهم- لأنه يخالف نص قانوني صريح ويهدد التخصص والتميز بين كليات الجامعة. في السياق ذاته، أصدرت النقابة الفرعية بالدقهلية بياناً أكدت فيه أنه بمجرد علمها بإنشاء برنامج دراسي بكلية الطب البيطري جامعة المنصورة يمنح الدارسين فيه شهادة بمسمى «بكالوريوس العلوم البيطرية وتميز الأدوية والمستحضرات البيولوجية»، تم إرسال مكاتبات إلى رئيس الجامعة وعميدة الكلية للاعتراض على هذا البرنامج، باعتبار أنه يتداخل في عمل الصيادلة، وبالتالى يعد تعديًا صريحًا على حقوق مهنة الصيدلة والحدود الفاصلة بينها وبين مهنة الطب البيطري. من ناحيتها، أكدت الدكتورة فاتن عبد العزيز، عضو اللجنة المعاونة للحارس القضائي بنقابة الصيادلة، أن المادة الأولى من قانون مزاولة مهنة الصيدلة رقم 127 لسنة 1955 نصت على أن تجهيز وتركيب وتجزئة الدواء لعلاج الحيوان سواء من الباطن أو الظاهر يعد ممارسة لمهنة الصيدلة وأى برنامج أو قسم فى أى كلية يكون مواده مقصود منها تعليم طلابها تجهيز وتركيب وتجزئة الدواء لعلاج الإنسان أو الحيوان يكون تعليم صيدلى وهذا من اختصاص كليات الصيدلة فقط. وأضافت أن القانون 416 لسنة 1954، يعرّف مهنة الطب البيطري بأنها «تشخيص وتحديد سبل علاج الحيوان واتخاذ كافة الاحتياطات والتدابير اللازمة للتأكد من السيطرة على العدوى التي قد تنشأ من الأمراض التى تصيب الحيوان سواء للحيوانات الأخرى أو الإنسان وكذلك توكيد أمان الغذاء والأمصال المختلفة سواء للحيوان والإنسان»، وبالتالي فإن مزاولة مهنة الطب البيطري لا تتضمن تجهيز أو تركيب أو تجزئة الدواء لعلاج الحيوان، ولكنه اختصاص الصيادلة فقط. الأكثر من ذلك، كما تقول «عبدالعزيز»، هو أن المادة 35 من قانون تنظيم الجامعات رقم 49 لسنة 1972 تنص على «يختص مجلس الدراسات العليا والبحوث بالنظر فى دراسة وإعداد السياسة العامة للدراسات والبحوث بالجامعة والتنسيق بينها فى كليات الجامعة ومعاهدها»، وعليه فإن إنشاء برنامج متميز فى كلية طب بيطري المنصورة لتدريس مواد الصيدلة وتعليم الطلبة لها وتسويقها، مخالفة صريحة للتنسيق بين كليات الجامعة وخلط بين المناهج داخل الكليتين، وبالتالي فإن إقرار هذا البرنامج يعد انتزاعاً لاختصاص أصيل للصيادلة قرره قانون مزاولة المهنة رقم 127 لسنة 1955 فى تصنيع الدواء. يذكر أن كلية الطب البيطري جامعة المنصورة، سبق وأعلنت عن منح بكالوريوس في العلوم الطبية البيطرية «تميز الأدوية والمستحضرات البيولوجية» ومدة الدراسة به 5 سنوات دراسية بنظام الساعات المعتمدة وهى 190 ساعة، يتم فيها قبول الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة والمقبولين بكلية الطب البيطري عن طريق مكتب التنسيق، ويجوز التحويل من البرنامج العادي إلى البرنامج المميز خلال السنة الدراسية الأولى والثانية. وأعلنت الكلية عن الجدول الدراسي لهذا البرنامج، حيث تضمنت المواد الدراسية نفس مواد كليات الصيدلة، ما يعني أن هذا البرنامج خرج عن دراسة الطب البيطري ليمنح شهادة بكالوريوس صيدلة.