لقد كشفت الأيام السابقة عن وجود بقايا للفاسدين في وزارة الداخلية وهؤلاء يحاولون بكل الطرق الوقيعة بين الشعب والجيش خاصة بعد أن قدم الجيش المصري نموذجا عظيما في حماية الثوار وفي حماية الثورة والحفاظ عليها، وقد شاهدنا عشرات الوقائع التي أكدت أن الشعب والجيش يد واحدة وكانت الهتافات قبل نجاح الثورة وبعد نجاحها تؤكد هذا المعني، لكن يبدو أن بقايا الفاسدين في وزارة الداخلية قرروا الوقيعة بين الطرفين وقد ظهرت بقايا الفساد في كل مكان وراحت تطارد المتظاهرين بل وراح بعضهم يطلق النار علي المصريين في الشارع، وكانت واقعة المعادي نموذجا صارخا علي روح الانتقام التي في قلوب عدد كبير من رجال العادلي، لكن ما حدث في البحيرة كان أفظع مما حدث في المعادي فقد قال اللواء مجدي أبو قمر مدير أمن البحيرة لعدد من رجال وضباط الشرطة بمديرية أمن البحيرة عن المصريين «نحن أسيادهم واللي يمد يده علي سيده لازم ينضرب بالجزمة» ورد عليه اللواء طارق هيكل قائلا: «اللي يمد ايده علي سيده نقطع أيده».. وتم تسجيل هذا الكلام البذيء والخطير وتم نشره علي مواقع الإنترنت واشتعلت البحيرة في مظاهرات ترفض العودة لهذا الأسلوب القديم الذي قامت الثورة كي تقضي عليه، فقد انتهي عصر الاستعباد والذل وطالبت القوي الشعبية بإقالة ومحاكمة مدير أمن البحيرة بعد إهانته للشعب، ونحن نطالب المجلس الأعلي للقوات المسلحة بإقالة أبوقمر وهيكل حتي يكونا عبرة لكل من يفكر في اعادة عصر الفاسدين وأعداء الشعب المصري مرة أخري، لقد جرت محاولات كثيرة للتصالح بين الشعب المصري ورجال الشرطة واستجاب المصريون وغفروا خطايا وجرائم كثيرة ارتكبها رجال العادلي الذين اطلقوا الرصاص الحي علي شباب الثورة ومارسوا كافة أشكال التعذيب والتنكيل بالمصريين في أقسام الشرطة، لكن يبدو أن الفاسدين المصابين بأمراض قديمة يرفضون الاستجابة ويريدون أن يظلوا أسيادا علي الشعب المصري الذي وقف العالم كله احتراما وتقديرا له!! إن رجال العادلي الفاسدين يجب أن يتم عزلهم فورا ويجب أن تتطهر مصر من بقايا عهد الظلم والفساد والإذلال.. إن المصريين لن يقبلوا بعد اليوم أن يمارس أي شخص ضدهم هذا الشكل من الإذلال والاستعباد، لقد شهد العالم كله للمصريين وضربوا أروع الأمثلة في ثورتهم العظيمة التي مازالت حديث العالم كله لما شهدته من سلوك حضاري غير مسبوق، فكيف يأتي هذا الشخص اليوم ليقول إنه ورجاله سيضربون الشعب بالجزمة؟!.. كيف يتجرأ علي شعب عظيم ظل سنوات طويلة يحتمل كابوس الظلم والديكتاتورية وقرر أن يتحرر ويحقق لنفسه الحرية؟!.. إن ما قاله هذا اللواء جريمة لن يغفرها المصريون ولن يسمحوا له أو لغيره بأن يكرروا سيناريوهات الظلم والاستعباد القديمة، لقد امتلك الشعب حريته ولن يفرط فيها. إن هؤلاء وغيرهم من بقايا عهد الظلم والاستعباد يمارسون دورا قذرا في الوقيعة بين الشعب والجيش ويحاولون ممارسة التعذيب والملاحقة تحت اسم الجيش، ولعل ما حدث في ميدان التحرير مساء الجمعة الماضي يؤكد أن هناك مؤامرة كبري للوقيعة بين الشعب والجيش، فقد اندست عناصر من الشرطة بين المتظاهرين والمعتصمين وراحت تطاردهم بالعصي الكهربائية والهراوات حتي يقال إن الجيش ليس أفضل من الشرطة، ولذلك سارعت القوات المسلحة بتقديم الاعتذار عما حدث وهذا أيضا يؤكد أن قواتنا المسلحة تتبرأ من جرائم الشرطة ومن ملاحقة المتظاهرين، ولقد قدم عدد من المعتصمين شهاداتهم وأكدوا فيها أن القوات المسلحة كانت تتعامل معهم بكل رفق وأنهم طالبوهم بفض الاعتصام بهدوء عملا بتطبيق قرار حظر التجول في حين طاردتهم بعض عناصر الداخلية في الشوارع الجانبية والمتفرعة من ميدان التحرير وغيره.. إن هذه المؤامرة واضحة وضوح الشمس فمازالت عناصر النظام القديم تمارس دورها كي نعود إلي البداية ومازال أصحاب المصالح والتربيطات والصفقات موجودين ويحاولون بكل الطرق الوقيعة بين الشعب والجيش بعد أن شهدت الوقائع أن الجيش هو الذي يحمي الثورة والثوار ويحاول تقديم نموذج للتعامل المحترم مع المواطن المصري. ملاحظة والصحيفة ماثلة للطبع.. أصدر السيد محمود وجدي وزير الداخلية قرارا تاريخيا بإقالة المدعو مجدي أبوقمر مدير أمن البحيرة. وقد أثلج القرار صدورنا ووجب التنويه حتي نعطي لوزير الداخلية ما يستحق من تقدير علي سرعة استجابته مما يؤكد أننا بالفعل أصبحنا في عصر مختلف عن زمن الطناش وإطلاق أيدي الفاسدين للبطش بالمصريين.. الشكر لوزير الداخلية والتقدير لكل القيادات المحترمة التي تعمل في خدمة الشعب المصري وليس في إذلال الشعب.